كتب/علي بن يحيى العماد اجتمع في اسطنبول قرابة ستمائة من العلماء من أنحاء الأرض، ولا يربط أكثرهم بالعلماء سوى أنه من الإخوان أو رشحه الإخوان مثل الدكتور/ عبدالوهاب الديلمي من اليمن عالم وهابي وإن لم يكن بوزن أخيه أحمد، وقد بلغني أنه لم يحضر الافتتاح أحد من قادة الأتراك الكبار، ولا حتى بدرجة وزير. رشح القرضاوي رئيسا للاتحاد، ورُشح ثلاثة نواب عن المذهب الإباضي مفتي عمان الخليلي، وواعظ زاده من إيران عوضا عن التسخيري عن المذهب الجعفري، وعبدالله بن بيَّا من موريتانيا مقيم بجدة عن المذهب السني، وسبب ترشيح القرضاوي رئيسا لأنه أصبح وهابيا بعد أن كان من كبار الإخوان لكنه تركهم وذهب إلى دول البترول كما قال كشك رحمه الله، والدليل على ذلك تصريحاته حول التقريب والتي خالفت تصريحاته قبل ثمان سنوات عند مقابلته لآية الله فضل الله رحمه الله، إضافة إلى المقربين كالدكتور العوا، والدكتور علي قرة داغي، وسلمان العودة وهم من أهل السنة كما يقال. وبلغني أنه لم يحضر أحد من السلفيين، ولم يحضر من السعودية إلا مجموعة من الخطباء أو ما يسمون أنفسهم بالدعاة ما عدا الشيخ حسن الصفار فهو عالم ولكنه محسوب على الجعفرية. ومن العجيب أن القرضاوي لم يرشح نائبا له عن المذهب الزيدي الذي هو أقرب المذاهب للسنة كما يقولون رغم حضور العلامة الدكتور/ المرتضى بن زيد المحطوري المعروف بنشاطه الكبير في خدمة المذهب الزيدي وأبنائه، وأتباع المذهب الشافعي أيضا، وله عشرات المؤلفات في فنون عديدة: كعدالة الرواة والشهود (رسالة دكتوراه) والسيرة النبوية، ومختصر في العقيدة، ومختصر في التجويد، مباحث في أصول الفقه (النسخ، الاجتهاد، التقليد، الحكم الشرعي ومتعلقاته) وشرح مختصر متن الكافل، وبحث حول الزيدية وخروج الخوارج، والوصية والوقف، ومتشابه القرآن، وسلسلة نفائس الأخلاق (احسن إلى الناس) شرح وتعليق على قصيدة أبي الفتح البستي - شرح وتعليق على القصيدة الزينبية وسلسلة أحسن القصص (موسى مع ابنتي شعيب - بلقيس)، وبحوث حول التقريب بين المذاهب، وغيرها من المؤلفات، كما حقق العديد من أمهات المراجع، كينابيع النصيحة للأمير الحسين بن بدر الدين (أصول الدين)، ومصباح العلوم لأحمد بن الحسن الرصاص (أصول الدين) والحدائق الوردية - لحميد الشهيد بن أحمد المحلي (تأريخ) والروضة الندية شرح التحفة العلوية لابن الأمير الصنعاني (تأريخ) وأصول الأحكام في مسائل الحلال والحرام للإمام أحمد بن سليمان (فقه) وشرح النكت في الفقه اللقاضي جعفر بن عبدالسلام، والمحزي في أصول الفقه للإمام أبي طالب، والبدعة لعلي بن إبراهيم الأمير، والكاشف لذوي العقول للعلامة أحمد بن محمد لقمان، والتبيان في الناسخ والمنسوخ لعبدالله بن حمزة بن أبي النجم الصعدي، وغيرها الكثير.. لكن الشيخ القرضاوي تجاهله نتيجة التحذير المسبق من إخوان اليمن ووهابية السعودية أمثال العودة، والديلمي و.... وقد بلغني أن الدكتور المرتضى طالب القرضاوي، والحاضرين بضرورة تمثيل المذهب الزيدي، وقال: (إن لم يعرفني القرضاوي فالدكتور العوا ومفتي عمان وآية الله التسخيري يعرفونني جيدا). لكن القرضاوي رد: بأنه طالب الشيخ الزنداني وحمود الهتار ورئيس الجمهورية بترشيح من يرونه عن المذهب الزيدي فلم يردوا عليه، فرد عليه الدكتور المحطوري مستهجنا: (لو كنت طلبت ترشيحا من قسم الشرطة، لأن الزنداني والهتار لا علاقة لهما بالمذهب الزيدي إلا الرغبة في محوه من وجه الأرض، أما الرئيس فبابه مفتوح للسلفية والوهابية، أما الزيدية فلا يريد أن يبقي منها نافخ نار، لأن الوهابية يكذبون عليه بطاعة ولي المر وأين طاعة ولي الأمر عند إخوانهم من القاعدة؟! فكان المفترض من القرضاوي أن يطلب ترشيح من يمثل الزيدية من علماء الزيدية لا من عدوهم، ولا ندري ما هو السبب الذي حمل الشيخ القرضاوي على تجاهل الدكتور المرتضى وهو بالتأكيد يعرفه، ومشهور في اليمن ما يلقى من المتاعب من أعداء الزيدية. ونصيحتي للقرضاوي -لكبر سنه- أن يطلب من الدكتور العوا أن يلخص له من هم الزيدية، أو يطلع على كتاب الزيدية للدكتور صبحي، أو يرتاح في بيته، فعنده ما يكفيه، لا يخرب ماضيه، الله يحسن ختامه وختامنا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.