*شوقي زيد كان على رئيس اتحاد الكرة أحمد العيسي عند الانتهاء من فترة رئاسته الأولى أن يشكل لجنة إدارية وفنية متخصصة ومؤهلة من خارج مجلسي إدارة اتحاد الكرة والحريصة على نجاح العيسي بهدف إجراء تقييم شامل (إيجابا وسلبا) لهذه الفترة حتى يستفيد كليا من هذا التقييم في ولاياته الثانية لرئاسة اتحاد الكرة. إلا أن ذلك لم يتم ربما لغروره كرجل مال وأعمال وليزداد فشل وإخفاقات هذا الاتحاد.. وهنا سوف نتناول إبراز هذا الفشل من الناحيتين الإدارية والفنية. ضعف العمل الإدارية ومسئولية شيباني: يعتبر العمل الإداري هو الركيزة الأساسية لنجاح أي عمل كونه العمود الفقري الذي يستقيم عليه أي نشاط، فقد اتفق العديد من علماء الإدارة والاقتصاد وعلم النفس في تعريف الإدارة بأنها "علم وفن لجهد جماعي" وهذا يؤكد بأن العمل الإداري والتنظيمي هو عمل وجهد الجميع في اتحاد الكرة وبالذات في الأمانة العامة ، وقد أجمع الكثيرون من الإعلاميين أن من أبرز مشاكل اتحاد العيسي ضعف الإدارة. سألني شخص عن تفوق المنتخبات الخليجية لكرة القدم هل بسبب المال فقط؟ فأجبته بأنه ليس بسبب توفر المال فقط وإنما بسبب وجود كفاءات إدارية، فماذا يفيد المال إذا لم يسخر لصالح الأهداف التي جاء لأجلها، صحيح أن المال مهم ولكن وجود الإدارة الكفؤة أيضا مهم بل أهم. إن الأمين العام لاتحاد الكرة حميد شيباني قد أخفق كثيرا في مهامه في الفترة الأولى للعيسي لرئاسة الاتحاد وكان عليه في بداية فترته الثانية لرئاسة الاتحاد تغيير حميد شيباني بشخص آخر يمتلك الكفاءة والخبرة إلا أن ذلك لم يحصل فتم إعادة حميد أمينا عاما لاتحاد الكرة مما زاد الطين بلة.. فإلى جانب التخطيط العشوائي والجوانب الإدارية الضعيفة لاتحاد الكرة التي لا تعد ولا تحصى نستعرض هنا نماذج فقط من فشل الأمانة العامة لاتحاد العيسي منذ عام 2005م وحتى اليوم هي: 1- ما جرى في قرعة خليجي 20 بعدن كان محل سخرية وضحك الجميع علينا من مندوبين لمنتخبات الدول المشاركة والمشكلة أن هذه القرعة منقولة على الهواء مباشر وكان بطل ذلك دون منازع حميد شيباني. 2- المباريات التجريبية للمنتخب تعتبر في غاية الأهمية وحتى نستفيد جيدا فإن المطلوب أن يلعب منتخبنا أمام منتخبات وفرق أجنبية قوية وليس كما حدث أن لعب منتخبنا قبل بطولة خليجي 20 مع منتخبات ربما تكون رديف الرديف إذا لم تكن منتخبات أقاليم ومعروف أن المباريات الودية هي اختصاص الأمانة العامة لأنها تقوم بالاتصالات الخارجية. 3- في موضوع التأشيرات للاعبي منتخبنا الوطني وجهازه الفني حكايته حكاية نكتفي هنا فقط بنموذج واحد فقط بمنع دخول لاعبي منتخبنا أراضي بعض الدول بسبب عدم وجود تأشيرات، وفقا لموقع مأرب برس في 2 يناير 2009م فإن أجهزة مطار مسقط منعت سبعة لاعبين من لاعبي المنتخب اليمني من دخول مسقط للمشاركة في خليجي 19 بحجة عدم وجود تأشيرات لهم، وحتى وإن حلت لاحقا فهي تمثل فضيحة لليمن وليس لاتحاد العيسي.. فأين هي محاسبة المقصرين؟ 4- الشيخ سالم عزان عضو اتحاد الكرة دعا إلى إقالة الأمين العام لاتحاد الكرة حميد شيباني بعد أن حمله مسئولية قرار الفيفا بنقل مباراة منتخبنا الوطني الأولمبي أمام نظيره السنغافوري إلى دولة الإمارات، معللا بأن شيباني الاتحاد أهمل مذكرة التضمين الأمنية التي طلبها الفيفا وأن هذا الإهمال الجديد واللامبالاة الملموسة في حق منتخبنا وجماهيره أمر يجب الوقوف أمامه بإنصاف لا أن يمرر مرور الكرام. 5- مشاركة فريق الهلال في البطولة الآسيوية للأندية عام 2007م لم يتم تسجيل وإرسال بطائق المحترفين الأجانب الدولية وعقودهم، حيث قال سالم بافقيه إداري الفريق بالنادي: أنا أحمل الأمين العام لاتحاد الكرة حميد شيباني مسئولية ذلك (وهذه البطائق موجودة في الأمانة العامة لاتحاد الكرة) علما أن الهلال لعب في هذه البطولة أمام المحرق البحريني بدون احتياط سوى بلاعب واحد فقط. كل هذه الفضائح والمشاكل ألم تكن كافية لإقالة الأمين العام لاتحاد الكرة حميد شيباني ومع كل ذلك فإن أحمد العيسي راض كل الرضا عن شيباني الاتحاد وهو ما يعني أهلا بمزيد من الإخفاق وأن القادم أكثر سوءا "اللهم لا شماتة". مشاكل الحكام والتحكيم: كل المؤشرات تدل على أن اتحاد الكرة هو المقصر تجاه الحكام وضعف التحكيم ونتذكر ذات يوم قال احمد العيسي لإحدى الصحف وهروبا من مسئولية هذا التقصير: "لقد دفعنا مستحقات الحكام والمبالغ التي رصدناها مغرية تكفي لحياة رغيدة وأن مستحقاتهم تصلهم في الوقت المناسب.. محملا الحكام مسئولية تراجع مستواهم التحكيمي وقال إن الحكام يفضلون تعاطي القات على حساب واجباتهم التحكيمية رغم الدورات التأهيلية. هذه المبررات العيساوية لم يصدقها عاقل، حيث أن استقالة محمد سنهوب من رئاسة اللجنة العليا للحكام قد جاءت بسبب عدم توفير متطلبات اللجنة وهو ما يؤكده رئيس اللجنة العليا للحكام (الحالي عبدالله سالم الذي قال: "إن أبرز معوقات وصعوبات التي تعترض عمل لجنة الحكام تتمثل في عدم ترجمة خطة العمل الخاصة بلجنة الحكام منها إقامة الدورات التأهيلية المكثفة للحكام وعدم صرف الحوافز المالية بانتظام وعدم توفير مستلزمات الحكام من ملابس وغيرها وهناك بعض الحكام يعتذر عن إدارة المباراة بسبب عدم توفر المادة التي تمكنه من توفير بدل المواصلات والسكن والتغذية منوها بأن مشكلة سياسة الاتحاد العام لكرة القدم تكمن في عدم الثقة بالكوادر الوطنية". كلام عبدالله سالم ليس للاستهلاك الإعلامي ولا تبرر تراجع المستوى التحكيمي للحكام بل هو كلام مسئول من شخص معني ومختص نابع من حرصه التحكيمي وليس كما قال العيسي بمبررات تعاطي القات وضعف اللياقة البدنية وغيرها من مبررات يخجل أن يقولها أي مسئول، إن كلام العيسي يؤكد عدم فهمه وأمينه العام حميد شيباني لأهمية ودور التحكيم في تطوير كرة القدم.