*صالح حميدة لازالت الفرحة الغامرة تغرق القلوب والأداء الرائع يتردد أمام العيون والحماس القتالي يهز الأبدان والجلود ويطرد الذل والهوان والركود ، والفدائية واللعب الرجولي يرفع أ، الرأس لننظر نحو عنان السماء، متفائلين بمستقبل أفضل وموعود إذا ما استمرت الجهود كي نكون ونعود إلى سابق مجد ومكان مرموق . ربما كانت البحرين على غير موعد وفي وضع أضعف مما هي عليه في الأساس وعانت من بعض الصعوبات وكل ذلك لا يغير من الأمر شيئاً فالأحمر اليماني استحق الفوز وقد أثبت أنه في تطور ملحوظ وهذا هو المهم بالنسبة لنا ، طريقة اللعب الجماعي أحدثت نقلة نوعية وأظهرت مستوى وأداء راقياً وممتعاً في أغلب مجريات المباراة واللمسة الواحدة والتمرير المتقن غيّرت صورة وشكل اللعب، بل تعدى الأمر ذلك إلى وجود مهارات فردية عالية لدى أغلب اللاعبين . ولكي لا يعتقد البعض بأنني أجامل أو أن هذا الرأي جاء نتيجة الحماس والفرحة بالفوز أحب أن استشهد بما قاله المحلل واللاعب الدولي السابق سعد الحوطي الذي قال " إن منتخب اليمن لعب كرة قدم شاملة تعددت أساليب اللعب فيه وقدم أداء شاملاً كاملاً في الدفاع والوسط والهجوم وشاهدنا الكرات العرضية وفي العمق والتسديد والمهارات ... ألخ " . وبالطبع الجميع تفاجأ بأداء الأحمر اليماني وربما كيل المديح بشكل مبالغ جدا في نظر البعض ولكن في النهاية هناك تغيير وتحسن واللاعبون والمدرب يستحقون الثناء لأنهم قدموا مستوى ملفتاً ومتطوراً على الأقل عن ما كان عليه سابقًا . ولكن تبقى الإشارة إلى النواقص ونقاط الضعف ضرورية مع بقاء الإشادة في رأس وعين وصلب الموضوع ، ومع إشادتنا بالأداء والتطور النسبي نحب أن نورد بعض الملاحظات للمستقبل، فمباراة البحرين ولّت وسُجّلت في التاريخ وعلينا جميعا أن نبحث عن المهم وهو مستقبل المنتخب وأن نراقب عن كثب وخصوصا مدرب المنتخب الذي يجب عليه التركيز على أمور ( حسب وجهة نظرنا المتواضعة ) مهمة للغاية والتي منها : * المنتخب كسب الثقة حسب تصريح المدرب وهذا صحيح ولكن الخوف يأتي من الغرور والإهمال ومستوى لاعبي المنتخب المقلق في الأندية وما مدى قدرتهم على مواصلة نفس الأداء ومدى إمكانية تحسينه نحو الأفضل. * رغم إشادة المحللين بشمولية لعب المنتخب إلا أن هناك بعض النواقص التي نتمنى التركيز والتدرب عليها .. حيث يعاني منتخبنا من قصور في قدرة التسديد وتهديد المرمى من بعيد بشكل مركز وقوي رغم مشاهدتنا لبعض التسديدات إلا أنها كانت ضعيفة أو مخادعة وعدم الجرأة على التسديد كانت واضحة أو ربما لنقل عدم الرغبة وعدم الثقة . * التدرب على الكرات الثابتة مهم جدا، ففي الجانب الدفاعي مثلا تكمن الخطورة من ضعف اللاعبين وعدم رغبتهم في الإرتقاء وشاهدنا لاعبي البحرين يرتقون للكرات العرضية العالية لوحدهم في ظل تفرج لاعبينا ، أما في الجانب الهجومي مثلا لم نلاحظ أي تكتيك في الكرات الثابتة والركنيات والأخطاء الجانبية التي تلعب بشكل عشوائي وكان من المفروض أن تلعب بشكل مدروس ويتناسب مع إمكانيات اللاعبين وخصوصا وأن لاعبينا قصار القامة أو نحيلي الأجسام . * لاحظنا بعض الأساليب القديمة في اللعب مثل كثرة التزحلق لقطع الكرة وبشكل بدائي وخطير من ناحيتين، الأولى عدم النجاح في الإستحواذ وقطع الكرة والثانية تكمن في إرتكاب خطأ ربما يعاقب عليه اللاعب بالكرت الأصفر وهنا اعترف أن الوضع قد تحسن حيث كنا نشهد سابقا أخطاء داخل منطقة الجزاء بسبب الحماس المفرط والتزحلق والإندفاع غير المدروس . *اعتراض بعض اللاعبين على قرارت الحكم بشكل غير مناسب ولآئق وقد يكلف المنتخب الكثير من خلال الطرد أو التوقيف ناهيك عن تأثيره السلبي على نفسية اللاعب الذي يشعر أن الحكم ضده ( وهو ليس كذلك ) فيصاب بالإحباط والتشنج وفقدان الأعصاب وضبط النفس والمهم هو تقبل قرارات الحكم مهما كانت دون إبداء أي نوع من الإعتراض . * الحماس هو سمة الفريق وسلاحه القوي ولكن يجب أن لا يكون إلى درجة الجري وراء الكرة، فقد شاهدنا أكثر من ثلاثة لاعبين في مواجهة لاعب واحد وفي مساحة صغيرة ، ونطالب فقط بحسن الانتشار في الملعب والتركيز على التغطية الشاملة والصحيحة وقراءة اللعب وتوقع اتجاه الكرة ومتابعة حركة لاعبي الخصم لكي نتجنب ارتكاب الأخطاء وعدم اختراق الخصم لدفاعنا، لأن الأخطاء كلفتنا الكثير في السابق . تلك كانت بعض الملاحظات التي نتمنى التركيز والاهتمام بها والمدرب ومساعداه سيراجعون بالتأكيد شريط المباراة وأخطاءها أو لنقل سيبحثون عن النواقص والحاجات الملحة والمطلوبة للمبارايات القادمة والتي من شأنها مواصلة عملية التطور نحو الأفضل ، ونحن من هنا فقط نذكر بأن المنتخب قد بدأ بالخطوة الصحيحة ومن المهم جدا على اتحاد الكرة أن يستمر مع المدرب وأن يحافظ على اللاعبين لكي لا يحدث لنا ما حدث في السابق ونعود من نقطة الصفر من جديد ... نأمل أن تصل الرسالة إلى قلب المعنيين لأنها بحق نابعة من قلب المشجعين .