في حالة غير متوقعة وغير مسبوقة أعلن الشيخ حسين الأحمر اعتماد مبلغ خمسمائة مليون ريال من أجل حل مشكلة الثارات في قبيلة حاشد والمبلغ المرصود من الأحمر يستهدف الثارات القبلية الداخلية بين فخوذ وفروع قبيلة حاشد فقط ولم يشمل حتى ثارات قبيلة حاشد مع قبائل خارجية عنها حتى تلك التي تقع على الحدود مع قبيلة حاشد أو تتشارك معها في نفس إطار المحافظة التي تجمعهم كمحافظة عمران، مثل قبائل بني "عبد" التي تنتمي إلى قبيلة بكيل وأيضا قبائل حرف سفيان التي تجاور قبيلة حاشد وما زال الصراع القبلي بينهما قائما مع العلم أن قبيلة سفيان تتبع إداريا محافظة عمران وقبليا بكيل وقد بدأت الجهات التي أوكل إليها الشيخ الأحمر عملية رصد كشوفات الثارات الحاشدية وتكوين لجان لتقوم بتلك المهمة وقد شككت مصادر قبلية في حسن نوايا المشروع الحسيني الأحمري معللة ذلك أن حل مشاكل الثارات الداخلية لقبيلة حاشد بدون أن يتبعها حل مشاكلها الثأرية مع القبائل المجاورة الأخرى لن يعزلها عن مواصلة المواجهات مع تلك القبائل وخاصة أن الشيخ حسين الأحمر نفسه من يقودها قتاليا مثل حرب حاشد مع حرف سفيان واقتحام حاشد لمدينة حوث أواخر أغسطس المنصرم تم فيها تدمير المنازل وقتل الأبرياء مما يعني أنه عملية حل الثارات الداخلية الغرض منه تحويلها إلى قوة قتالية موحدة ضد جيرانها من القبائل الأخرى ما دامت ستبقى تلك الثارات عالقة ومحل نزاع وسيتحول النزاع القبلي إلى إطار أوسع وأشارت ذات المصادر إلى أن عملية حل مشاكل الثارات الداخلية بين حاشد بالإمكان أن تحل بأقل من المبلغ المرصود إذا صدقت النوايا لأن الثارات بحاجة إلى صلاح نية المشائخ أما القبائل لديها الرغبة في التصالح والتخلص من قيود الثأر الذي يهدد أبناءها، فهي متعطشة للأمان أكثر من المال ولكنها فقط بانتظار المبادرة في الصلح فيما بينها من أي جهة تمثل ثقلاً اجتماعياً فالمبلغ المرصود كاف خاصة وأن قبيلة حاشد قبيلة صغيرة لا تشكل نسبة 5% من حجم قبيلة بكيل و2% من المساحة الجغرافية التابعة لبكيل وتتكون قبيلة حاشد من خمسة فروع جميعها تقع في نطاق محافظة عمران وهي العصيمات وخارف ووادعة وبني صريم وحبور ظليمة وتتبعها فروع تسمى حشود مثل قبيلة سنحان قبيلة الرئيس وقبيلة همدان التي تقع في وادي ظهر صنعاء وتعتبر مضمومة لها قبليا وهي تقع خارج النطاق الجغرافي الحاشدي الأصلي وقضية الثأر ظاهرة متفشية في أوساط القبائل الشمالية في اليمن والقبائل البدوية الشرقية ومنها قبائل جنوبية تم إحياء الثارات فيها مع قيام الوحدة المباركة بينما تخلو همجية الثارات في باقي محافظات الجمهورية مثل تعز وعدن ولحج وإب والحديدة بشكل نهائي وفي حضرموت والمهرة والضالع بشكل طفيف بعد الوحدة. وبحكم أن القضية تؤرق المجتمع اليمني بشكل مخيف فقد سبق وأن تقدم في عام 2006م الشيخ أحمد عباد شريف من كبار مشائخ بكيل بدراسة متكاملة إلى فخامة الرئيس فندت الدراسة طريقة التخلص من الثارات في عموم اليمن والفترة التي سوف تستغرقها المراحل للتخلص منها نهائيا وقد نالت الدراسة استحسان الكثير من الباحثين وتم إحالتها إلى رئاسة الوزراء من أجل العمل على تطبيقها وبقيت رهن الأدراج وكانت صحيفة الوسط قد فتحت ملف الثارات في اليمن في العام المنصرم وتحديدا في شهر رمضان قبل المنصرم والتقت بالشيخ شريف الذي أكد على أن مشروع دراسته قابل للنجاح إذا تجاوبت السلطة الحاكمة وأنه قام بإعداد تلك الدراسة مستندا إلى خبرته الطويلة في حل مشاكل القبائل ومن خلال معرفته بكل قبيلة وأحكامها وشروعها وبعد نشر ذلك الملف بأسبوع وجه الرئيس صالح بتشكيل لجنة لحل مشاكل الثارات ومر عام كامل وبضعة أشهر على التوجيه الرئاسي واللجنة لم تر النور ولم تشكل وقد لفت قضية الثارات وعملية ارتباطها بالعمليات الإرهابية وعدم تماسك البنية الاجتماعية في اليمن بسبب اهتمام البعثات الصحفية الأجنبية التي وصلت اليمن أثناء زيارة وسائل الإعلام الأجنبية لليمن في العام المنصرم وطلبت إحدى الصحفيات الأمريكيات اللقاء بالشيخ شريف من أجل الحديث معه وتدعي الصحفية مارجريت وتعمل في صحيفة (أوستريت أول جرنلي) الأمريكية وبعد لقائه بالشيخ شريف الذي يحمل النفس القومي والتحرري أبدت إعجابها بالشيخ شريف وطلبت أن يتم التقاط صورة لها مع الشيخ وتم التقاط الصورة للشيخ والصحفية مارجريت بعدسة صحيفة الوسط وفي ختام لقائها به أبدت ذهولها من عدم استثمار فكرة الشيخ في حل قضية الثارات لأن بحل قضية الثارات تصبح اليمن قد هيأت القبائل اليمنية للانتقال إلى النفس المدني وتجاوبهم مع روح القانون. وتبقى قضية الثارات النقطة التي يتم استثمارها في ضياع هيبة القانون وانعدام ثقة القبائل بقوة الدولة التي هي بذات نفسها تدعم صراعات القبائل وتغذي عملية الثأر بأساليب متعددة وتمكنت من نقلها إلى المحافظات الجنوبية التي كان ملف الثأر قد أغلق نهائيا فيها ولكن تم فتحه تحت توليها زمام الحكم وبالتالي انتقلت عملية حمل السلاح في أوساط القبائل الجنوبية من حينها وأصبحت اليوم تلك الأسلحة تهدد كيان الدولة نفسها وهناك مثل يمني قديم يعرف معناه الحكام تماما يقول ذلك المثل: "آخرة المحنش للحنش" وقالت مصادر مطلعة أن مبادرة الشيخ حسين الأحمر هي ردة فعل من الشيخ للحكومة السعودية التي قللت من المخصصات المالية لمشائخ الشمال في اليمن وحسنت من مخصصات مشائخ المناطق الجنوبية وجميعهم بالتنافس على المخصصات السعودية سواء.