*محمد أحمد النزيلي * ستريشكو مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم: خبير كروي ذائع الصيت ولد وترعرع في بيئة أوروبية تعشق النظام وتعبده. عمل مع أكثر من اتحاد كرة واكتسب خبرات فنية وإدارية كبيرة، محايد لا يحمل الحقد على مشائخ وتجار اتحاد الكرة أو نادي الهلال، أوروبي ليس بينه وبين الاتحاد والعيسي أي خلافات ولا ينظر لأحد بنظرة مناطقية أو مذهبية أو عنصرية أو شطرية. هو الأول في كل السفريات وطلباته أوامر وليس ممن شملتهم القاعدة العيسية (سفرية تطلعك وسفرية تنزلك) ليس بحاجة لعطايا أحد ولأن ما يتقاضاه من أجر في الشهر يمثل لنا نحن البسطاء ثروة يسيل لها اللعاب لا يمكن أن يكون مدفوعا من أطراف أخرى منافسه لجماعة اتحاد الكرة ولا هو بحاجة لأحد من أحرص الناس على إحداث نقلة نوعية للكرة اليمنية وتحقيق إنجازات نوعية مع المنتخب ترفع أسهمه في بورصة المدربين وتؤهله لقيادة منتخب خليجي كبير كالمنتخب السعودي مثلا، وهو لا يريد أن يسيء إلى سمعة اتحاد الكرة ورجاله ليؤثر على فرص نجاحهم في الانتخابات القادمة لأن من مصلحته العمل مع من اختاره لهذه المهمة ويعرفه حق المعرفة. * بعد دراسة (ستريشكو) لأوضاع كرة القدم اليمنية بعناية وتمعن وخلال مدة كافية خرج بنتيجة واحدة لا سواها وقدمها لنا على طبق من ذهب كنصيحة غالية في وقت أكثر من مناسب من على منبر إعلامي شهير جدا. حين قال وقبل أن تبدأ انتخابات فروع اتحاد الكرة في المحافظات ومن وسط صحيفة الرياضية (إن الكرة اليمنية ليست في حاجة إلى مدرب ولا إلى لاعبين وإنما هي بأمس الحاجة إلى اتحاد كرة) حقيقي قادر على الاستفادة من المواهب الكروية والإمكانات المادية والخبرات الدولية للدفع بالكرة اليمنية إلى الأمام. وستريشكو بهذا الطرح يتفق تماما مع الكثير من الخبراء والمحللين الرياضيين والكتاب والمراقبين وكل من يفهم الشيء القليل عن كرة القدم ومتطلبات النهوض بها وستريشكو بهذا يجدد مكمن الداء ويصنف الدواء الناجع ولم يذهب بعيدا عما قاله المدرب العالمي الكبير رابح سعدان الذي قال عن واقع الكرة اليمنية: "ما زالت كرة القدم في هذا البلد تمارس بطريقة شبه بدائية يستحيل على أي مدرب النهوض بها" والذي قال في مناسبة أخرى (سعدان): "حز في نفسي وجود طاقات شبابية هائلة ضائعة للأسف لم تجد من يعتني بها" * ما يحز في النفس - على حد تعبير سعدان- أن كل المؤشرات والدلائل والإرهاصات تؤكد أننا سننتظر طويلا حتى نمتلك اتحاد كرة حقيقي ينتهج التخطيط ويعمل بنظام واسلوب مؤسسي ويعشق الانتصارات ويدمن الإنجازات، أما في المرحلة المقبلة فسيبقى الاتحاد الحالي بمساوئه وعيوبه مخيماً على رؤوسنا وكاتماً على أنفاس الكرة اليمنية وسيبقى الأمل معلقا على حماس الشباب (المنتخب) وقوة وجلد وتحدي ستريشكو والله يعينهم ويعيننا على هذا الاتحاد.