السكاني المتزايد في اليمن من الناحية الاجتماعية وماهي عملية تنظيم الأسرة من الناحية الصحية وماهو رأي الدين في هذه القضية أسرة كبيرة بتنظيم ناجح أم محمد تعد إسرتها من الأسر الكبيرة فهي أم لسبعة أبناء مع حرصها على مبدأ تنظيم الأسرة وتعتبر أن تنظيم الأسرة من أهم القرارات التي يجب أن تتخذ في بناء أسرة تحتاج إلى كثير من الالتزامات على حد تعبيرها أما عن عدد أفراد أسرتها الكبير فترجع السبب إلى زواجها في فترة مبكرة نوعا ما، إذ أنها تزوجت في سن الثامنة عشرة. عن أسباب النمو السكاني المتزايد في اليمن وارتفاع معدل الخصوبة في المجتمع يتحدث الدكتور فؤاد الصلاحي دكتور علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة صنعاء فيقول: المجتمع اليمني مجتمع فتي بمعنى أن الهرم السكاني مقلوب وفئة الشباب فيه تمثل ما نسبته 35% من المجتمع ومن أسباب الزيادة السكانية وارتفاع معدل الخصوبة في المجتمع اليمني هي الزواج المبكر وإهمال تعليم المرأة وتعدد الزوجات إضافة إلى الثقافة القبلية أو الفلاحية التقليدية والتي تنظر إلى الأسر الكبيرة على أنها مصدر مفخرة وعزة وضمان اجتماعي أيضا من منطلق العمل وتوفير أيدي عاملة للزراعة، كما أن المرأة في المجتمع اليمني تحظى بقيمة اجتماعية وتقدير في حالة الإنجاب بينما قد تقل النظرة الإجتماعية لها في حالة تأخرت في ذلك. ويضيف الدكتور فؤاد الصلاحي قائلا : الحديث عن النمو السكاني باعتباره معيقاً للتنمية غير صحيح، إذ أن الدولة لم تقم بالتنمية بالمجهود الأفضل حتى أعلى مستوياته من استصلاح الأراضي أو استغلال الأيادي العاملة إضافة إلى انعدام المشاركة بين مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني ونشر التوعية في ذلك كما أن وسائل الإعلام لم تؤد دورها ولا تستطيع أن تتجاوز في تأثيرها عن 30% لسكان الريف وهي النسبة التي تتوفر للريف من الكهرباء لمشاهدة التلفاز على سبيل المثال وذكر أن الحملة التي إبتدأت قبل 10 سنوات في تنظيم الأسرة فشلت فشلا ذريعا ولم تنجح أبدا و منذ عام 94م وإلى اليوم لم يحقق مبدأ تنظيم الأسرة أي إيجابيات على المجتمع وخاصة في الشمال من اليمن بينما كان الجنوب يتميز بقلة أفراد الأسرة والوعي المجتمعي العالي وترجع أسباب ذلك الفشل إلى البيروقراطية وعدم الجدية في تناول الموضوع. فمفهوم تنظيم الأسرة تهمله بعض الأسر لتخالط مفهومه أو لعدم وجود نتائج مرجوة من اتخاذه على المستوى الصحي وفي هذا الجانب توضح الدكتورة أمل محمد مكنون بمركز الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة فتقول: تنظيم الأسرة لا يقصد به تحديد النسل بل يعني المباعدة بين الولادات بحيث تؤمن للأسرة من الأب والأم والطفل كثيراً من الاحتياجات وهي تهم الأم في مساعدتها على استعادة عافيتها، فالآية الكريمة تقول "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين "وفي حالة استمرت الرضاعة لعامين يعتبر ذلك تنظيماً للأسرة فالرضاعة بحد ذاتها تعتبر وسيلة تنظيم للأسرة ونظرا لعدم كفاية الرضاعة لأسباب اجتماعية في أغلب الأحيان من حيث أن الأمهات يستعضن عنها بالمغذيات الأخرى وهذا يخفف من الحليب الذي يحتاجه الطفل من أمه، فالمباعدة التي تهدف إليها عملية تنظيم الأسرة قد تفيد الطفل من حيث حصوله على العناية الكافية من أمه في الحنان والرضاعة ومن أهم الصعوبات التي تواجه عملية تنظيم الأسرة هي عدم وجود منظمات دولية تهتم بتنظيم الأسرة في اليمن، كما أن وسيلة الحقن غير متوفرة لدينا كوسيلة حديثة للتنظيم وتشدد على أهمية توعية الشباب وتثقيفهم حول أهمية استخدام الواقي الذكري وأساليب استخدامه وكذلك توعيتهم حول نسبة نجاح الوسيلة المستخدمه تقول :على الرغم من أن الواقي الذكري هو الوسيلة الوحيدة المتوفرة للرجل في اليمن إضافة إلى إرتفاع نسبة نجاح الوسائل التنظيمية للمرأة عن الرجل حيث تبلغ بعض الوسائل نسبة 99% مقارنة بالواقي الذكري الذي يبلغ نسبته50% وهو يستخدم للوقاية من الأمراض المنقولة جنسيا إلا أنه يجب توعية الرجل حول مشاركته للمرأة في عملية التنظيم وخاصة في حال أجريت للمرأة عملية قيصرية أو أصيبت بجلطة مثلا، مشيرة إلى أن التوعية والمشورة في عملية تنظيم الأسرة من أهم أسباب نجاح الوسيلة التنظيمية. ويتميز المجتمع اليمني بطابعه الديني والذي يسهم في نجاح أو فشل مبدأ تنظيم الأسرة وحول رأي الدين في هذه المسألة يتحدث الدكتور حسن الأهدل أستاذ دكتور في أصول الفقه بكلية الشريعة و القانون بجامعة صنعاء يقول:تنظيم الأسرة لا يتنافى مع مبادئ الإسلام، فخشية الإملاق لا ينبغي أن تكون سبب التنظيم في الأسرة بل إن تعطيل القدرة على الإنجاب في الرجل أو المرأة بحيث يصبحان غير قادرين على الإنجاب على الإطلاق لتحديد النسل أو قطعه هو المحرم شرعا أما التنظيم من حيث المباعدة بين فترات الإنجاب فقد أجازته المجامع الفقهية و العلماء وهو يدخل من باب لا ضرر ولاضرار ومن قوله تعالى :"ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن" فالتضييق يؤخذ من كثرة الحمل، كما أن التنظيم يجب فيه التشاور فلا يعزل عن الحرة إلا بإذنها وهو مما يدعو إليه الإسلام في حسن تربية الأطفال.