ما زالت أصداء اللقاء المثير، الذي أجرته قناة سهيل اليمنية الفضائية، مع الإعلامي الكبير والمحلل الرياضي محمد سعيد سالم، في برنامج (حوار المستقبل) الذي يعده ويقدمه المذيع المتألق صالح الجبري، لمختلف القضايا السياسية والوطنية، الداخلية والخارجية، الأسبوع قبل الماضي، ما زالت أصداؤه الإيجابية، حديث الناس في الشارع الإعلامي والرياضي، وكذلك الوطني، بعد وقوفه الجاد أمام أفرزته الاستضافة والتنظيم لخليجي 20 في عدن وأبين، والتداعيات المذلة لنتائج المنتخب وفعاليات الحدث!! أسباب الارتياح، والأصداء الإيجابية، ما تميز الحوار به من الشفافية والصدق، وقوة الأسئلة المطروحة، والإجابات القوية، التي وضع فيها الأستاذ محمد سعيد سالم النقاط على الحروف، وحدد فيها حقيقة ومواقع النجاح والفشل!! الاستضافة والأمن جاء في الحوار أن النجاح الوحيد الذي يمكن الحديث عنه، هو إتمام الاستضافة وقوة الإجراءات الأمنية، وأن ذلك يعود فضله بعد الله سبحانه وتعالى، إلى الرئيس علي عبدالله صالح، والقادة في دول مجلس التعاون الخليجي، الذين أمنوا مشاركة المنتخبات الخليجية والعراق، رغم قلة وجود النجوم الكبار في عدد من المنتخبات المشاركة. الجماهير فاكهة الحدث وأكد محمد سعيد سالم، أنه لولا المشاركة اليومية والفاعلة من جماهير عدن ولحج وأبين، لكانت البطولة عبارة عن (مأتم كبير)، ولفشلت فشلا ذريعا، وأن الذي ساعد على تحشيد الجماهير، نشأتهم المدنية والحضارية، مع التضحية بمئات الملايين مقابل الدخول المجاني والمفتوح للجمهور، وتسديد نفقات الباصات والحافلات من مختلف الحارات والشوارع وحركة تواجد الجماهير، وهي كلفة محسوبة من مقدرات الشعب والوطن! الإيواء والإيرادات الوهمية وجاء في الحوار، أن الحديث عن 600 مليون دولار، كحصيلة لإيرادات خليجي 20 - من المطاعم والفنادق والأسواق (وأضاف رئيس الغرفة التجارية والصناعية بعدن/ الحاج بامشموس) أنها أكثر من مليار دولار- إنه كلام بلا مصداقية، وليس هناك ما يقدر وزير السياحة على إثباته بهذا الشأن، لأن الدولة والحكومة قد أنفقت ما يزيد عن 130 مليار ريال لإنجاح الاستضافة، ودلل المحلل والإعلامي المعروف محمد سعيد سالم على ذلك بقوله: 1-إن الفنادق كانت خالية، وشكا أصحاب الفنادق من عدم وجود زوار خليجيين، وهو الأمر الذي كشفته كلفة الغرفة الواحدة التي هبط سعرها إلى ألفي ريال يمني، ولم تجد من يسكنها. وتسجل الحالة المذكورة عدم قدوم جماهير خليجية إلى عدن وأبين، وخلو الشوارع من مشجعين خليجيين. 2- كان سكن الوفود والضيوف والإعلاميين بمليارات الريالات، وذلك على نفقة الدولة والحكومة، وهو إنفاق معاكس وليس إيرادا. 3-كل اللجان العاملة، الصغيرة والكبيرة، المساعدة وغير المساعدة، حصلت على نفقات هائلة من رصيد خليجي 20 المقدم من الدولة، ولم يكن هناك أي إيراد ملموس أو مسجل من نفقات تسويق أو ترويج أو إعلانات، ولم يكشف عن ذلك، لا عبر الجهات اليمنية، ولا قناة أبو ظبي التي أخذت الحق الحصري للنقل. 4- لم يكن هناك أي إيراد من مبيعات التذاكر، لأنها صرفت بالمجان لجماهير عدن، بعد امتناع الخليجيين عن الحضور. فشل التنظيم والإدارة ظهر فشل التنظيم منذ اللحظة الأولى لافتتاح البطولة، وكشف حوار سهيل مع الزميل محمد سعيد أن اللوحة الافتتاحية، التي أشرفت عليها وزارة الثقافة بكلفة مالية خرافية (500 مليون ريال - 3 مليارات ريال) كانت مجرد مهزلة علنية أساءت لسمعة اليمن، وعبرت عن رصيد فقير من الإبداع. فاللوحة عبثية، بلا هوية، ولا ملامح، ولا معان معبرة لا عن اليمن، ولا عن الحدث، ولا عن المشاركين، كانت مجرد جموع تتحرك وتجري بلا نظام، ولا تنسيق، وبعشوائية مفرطة!! الإعلام نفقات ضائعة وكشف الحوار أن النشاط الإعلامي للبطولة في المراكز الإعلامية، قد عانى من مشكلات وإرباكات عديدة، رغم توفر بعض الأجهزة والخدمات المتصلة بالإعلام. فالمركز الإعلامي الرئيس في فندق ميركيور بعدن، عانى من زحام ملحوظ بين ممثلي الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية، ومواقع القنوات الفضائية التي وضعت لنفسها استيدوها للبث التحليلي في مساحة غير كافية. كما عبر عدد من مراسلي الإعلام الداخلي والخارجي من قلة عدد الأجهزة (الكمبيوترات) وبالتالي التأخر في أداء مهماتهم ورسائلهم الإعلامية. وكشف اللقاء خلفية الرقم الذي صرح به وزير الإعلام (اللوزي) ورئيس اللجنة الإعلامية (الحماطي) بشأن مشاركة 1500 إعلامي في تغطية خليجي 20. وقد تبين أن الرقم الحقيقي لا يزيد عن 300 إعلامي، وأن الهدف من زيادة الرقم يتجه إلى زيادة حجم النفقات المالية من السكن والمواصلات، وغيرها التي تذهب إلى (الجيوب) في مثل هذه المواسم!! وتلا ذلك ما أظهرته الأخبار والصور عن تفكيك أثاث وأجهزة المراكز الإعلامية، ونقلها إلى أماكن غير معلومة!! تغييب الكفاءات ومن علامات الفشل التي كشفتها فعاليات خليجي 20، التغييب الكامل الذي مارسته اللجنة المنظمة بقيادة حمود عباد، وإدارة البطولة بقيادة أحمد العيسي ضد العشرات من قيادات وكوادر وكفاءات عدن وأبين (موقعي البطولة) وتجيير الأمر لصالح جماعات المحسوبية والعلاقات الشخصية والمزاجية، بعيدا عن المعايير الوطنية والمهنية والإبداعية!! بيع الوهم للجماهير والمنتخب وتطرق (حوار المستقبل) إلى الإنفاق الهائل لنشاطات وفعاليات وهمية وزائفة للمنتخب الوطني لكرة القدم، قدرت بمبلغ 7 مليارات ريال يمني، خلال عام كامل في معسكرات داخلية وخارجية، ومباريات تجريبية تبين أنها مع فرق شوارع لا علاقة لها بمنتخبات الدول التي حملت اسمها وصفاتها.. الأمر الذي أدى إلى انهيار كامل للمنتخب على أرضه وأمام جماهيره، وما تركه ذلك الانهيار من تداعيات مأساوية على الجماهير، التي شعرت بالإهانة والكذب، وأسقط فرحة الاستضافة، مما دفع الجماهير إلى البحث عن مصدر آخر للجذب، فتركوا الأعلام اليمنية، ورفعوا الأعلام الخليجية منذ خروج منتخب اليمن المبكر حتى نهاية البطولة، ووداع المنتخب الفائز (الكويت) والوصيف (السعودية). جاءت مشاركة اليمن الأسوأ في تاريخ بطولات الخليج، فلم يحتفظ المنتخب حتى بالنقطة الوحيدة التي كان يكنى بها طوال البطولات الماضية منذ 2003م. وكشف (حوار المستقبل) أن هناك الكثير من علامات الاستفهام تدور أيضا فيما يخص أرضية ملعبي عدن وأبين (العشب الصناعي) وما إذا كان في الأمر نوع آخر من أعمال الزيف. خاصة بعد أن شكا عدد كبير من لاعبي المنتخبات المشاركة والمدربين من أرضية الملعب!! الرئيس والتغيير والمستقبل وتطرق (حوار المستقبل) إلى الكيفية للحد من هذا الفساد المستمر، واتساع دائرته!! وهل يحمل المستقبل مؤشرات على تغيير ما؟! هل يمكن للقيادة السياسية أن تجدد الأمل للناس، وأن يستغل الرئيس التداعيات المحبطة للشعب ولسمعة الوطن من خليجي 20، للانتقال إلى محطة أكثر إشراقا؟! المحلل والإعلامي المعروف محمد سعيد، قال: إن هناك كثيرا ممن هم حول فخامة الرئيس لا يقولون له الحقيقة، ولا يوصلون إليه المعلومات الصحيحة، ولا يقدمون له التفسير السليم للتداعيات السيئة لأي عمل، لأن ذلك يضر مصلحتهم! وعلى الرئيس أن يدرك ذلك! وخليجي 20 فرصة للتغيير إلى ما يجدد الأمل، وينقل الوطن والشعب إلى منطقة التفاؤل والمستقبل وبغير ذلك لا مستقبل!!.