كتب/علي محسن حميد آرس هو إله الحرب في الأسطورة الإغريقية. وتقول الأسطورة إنه كان وحشيا ومتعطشا للدماء ونزويا ومتهورا ،وكان حبه الأساسي هو للحرب وكان مولعا بها بغض النظر عن النتائج. ومقارنة بإله الحرب الروماني مارس فهو أكثر وحشية منه. والحرب في اليمن ليست لعلعة الرصاص فقط بل شملت كل مناحي الحياة فهناك حرب تجويع وحرب تخويف وحرب ابتزاز وحرب لشراء الضمائر والولاءات بأي ثمن. . لذلك فإله الحرب الشمولي لدينا الذي تفوق على أرس حالة معاشة ينفذها إله أدمن سفك الدماء سواء وهو متعاف أو مصاب.وهو في داخل الوطن أو خارجه.حروبه لاحصر لها ولاعد . أربعة منها في محافظة واحدة هي صعدة وقتلاها بحسب روايته خمسون الف قتيل . وحرب ضروس ضد الجنوب في عام 1994 كانت الخسارة المالية فيها 11 مليار دولار وآلاف القتلى وسلباً ونهباً لم يسبق له مثيل، وشرخ في الوحدة الوطنية وتأثيرات سلبية لازالت تتفاعل ونتجرع مرارة نتائجها حتى الآن. وحده إله الحرب الذي يرى أنه خاض حربا مقدسة وعلى طريقته يوجه خطاب حرب في 7 /7 وهو مقعد وفي سرير المرض. هل رأيتم رجلا لايحب شعبه ولايحرص على دماء أبنائه مثله؟ هل سمعتم برجل لم يتعظ مما تعرض له من محاولة اغتيال بشعة ومدانة ،يتوقع منه أن يقول إلى هنا وكفى ولتكن خير أيامنا خواتمها ولم يدر بخلده بأن الضحايا من أي طرف هم يمنيون أؤتمن هو تحت القسم على دمائهم وأعراضهم وأموالهم وحقهم المقدس في الحياة؟ فرح رهطه ببعض شفائه وغمسوا فرحتهم بدماء أحد عشر شهيدا و200 جريح وإطلاق عمدي للنيران على شباب ساحة التغييربصنعاء . هؤلاء الضحايا لاقيمة لهم في إعلامه وعند المتحدثين باسم نظامه لأنهم أصفار على الشمال وكم مهمل ومنزوعو حق المواطنة والأمان .هؤلاء يعلمون أن الدماء تسفك بأموالنا لكي يفرح يائسون وفاسدون مات ضميرهم المشترى منذ زمن . مات عند اغتيال جارالله ومحمد إسماعيل وأحمد فرج ويحي المتوكل ومجاهد أبو شوارب وقبلهم إبراهيم الحمدي وعلي قناف زهرة والشمسي وأولاد الدميني ومحمد خميس وفي الوسط ماجد وحسني الشامي والدكتور الحريبي وعشرات غيرهم لايتسع المقام لذكرهم. بعض أبناء هؤلاء تمت رشوتهم بمناصب ولكني أجزم بأن ذلك لن يثنيهم عن السعي المثابر وراء العدالة .آخر هؤلاء صابر أحمد فرج الذي أمر الرئيس في سبتمبر 2010 بمنحه إحدى منح دولة قطر الدسمة التي لاتصل إلى عامة الناس. حتى المنح أصبحت مسألة سيادية يتصرف بها الرئيس وحده ويصدر بها قرارا بتوقيعه الذي يجب أن يسمو على التوقيع على الأشياء الصغيرة التي هي من اختصاص وزير التعليم العالي . صابر ، الصابر، لن يبيع دم أبيه ولن يقبل الرشوة .ثم بعد كل ذلك يأتي من يقول إنه لايوجد مبرر لانتفاضة الشعب على الظلم والاستئثار والمحسوبية . الفرح المهووس بظهور المهدي المنتظركان فرحا مغموسا بالدم وبالمآسي والآلام لشعب يعاني نصف أفراده من الجوع والعطش وغالبيتهم من الأمية ونساؤه من ارتفاع معدل الوفيات عند الولادة وجلهم لم يلبس الجزمة بعد. وسأغفل عن ذكر الأمراض لأن العافية أضحت كمالية من شدة البؤس والمعاناة في شيئين أساسيين من متطلبات الحياة وهما المأكل والمشرب . نحن في بلد يعالج بعض سكانه أمراضهم بالطعام فإذا لم يتوفر يحل محله الموت. قال لي شاب من منطقة الفازة القريبة من الخوخة إن شبابهم يتزوجون في الحادية عشرة لأن متوسط العمر عندهم 40 عاما ولأن الثورة ثم الوحدة لاتزالا إشاعتين. وأضاف عندما يمرض أحدنا نطعمه جيدا وهذا كل مانستطيعه لأن لاقدرة لأحدنا على نقل مريضه إلى الحديدة. هؤلاء كان لديهم مدير ناحية لاوظيفة له إلا اختلاسهم رغم بؤسهم وعندما توفي عين الرئيس الذي يحب شعبه وخاصة الفقراء منهم إبنه ليكون خيرخلف لخيرسلف.وكا ن هذا بعضا من سياسة التوريث في عهد صالح الجمهوري!!. سألت الشاب عن معاملة مدراء النواحي للمواطنين فأجاب إذا كان من الجبالية فياويلنا وإذا كان من تعز فنص نص.هكذا يصلّب الرئيس عود الوحدة الوطنية ويصلبها على مذبح الفساد. كنت ومعي جمهور يمثل غالبية اليمنيين يتوقع أن تقول يارئيس كل اليمنيين والمسئول عن حياتهم وسلامتهم من مشفاك مايخرج الوطن من محنته وينهي نزيف دم أبنائه ويلم شملهم ويداوي جراحهم الغائرة ويشبع جوعهم ويطفئ ظمأهم وينير بيوتهم المظلمة في القرن الواحد والعشرين و نفقهم المظلم الذي استطال وطال أمده، ولكنك أبيت إلا أن يستمر الوطن في السباحة في نهر الدم . والأمر لايهمك لأن الحجر من القاع والدم من رأس الشباب الذي تعتبرهم ومن لف لفك نكرات وبعوض وثورتهم عورة . بعد 33 عاما في السلطة لم تقتنع بأن غالبية الشعب لاتريدك وأن الرحيل قد حان . عندما يرفع الشعب شعار إرحل، ترد أنت، اقتل. والرحيل لايعني أن تتشرد وأنت الذي أذقت عشرات الآلاف من اليمنيين وبالأخص الجنوبيين ذل التشرد والفاقة وحولتهم من مسئولين أسهموا في صنع الوحدة وبدونهم ماكان لها أن تتم مهما زعمت عن هروبهم إلى الأمام من مصير تشاوشيسكو الذي لم يكن حقا سوى مصيرك أنت لأنكما صنوان في كل شيء سواء في الممارسات الدكتاتورية أو تركيزالأسرة في السلطة. لاحظ أن باقي حكام الدول الإشتراكية لايزالون على قيد الحياة لأنهم رغم عدم ديمقراطيتهم لم يسرقوا وينهبوا الثروات ولم يفرطوا بحقوق ومصالح أوطانهم. صدقني لقد تمنى كثيرون في 29 ديسمبر من عام 1989 أن تكون نهايتك كنهاية تشاوشيسكو لأنهم لم يكونوا يفرقون بينكما. لقد فرقت شمل آلاف الأسرالجنوبية و قطعت أرزاقهم بعد تسوية النزاع الحدودي مع السعودية عام 2000 بإصرارك على أن تقطع السعودية عنهم ما كانت تمنحه لهم من عون شهري لتخفيف معاناتهم ولكي لايعانون غربة وفاقة معا كنتيجة لجريمتك العسكرية في حرب 1994. المشايخ القريبون منك جغرافيا لم تطلب من السعودية قطع ميزانياتهم الشهرية الضخمة ولاتصف ما يتسلمونه بأنه مال مدنس لأن المواطنين ليسوا سواسية لديك وقد زدت على ذلك أن منحتهم أراض في الجنوب ومصالح غير مشروعة فيه .وطبعا لايدري معظم المواطنين أنك كنت تتقاضى عطايا منتظمة من كثير من دول الخليج وهذه لم تتوقف إلا بعدغزو صدام حسين للكويت. .لقد عاش الآلاف من الجنوبيين هذا المأزق وأضاع كثير منهم مستقبل أبنائهم وبناتهم لعدم قدرتهم على دفع نفقات دراستهم مما ولد لديهم قناعة ضد الوحدة لم تكن موجودة وخلقتها أنت بحربك في عام 1994ثم بإصرارك على تجويعهم في الخارج. ولأن السلطة هي غاية الغايات لديك فلم تفكر بعواقب حربك ضد شعب استأمنك ووثق بك ولم يكن يتوقع منك كل هذا الغدر والكراهية.عموما لعلك جربت الألم و مرارة البعد القهري عن الوطن في الأسابيع القليلة التي قضيتها في العربية السعودية وأنت تتعالج في واحد من أفضل المستشفيات في العالم الذي حرمتنا من واحد مثله أو 10% من مستواه. بعد ماحدث في 3 يونيو وفي بيت الله توقع كثيرون أن تعود إلى الله الذي لايشك أحد أن رسالته كانت واضحة لك لكي تكف عن قتل النفس التي حرم الله لأن عقابك في بيته لم يكن عبثا وبدون مغزى سماوي . الرسالة هي أن تعيد حساباتك السياسية والشخصية وتقدم الوطن على العائلة والجمهورية على التوريث و الحل السياسي على الحل العسكري والرحيل على البقاء. الحل العسكري الذي ينفذه إبنك وأبناء أخيك فشل في أكثر من بلد ودائما ماارتد إلى نحر المهيّم به والمراهن عليه. لقد تجاهلت مصالح الوطن العليا طيلة 33 عاما ولم تراعها أو تفكر جديا بأن تكون يدا حانية وبلسما يداوي وتساعد على إنهاء عذابات شعب تدعي عشقك له وتتجاهل استمرار نزيف دم أبنائه..ولو كنت ممن يتعاملون مع الواقع فقد تتفتح عيناك على حقيقة محجوبة عنك وهي أن الغروب قدحان. أما فهمت الدرس الرباني؟ لو كنت حقا ممن يؤمنون بالرب فستتوقف وفورا عن الاستمرار في سلطة كادت تودي بك إلى التهلكة . ويكفي لكي تعيد النظر في وجودك الرسمي أن الكل يعاني من شظف العيش وحياة ملايين مهددة وأنت ومن معك متشبثون بالسلطة وكأنكم تقولون نحن أو الطوفان. وهذا مضمون خطابك في 7 يوليو الذي اخترته تاريخا غير موفق لإلقائه وهو دليل إدانة إضافي على حبك للحرب وسفك الدماء. انت تكتفي بسماع ومشاهدة فذلكات وفبركات هذا وذاك من أساطين الدجل في إعلامك الرسمي الفاقد للمصداقية ولبعض المرجفين وناقلي الأكاذيب ، من نوع أن ضحايا مجزرة 18 مارس يتحملون مسئولية موتهم مما يذكرني بموقف الإسرائيليين من الفلسطينيين . قالت جولدا مائير رئيسة الوزراء "لن نصفح عن العرب (كانت وقتها ترفض الاعتراف بوجود شعب فلسطيني) لأنهم أجبرونا على قتلهم". وقول حجاي هوبرمان " لن نصفح عن عرفات لإجباره لنا ارتكاب خطيئة قتل الأطفال الفلسطينيين من أجل منع قتل الأطفال اليهود". أنت سيدي الرئيس شفاك الله وعافا الوطن من كل ماألحقته به من دمار و تخلف وفساد وتخريب للإنسان والدولة والقيم ترفض الاعتراف بأنك ارتكبت العديد من الأعمال الشريرة والدموية وتستحمر الشعب الذي قال ويقول لك دعنا وشأننا وكفى مامضى. التاريخ مليئ بالعبر التي تفيد بأن الاستبداد لايدوم وأن التوريث بعد انطلاق ثورة الربيع العربي من سابع المستحيلات. [email protected]