*محمود الطاهر أقفلت محكمة الصحافة والمطبوعات ملف القضية المرفوعة من وكيل وزارة الشباب والرياضة للشئون المالية والإدارية ضد صحيفة الوسط ورئيس التحرير الأستاذ جمال عامر وكاتب السطور، بنطق الحكم لصالح حرية الكلمة بعد عدد من الجلسات التي استمرت قرابة النصف عام، وقدم فيها دفوعات عن تلك التهم التي نسبت من شخص حاول أن يكذب ما ارتكبه من مخالفة ضد موظفي الوزارة، وكذا تضليل العدالة بما صاغه من تهم كيدية في تلك الدعوة التي كان للعدالة فيها القول الفصل بين الحق والباطل. بذلك الحكم الصادر بتاريخ 30/1/2010م، أعتبره انتصارا لحرية الكلمة.. والأقلام الشريفة الغيورة على الوطن الساعية إلى كشف وانتقاد الفساد المالي والإداري الذي يمارسه المسئولون في أروقة وأجهزة الدولة في ظل صمت عجيب من قبل الجهات المختصة بمحاربة الفساد، واجتهاد الصحافيين لكشف تلك الوقائع دون فائدة أو جدوى لما يتم من تناول لقضايا فساد أنهكت الدولة وجعلتها عاجزة عن النهوض بواقعها الاقتصادي ورفع الوضع المعيشي للمواطن اليمني المغلوب على أمره.. إن الانتصار المعنوي الذي نطقه فضيلة القاضي منصور شائع قاضي محكمة الصحافة والمطبوعات لصالح القلم النزيه لم يعد انتصارا فقط لشخص واحد أو اثنين.. وإنما لكل زميل ترك العاطفة والتزم المهنية، وكتب ما يملي عليه الضمير.. وبالرغم من ذلك الانتصار، كنت أتمنى أن يتم إحالة القضية إلى نيابة الأموال العامة، مع إصدار الحكم بالتعويض للصحيفة، حتى لا يفكر مرتكب المخالفات والفساد المالي والإداري أيا افتعال تلك التضليلات وجرجرة الصحافي إلى المحاكم ليظهر أمام الرأي العام أنه بريئا مما تم فضحه من ممارساته الخاطئة، ويوهم الجميع أن ما كتب عنه ما هو إلا لتصفية حسابات شخصية، مبتعدا عن الاخلاق والضمير الإنساني تجاه الوطن وشعبه. لكن ما يفتعله أولئك الأشخاص، فلن يثنينا عن كشف الفساد، بل بتعاون الشرفاء والمخلصين للوطن سنستمر في محاربة الفساد حتى يقطع دابره أينما وجد بعون الله وتوفيقه، ولن يوقفنا عن ذلك أي شخص مهما كان نفوذه، ما دمنا نسعى لنصرة الحق وإظهاره. أهدي هذا الانتصار التاريخي إلى الزميل العزيز خالد شعفل رئيس القسم الرياضي بصحيفة الوسط، الذي كان له دور واجتهاد رائع وكان دينامو النصر المحقق، وعهدا يا صديقي أننا سنستمر معا في طريق الحق وكشف الفساد ومحاربة مرتكبيه حتى يتخلص الوطن من أمثال أولئك الذين عبثوا بالمال العام.. ولا يصح إلا الصحيح.