*خالد شعفل كثيرة هي الكتابات التي تناولت وزارة الشباب والرياضة واتحاداتها الرياضية التي يكثر بداخلها الفاسدون والمتمصلحون والمسترزقون.. بوضوح.. وأصبحت برؤية مكشوفة.. ويعملون نهارا جهارا بدون أدنى درجات الحياء.. أو الخوف، وعيني عينك! وفي نظري الشخصي المتواضع، أن رئيس اتحاد الكرة أحمد العيسي ومن معه من مسئولين في الاتحاد أو إعلاميين يقولون ويكتبون أنه داعم رياضي كبير، وأنه يقدم من فلوسه ويستدين من البنوك وعمولاتها للصرف على الكرة اليمنية وأنه أيضا يدعم الأندية واللاعبين و... و... و... الخ. إنما هي مجرد كذبة وافتراءات ومغالطات للواقع والحقيقة الساطعة التي جاءت عبر التقارير الرسمية التي تصدر من أعلى جهاز رقابي ومحاسبي في الدولة والتي كشفت أن كل ذلك ما هو إلا مجرد زيف وخداع!! وما يؤكد ذلك هو تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لعام 2008م.. الذي رصد مخالفات وتجاوزات يشيب لها شعر رأس الطفل الأسود!! مبالغ تصرف هنا وهناك على اتحادات وعلى بدل سفر ومساعدات ومكافآت ونثريات وعهد ومرافقين، وما "خفي كان أعظم!!". ولكم أعزاءنا القراء أن تتخيلوا أن اتحاد كرة القدم اليمني الذي أكد تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة حتى 31/12/2008م أن عليه عهداً تصل إلى مليار وثلاثمائة واثنا عشر مليون ريال وثلاثمائة وثلاثة ألف وتسعمائة وأربعة ريالات منها عهد تراكمية من سنوات سابقة.. ومنها ما يقدر بسبعمائة وخمسة وستين مليونا وثلاثمائة وواحد ألف وتسعون ريالا صرف عهداً لعام 2008م. وبالرغم من هذا المبلغ المهول الذي قدمته الوزارة لاتحاد الكرة اليمني لعام واحد فقط، إلا أنه لم يشفع للوزارة من الهوان والضعف والذل مع كل حديث أو لقاء صحافي ينشر لرئيس اتحاد الكرة اليمني، وتأكد على ذلك وعلى ذمة صحيفة "الرياضة" الرسمية الصادرة برقم (958) بتاريخ 14/3/2010م وفي حوار امتد لأكثر من صفحتين وقليل.. وقليل!! أجرته الصحيفة مع رئيس اتحاد الكرة أحمد العيسي وفي رده على سؤال المحاور: "قرأنا أن الوزارة مديونة للاتحاد بثلاثمائة مليون ريال، فهل هذا يدل على عرقلة وزارية تجاه الاتحاد؟!". أجاب العيسي: "لا .. علاقتنا بالوزارة رائعة كما قلت.. الاعتمادات المالية والمخصصات تحتاج إلى وقت في الوزارة.. نحن نقدم من عندنا أو نستدين من البنك وعندما يأتي مخصصنا واعتمادنا نعالج ديوننا.. المبلغ أكثر بقليل من الذي ذكرته لكنه سيصل إلينا لا يقلقنا ذلك إطلاقا". هكذا كان سؤال صحيفة الرياضة وهكذا جاءت إجابة العيسي، ويبقى المثير للدهشة والاستغراب موقف الوزارة ووزيرها حمود عباد إزاء هكذا مديونية لدى وزارته لاتحاد العيسي التي أصبحت على كل لسان.. ولا ندري كيف يمكن لنا أن نفسر صمت الوزارة ووزيرها حمود عباد على هكذا اتهامات هل هي حقيقة أم أنها مجرد زوبعة في فنجان يثيرها اتحاد الكرة ضد الوزارة؟! وإن افترضنا أنها حقيقة يبقى العيب كل العيب، أن يقول العيسي بكل ذلك ويتجرأ على إطلاق الاتهامات على وزارة الشباب والرياضة التي أصبحت في قفص الاتهام أمام الرأي العام والجهات الرسمية عامة أو الرقابية منها.. بعد تلميحات العيسي بأنه من يقوم بتغطية عجز هذه الوزارة، السؤال هنا لماذا لم يقم الاتحاد بتصفية العهد التي عليه من سنوات سابقة؟! صمت الوزير على الاتهامات التي يسوقها رئيس اتحاد الكرة على الوزارة جعلت الكثيرين من النقاد يفسرون بأنه لا يكاد يكون وزيرا للاتحادات الرياضية الضعيفة والتي لا حول لها ولا قوة.. إذ يحاول أن يبرز لها وجها صارما وقويا مع أن الدنيا عوافي، وأن هذا الوزير.. مسكين، وكلامه وشخيطه مجرد هراء على الضعفاء ولا يستطيع أن يفعل شيئا سوى الكلام وبس!! أما الفعل فهو بعيدا عنه، لانه أضعف من أن يفعل شيئا، ففاقد الشيء لا يعطيه.. وذهبت التفسيرات إلى ما أثبتت الفترة الماضية أن حمود عباد بات يمارس البهلوانية، والضحك على الدقون. والضحية رياضة وطن وأبناؤها وشبابها!! وأن هذا الوزير يفرض هيبته فقط على الاتحادات الضعيفة ولا يصرف مخصصاتها ولا يوافق على مشاركاتها الخارجية، مدللين على ذلك بما حدث لاتحاد رفع الأثقال الذي شارك بمنتخب بلادنا الوطني في البطولة العربية التي استضافتها مؤخرا دولة الأردن الشقيق، وسافروا بدون أن تصرف لهم الوزارة حتى مليم من بدل السفر، وعقب أن عاودوا من هناك بميداليات ملونة وجهه بصرفه لهم، لكن بعد أن شرب أبطال الأثقال اليمني من حمامات الصالة الأردنية وأكلوا وسكنوا على حساب فاعلي الخير في الأردن!! لكن، وكما يبدو أن الوزير يبقى ضعيفا أمام ما يعمله ويفعله اتحاد كرة القدم، الذي أعلن عن إجراء انتخاباته بدون حتى علم الوزارة أو الرجوع إليها، مع أنها تعتبر المسئولة عن إجراء الانتخابات للاتحادات الرياضة عامة واتحاد الكرة بذاته، لأنها هي من يقدم مخصصاتهم المالية ومستحقات المشاركات الخارجية المذلة والمبهذلة وتصرف عليها بالهبل وبمبالغ مهولة. أما لماذا؟! لأنهم في اتحاد الكرة عرفوا وكما يقول البعض من أين تؤكل الكتف!! وبعد هذا كله يبقى الوزير مطالبا بالرد على اتحاد الكرة ومحاسبتهم على كل مليم أحمر أو أخضر صرفته الوزارة لهم؟! كما أنه مطالب كذلك بالرد على اتهامات العيسي حول المديونية التي على وزارته لاتحاده؟! عقب كل ذلك اللغط والجدل المثار والذي لم يأت من فراغ لان الوزارة وضعت بنفسها في هذا الذل والهوان، وأصبحت مجرد أمين صندوق لاتحاد الكرة، ما لم تستطع أن تحاسبه أو توقفه عند حده، وفي هذه المرحلة بالذات بعد حكاية أن مسئولي الوزارة أصبحوا مجرد موظفين لدى الاتحاد وعاملين في لجان اتحاد العيسي، ويسافرون مع بعثات ويستلمون مكافآت ونثريات و... و... الخ. وفي الأخير هل يستطيع الوزير إنكار ذلك؟! وهل تستطيع وزارته محاسبة ومعاقبة مسئولي اتحاد الكرة؟! لكي يثبت أنه ليس وزيرا للاتحادات الضعيفة فقط؟! إلى أن تأتي إجابات الوزير ووزيرها أترككم أعزاءنا القراء في رعاية الله وحفظه وهو حسبنا ونعم الوكيل.