انهيار جنوني للريال اليمني .. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز    "القسام" تعلن عن أسر جنود للاحتلال في كمين داخل نفق في جباليا    عبودية في صنعاء.. مكاتب لبيع البشر وعاملات بلا مقابل في ''فلل'' العاصمة    حصاد كهنة الآل لثمانية أشهر... بين استغلال المشاعر، واستثمار العاطفة!    قيادة «كاك بنك» تعزي في وفاة والدة وزير العدل القاضي بدر العارضة    لعبة المصارفة التي تمارسها الشرعية تحصل على الدولار بسعر 250 ريال يمني    ماذا يحصل على مذبحة سعر صرف؟!    السعودية: حالات اشتباه تسمم غذائي في حفر الباطن وإجراء عاجل من أمانة المنطقة    ريال مدريد يتعادل امام بيتيس في وداعية كروس    الميلان يودع حقبة بيولي بتعادل مخيب امام ساليرنيتانا    باير ليفركوزن يكمل الثنائية بالتتويج بكأس ألمانيا على حساب كايزرسلاوترن    باريس سان جيرمان يتوج بكأس فرنسا بعد تفوقه على ليون في النهائي    بوتين يكشف مفاجأة بشأن مقتل رئيس إيران    لودر بأبين ترتجف تحت وطأة انفجار غامض    الحرب على وشك الاتساع: صراع دامٍ بين الهاشميين بصنعاء والحوثيين!    "فاطمة محمد قحطان" تُدوّن جانباً من معاناة أسرتها جراء استمرار إخفاء والدها    هل هو تمرد أم تصفية؟ استنفار حوثي في صعدة يثير مخاوف من انقلاب داخلي    الحوثيون يواجهون وحشاً جديداً: جرائمٌ غامضة تُهدد صفوفهم!    الحكومة الشرعية تُشهر سيف "الخيار العسكري" لمواجهة الحوثيين    العميد طارق صالح يعلق على فوز العين الإماراتي بدوري أبطال آسيا والأهلي المصري بدوري أبطال إفريقيا    بتمويل سعودي.. العرادة يعلن إنشاء مدينة طبية ومستشفى جامعي بمدينة مارب بمناسبة عيد الوحدة اليمنية    قبائل الصبيحة تودع الثارات والاقتتال القبلي فيما بينها عقب لقاءات عسكرية وقبلية    غزة.. استشهاد 6 نازحين بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    البرلمان العربي: الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين يمثل انتصاراً للحقوق وعدالة للقضية    الرئيس الزُبيدي يشدد على ضرورة اضطلاع الحكومة بمسؤولياتها في انتشال الوضع الاقتصادي والخدمي    الموت يفجع مخافظ محافظة حضرموت    مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي يقدم رؤية للحد من الانقسام النقدي في اليمن مميز    أيمن باجنيد "رجل الظل لدعم الارهاب و تعزيز الفساد في اليمن"    - لاول مرة منع دخول اجهزة إنترنت فضائي لصنعاء من قبل الجمارك فما هي اجهزة الإنترنت الفضائي    برشلونة يعلن إقالة تشافي رسمياً    اليدومي: نجاح التكتل السياسي الوطني مرهون بتجاوزه كمائن الفشل ومعوقات التحرير    الفريق الحكومي: المليشيا تتهرب من تنفيذ التزاماتها بشأن المختطفين عبر خلق مسرحيات مفضوحة    بعد تعادلة مع نادي شبام .. سيؤن يتاهل للدور 16 في كأس حضرموت ثانيا عن المجموعة الثامنة    بن ثابت العولقي: الضالع بوابة الجنوب وقلعة الثورة والمقاومة    البنك المركزي يشرعن جرائم إنهيار سعر الريال اليمني    34 تحفة من آثار اليمن مهددة للبيع في مزاد بلندن    شاهد: مراسم تتويج الهلال بلقب الدوري السعودي    الامتحانات وعدالة المناخ    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة الأرض التي ضاعت..
نشر في الوسط يوم 15 - 07 - 2009

"وائلة" بين صدق الانتماء ومرارة الإهمال "وائلة" القبيلة المظلومة التي تشطرت أرضها وهجرت قبائلها غصبا عنها بحثا عن الرزق والماء والكلأ والأمان، فقد نصبت الشباك الضخمة في وسط أراضيها والتيار الكهربائي العالي يسري في أسلاك تلك الشباك العازلة فيصعق الإبل والماشية والرعيان بدون رحمة لتعتمد في عيشها على المقرر الذي يصلها من السعودية من دقيق وأرز ووقود بينما دولتها فالحة في الإهمال والخضوع لما يرغب به الغير وبطش القبيلة وإذلالها ودفعها لتصبح تابعة.. فإلى أرض وائلة ومنفذ البقع وخباش. تحقيق/ محمد غالب غزوان الوصول إلى أرض قبيلة وائلة ليس سهلا والبقاء فيها لمدة يوم أو يومين أشد صعوبة، فبعد مدينة صعدة على السيارة أن تقطع بك مسافة 155 كيلومتر في طريق حفرتها مجنزرات الدبابات ونقاط عسكرية متعددة أحاطت نفسها بالمطبات ومشاهد المواقع العسكرية فوق الجبال البركانية شديدة الحرارة لا تفارق عينيك ولكن بعد منطقة مديرية كتاف بما يقارب عشرين كيلومتر تبدأ مشاهد المواقع العسكرية تختفي والمسافة بينك وبين مضارب القبيلة التي تقع في الحدود 90 كيلومتر تقريبا، تتوقف بك سيارة الأجرة عندما تصل إلى منطقة البقع ومضارب القبيلة تقع على بعد 13 كيلومتر وتعتبر منطقة البقع منفذا رئيسيا وبداية انطلاق الكثبان الرملية الصحراوية التي تمتد إلى نجران شمالا والجوف شرقا ومضارب قبيلة وائلة جنوبا والتي تمتد أراضيها إلى مشارف وادي اليتمة شرقا وإلى نجران شمالا وإلى جذور جبال قبيلة دهم جنوبا وإلى مديرية كتاف القريبة من صعدة غربا وفي عصر يوم الجمعة المنصرمة كانت صحيفة الوسط في منفذ البقع الحدودي وكان عليها أن تشق مسافة أخرى تقدر ب13 كيلومتر حتى تصل إلى مضارب القبيلة. الوسط في ضيافة لبن الإبل ومجرد أن وصلت الصحيفة أرض قبيلة وائلة باشرت تحقيقها الميداني في أراضي القبيلة وتنقلت بين فخائذها ولكن غروب الشمس وحلول الظلام أجبرنا على التوقف في منطقة آل ثعلة، حيث يبدأ أعضاء القبيلة عند حلول الظلام بإعلان حالة الاستنفار صغارا وكبارا ونساء وأطفالا بمواجهة هجوم البعوض الذي يتكاثر بشكل مزعج مخيف ولهذا على الجميع أن يتناولوا وجبة العشاء مبكرا -الساعة السابعة إلا ربع- ليخرج الشباب والرجال إلى فوق تباب الصحاري من أجل النوم وتخرج النساء مع أطفالهن الرضع إلى أحواش المنازل للنوم ولهذا كان على مندوب الصحيفة إلى وائلة أن يشاركهم الاستنفار وتناول طعام العشاء مبكرا الذي كان قطعة خبز وقدحاً كبيراً من لبن الإبل وبعد ذلك عليه أن يحمل بطانيته ويرافق رجال وشباب القبيلة النفور إلى الكثبان الرملية من أجل النوم وينام الرجال وهم يحضنون بنادقهم التي لا تفارقهم ويتم الصحيان من النوم مع بزوغ الفجر وطالما أنت في قبيلة وائلة يخيل إليك أنك تعيش في معسكر دائم الاستنفار. "وائلة" فكريا وسياسيا واقتصاديا من الجانب الفكري والعقائدي تعيش القبيلة حالة من التناغم بين الإسماعيلية والزيدية والفكر الإسماعيلي ليس غريبا في المنطقة فقبائل نجران التي تقع تحت القبضة السعودية جميعها إسماعيلية المذهب وعلى رأسها قبيلة "يام" يمنية الأصل تسعودت مؤخرا، كذلك المذهب الزيدي ذي الجذور الضاربة والمتينة في اليمن وبحكم أن المذهبين غير منتجين للتطرف والإرهاب وتكفير الآخر بقيت القبيلة متماسكة رغم تنوع مذاهبها التي تتعايش مع الآخر بسهولة وقد تمردت قبائل وائلة قديما على حكم الإمام بعد توقيعه على اتفاقية الطائف التي أجر بموجبها الإمام إقليم عسير وتنازل عن حكمه لمدة عشرين عاما والذي تقع في نطاقه محافظة نجران العاصمة الروحية للطائفة الإسماعيلية وقد قام الإمام بإخماد ذلك التمرد وبين لهم أنه ضمن لهم حق الدخول والتنقل في أراضيهم التي تقع قرب نجران في المادة الرابعة من اتفاقية الطائف التي شطرت أرض وائلة إلى شطرين وذكرت في الاتفاقية قبائل وائلة بالاسم أكثر من مرة وعند قيام الثورة رابط الإمام في منطقة المصلوب التي تقع ضمن أملاك وائلة في الأراضي السعودية حاليا وفيها تلقى الدعم ومنها انطلق في هجومه على الثورة وأحكم حصاره على العاصمة صنعاء في واقعة حرب حصار السبعين يوما أبرز معارك الثورة اليمنية السبتمبرية في الشمال. وبقيت منطقة وائلة مهملة والحدود فيها مفلتة وكانت قبائل وائلة تقوم بدور رجال الجيش في مقاومة التوسع الحدودي من دول الجوار وكان الدافع وراء البطولة الوائلية هو حماية المذهب العقائدي للقبيلة من الاستهداف الحنبلي الوهابي الذي طمس معالم الموروث الإسماعيلي في مدينة نجران وأخاف الشيعة كأقلية دينية في إقليم وائلة الموحدة بعد أن أهملتها حكومة الثورة التي انشغلت بالدسائس والمؤامرات وتركت قبيلة وائلة تواجه مصيرها المحتوم في صحراء قاحلة لا عشب فيها ولا ماء اعتمدت وائلة على رعي الإبل والأغنام ومياه البرك والكروف التي تمتلئ في موسم الأمطار وعلى التهريب حيث لم يكن منفذ البقع قد تم إنشاؤه وكانت علاقة القبيلة بدولة الجوار مطاطية ورغم أن دولة الجوار منحت الكثير من المشائخ في وادي اليتمة والجوف الجنسية السعودية بعضهم اليوم مسئولون في مراكز الحكم في اليمن لكن شيخ وائلة الأكبر رفض الجنسية السعودية رغم أن بعض المشائخ الأصغر منه حصلوا على الجنسية السعودية وأيضا عدد من رجال القبيلة. محمد بن شاجع هل ينصفه التاريخ في عام 1979م حين تم توقيع اتفاقية الكويت بين شطري اليمن بقيادة كل من عبدالفتاح إسماعيل وعلي عبدالله صالح وتأزمت العلاقات بين صالح والسعودية اغتنم الشيخ المرحوم محمد بن شاجع الفرصة وبادر للقاء بالرئيس وطالب بنقل الجمرك من منطقة الكدم التي تقع قرب مدينة صعدة إلى منطقة البقع التي تقع في أراضي وائلة وبين الرئيس أن ليس من المعقول أن يكون المنفذ الحدودي الرسمي للدولة اليمنية على بعد مائتي كيلومتر من الحدود اليمنية وتكفل بن شاجع بمساندة رجال الجيش في ضبط المنطقة وطالب أن تكون 50% من عوائد الجمرك لبناء منطقة وائلة وتزويدها بالبنية التحتية حتى تصبح تبعاً لدولة الجمهورية رسميا حتى لا تتعرض للضياع وتلحق بالأرض التي ضاعت وفعلا تم نقل الجمرك إلى البقع رسميا ليصبح ثاني منفذ رسمي للجمهورية العربية اليمنية حسب ما كانت تعرف به في ذلك الزمن وجندت قبائل وائلة نفسها طواعية لمكافحة سيارات التهريب وإجبارها على التوجه عبر المنفذ رسميا بحكم أن 50% من دخله سيعود لصالحها حسب اتفاق شيخها مع الرئيس ولكن دبت الخلافات بين الشيخ بن شاجع وبعض قيادات المواقع العسكرية بسبب المهربات من السيارات مما دفع تلك الجهات العسكرية إلى رفع تقارير ظالمة عن الشيخ وتحسنت العلاقات بين السعودية والرئيس صالح بعد ذلك ليصبح الشيخ بين ناري تقارير ظالمة التي تلهث وراء المال وغضب الجار صاحب السياسة التوسعية ليصل الأمر إلى قصف قرية الشيخ منطقة العطفين بالصواريخ التي دمرت المدرسة الوحيدة في ذلك الزمن وأضرت بعدد من المباني وقتلت من رجال القبيلة وتدخلت القبائل المجاورة بداعي القبيلة وحلت المشكلة بين الجيش وبين شاجع الذي تنكرت له الدولة وتنكرت لأرض وائلة التي بقيت مهملة وتتعرض للقضم غير أن دولة قطر منحت بن شاجع الجنسية القطرية وقبلت عدداً من رجال القبيلة ليصبحوا جنوداً في الجيش والأمن القطري. وتنفس الشيخ بن شاجع الصعداء حين تم تحقيق الوحدة عام 1990م وطالب ببناء محطة كهربائية في وائلة خاصة وأن السعودية كانت تعارض إنشاء محطة كهربائية في المنطقة وتم إرسال مولدات كهربائية ضخمة إلى المنطقة في عام 90م ولم تعمل حتى الآن بسبب رغبات بعض العملاء ممن هم في مراكز القرار وسرعان ما اختلف الأشقاء اليمنيون وجاءت حرب 94م لتجهض الوحدة، تلاها بعد ذلك خضوع يمني للسعودية خضوعا غير مسبوق حتى وصل الأمر إلى اتفاقية جدة والتي جاءت بعد وفاة الشيخ بن شاجع وطلبت لجنة الترسيم من أبناء الشيخ أوراقاً ثبوتية معمدة من المحكمة أن حدودهم إلى قرب نجران رغم أن حدود كافة القبائل اليمنية والسعودية غير مثبتة في أوراق رسمية من المحاكم ولكن لجنة الترسيم طلبت ذلك من وائلة ثم شطرت أرضها رغم ثبوتية أحقيتها بالأرض في اتفاقية الطائف المدونة في المادة الرابعة والخامسة.. لقد كانت وفاة الشيخ بن شاجع خسارة كبيرة على قبيلة وائلة بشطريها اليمني والسعودي وعلى الطائفة الإسماعيلية في صعدة ونجران رحم الله الشيخ بن شاجع وأسكنه فسيح جناته. محطة الكهرباء والعملاء حين تصل إلى قبيلة وائلة تشاهد الأعمدة الكهربائية منتشرة وممدودة إلى كافة القرى ومساكن رجال القبيلة حتى يخيل لك أن المنطقة تنعم بالتيار الكهربائي، والخديعة الكبرى تقع حين تعلم أن هناك محطة كهربائية يتوفر فيها مولدان كهربائيان قادران على توفير التيار الكهربائي على مدار الساعة وتقع المحطة الكهربائية في منطقة قرية العطفين -العاصمة السياسية والروحية لقبيلة وائلة- وحين قمنا بزيارة مقر محطة الكهرباء كانت الفاجعة غير المتوقعة، حيث وجدنا في محطة الكهرباء مولدين كهربائيين ثبتا في أماكنهما وتم بناء طبلوناتهما ويتبعهما عدد من المحولات المتعددة التي وجدناها مرمية في الأحواض بجانب كابلات كهربائية متنوعة وقطع الغيار وحتى عدد من البراميل المليئة بالزيوت ولم يتبق سوى تشغيل المواطير وتدشين سريان الكهرباء في الأسلاك ولكن لم يتم ذلك وهي على هذا الحال من عام 1990م أي منذ 19 عاما جاهزة للعمل ولكن لم تعمل وبقيت المواطير رابضة تحت أشعة الشمس بعد أن بدأت سقوف الهنجر التي تقبع تحته تتقشع بعوامل الرياح الصحراوية أما الحوش الخارجي للمحطة الكهربائية فقد تمكنت الرمال المتحركة من دفن السور أما المحولات الكهربائية والتي هي أكثر من ستة محولات كهربائية ضخمة كانت مرمية في الحوش ويعلم الله هل ما زالت صالحة للعمل بعد 19 عاما من الإهمال المقصود؟ فهذه المحطة الكهربائية بمعداتها ومقرها وغرفها لم تعمل حتى ساعة واحدة حتى أن الزيوت تلفت في براميلها منذ 15 عاما وما زالت رابضة في مكانها شاهدة على العمالة الواضحة والتآمر في إبقاء قبيلة وائلة في ظلام دامس وظلم جائر والمضحك في الأمر -وشر البيلة ما يضحك -أن هيئة كهرباء الريف حين ذهب شيخ قبيلة وائلة شاكيا إليها قامت بإصدار أمر بإنزال مناقصة جديدة في المنطقة من أجل شراء مواطير جديدة ومعدات جديدة ولم تكلف نفسها إرسال مهندسين للكشف عن المواطير والمعدات الموجودة في محطة الكهرباء التي كلفت ملايين الدولارات ولم تعمل حتى دقائق.. إن تلك المواطير بالتأكيد صالحة للعمل وتحتاج إلى القليل من الصيانة حسب إفادة الكثير من الخبراء والمهندسين وإذا كانت هناك نية حقيقية من الحكومة فإنه في خلال أسبوعين ستصبح منطقة وائلة تنعم بالكهرباء وبأقل الخسائر وغصبا عن أنف رغبات الجبناء العملاء ويعلم الله وحده ما الغرض بعد أن تم ترسيم الحدود من إبقاء منطقة وائلة متخلفة وخارج نطاق تغطية دولتها وأصلها اليمن أن أمرا مثل هذا لا يجب السكوت عليه ولا بد من إنشاء لجنة شريفة تتابع تنفيذ مشروع الكهرباء الجاهز ومد أنابيب مياه الشرب النقية إلى قبيلة وائلة الصابرة على جور حكومتها التي تصغي للعملاء وتتجاهل نداء الشرفاء. التعليم تتوفر في المنطقة مدارس لكافة المراحل الدراسية وعددها ثلاث مدارس في قرية العطفين عاصمة وائلة ومدرسة أخرى في منطقة آل ثعلة بجانب مدرسة خاصة بالبنات ولكن المؤسف أن عدم توفر المدرسين أصبح عائقا أمام أبناء القبيلة في مواصلة التعليم بل إن مدرسة البنات التي شيدت ببناء جيد وضخم مغلقة تماما لعدم توفر كادر لتدريس البنات علاوة على أن باقي المدارس تعاني من الإهمال وتحتاج إلى ميزانية ترميم حتى يطول عمرها خاصة وأن الرمال المتحركة تزحف إلى المدارس وتكاد تبتلع أسوارها وبعد ذلك ستهاجم الفصول أما وضع المدرسين المنتدبين والذين عددهم لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة مزر ومتعب ولا يتم احتساب علاوة بدل الريف رغم أنهم يعيشون ويعملون في منطقة ريفية بائسة ومتعبة ومطلوب منهم جهداً أكبر في تدريس أكثر من ثلاث مواد وفي فصول متعددة وبدون أي تقدير أو اهتمام من الجهات الحكومية ومقابلة مطالبهم ببرود وكأن الجهات الحكومية ترغب بأن يغادروا المنطقة وقد اضطر الأهالي توفير بعض المدرسين على حسابهم مع توفير متطلبات حياتهم اليومية من مأكل ومشرب. هذا الوضع التعليمي البائس
دفع الأهالي إلى الهجرة بأولادهم للدراسة في مدينة نجران السعودية رغم أن أمر تدريس أبنائهم في نجران يهدد مذهبهم العقائدي ولكنهم حصنوا أبناءهم بعدم الاهتمام بما يطرحه مدرسو الفقه الحنبلي والاهتمام بالمواد العلمية بينما آخرون عزفوا تماما عن تدريس أولادهم واكتفوا بتدريسهم حتى المستوى الابتدائي والبعض لا يدرسون أولادهم نهائيا. أيضا هناك أكثر من خمسة آلاف من أبناء قبيلة وائلة هاجروا إلى نجران بعد أن تم منحهم الجنسية السعودية رغم أن أراضيهم تقع في الشطر الوائلي الذي يقع في اليمن وفي منطقة آل ثعلة التقينا بالأستاذ سمير فرحان مدرس في مدرسة آل ثعلة والذي وجدناه جالسا في سطوح المدرسة وحيدا وقت راحته وصرح الأستاذ سمير لصحيفة الوسط أنه يتعذب والحياة في وائلة عذاب وأن له مدة أربع سنوات يدرس في منطقة وائلة في مدرسة آل ثعلة التي أغلقت لمدة عامين لعدم توفر المدرسين وأن في المدرسة مدرسين فقط هو واحد منهم ومحرومون من بدل الريف وطالب الأستاذ سمير بضرورة الاهتمام بقبيلة وائلة ومدها بالماء والكهرباء وكادر التدريس لأهمية المنطقة وأشاد الأستاذ سمير بأبناء قبيلة وائلة بأنهم يحبون التعليم وهم بحاجة إلى الاهتمام خاصة وأنهم متعاونون. صحة الأدوية المنتهية يوجد في منطقة العطفين مركز صحي يسمى مستشفى العطفين ويعتبر المركز الصحي الشغال الوحيد في المنطقة الذي يخدم ما يقارب 25 ألف نسمة من قبيلة وائلة وأيضا يقدم الخدمات للجنود في معسكر اللواء 19 والمواطنين المتواجدين في منطقة البقع من موظفي الجمرك والعاملين فيه وهذا المركز الذي يسمى جزافا مستشفى لا يتوفر فيه مطهر للجروح منذ عام مضى رغم أن المركز مجهز بالمعدات الطبية والأجهزة فيتوفر بداخله جهاز أشعة وعيادة أسنان ومختبرات ولكن لا تتوفر بداخله المواد التي تسهل عمل هذه المعدات وأيضا الكوادر من أطباء وفنيين وممرضين غير كاف وعند زيارة صحيفة الوسط للمركز الصحي وجدت طبيباً سودانياً يعمل في المركز بشكل غير رسمي ويتم توفير راتبه من الأهالي أو الشيخ وعندما قمنا بمعاينة مخازن الأدوية في المركز بصحبة الممرض إبراهيم عبده عبدالله الذي يعمل أيضا بالمركز بصفة غير رسمية وما زال ينتظر نزول درجته الوظيفية ووجدنا في داخل المخازن عدداً من الأدوية المنتهية التي تلفت في المخازن لعدم الحاجة إليها وبعضها تصرف ولم يتبق من فترة صلاحيتها غير شهر أو شهرين وأوضح إبراهيم الموظف غير الرسمي في المركز أنهم يعتمدون على الدعم الشعبي في تسيير أمور حياتهم. الشيخ عبدالله بن شاجع من جهته أوضح أن الجهات المختصة كل ما يتم مطالبتها بصرف الأدوية يكون الرد لقد ذهبت أغلبية الأدوية إلى حضرموت وغالبا يتم صرف الأدوية وهي على وشك الانتهاء وفي أحد المرات تم صرف شراب خاص بسعال الأطفال ولم يتبق من مدة صلاحياته غير سبعة عشر يوما. ومن جانب آخر يوجد هناك مركز صحي آخر في منطقة آل ثعلة وهو يقع في مبنى ضخم وجيد ومجهز بمعداته وما زال مغلقاً منذ سنوات ولم يتم مباشرة العمل فيه. المياه مشكلة المياه تشكل وضعاً مأساوياً كبيراً، لأن مياه الآبار فيها مرارة وليس ملوحة ومذاقها لا يتقبل ويصعب شربها رغم أن أشجار النخيل تسقى منها وتنمو بشكل جيد ويقال إن سبب مذاق المياه بهذا الشكل يعود إلى الثروات النفطية التي في باطن صحاري أرض وائلة ويتكبد السكان خسائر كبيرة من أجل توفير مياه الشرب مبالغ كبيرة تصل إلى خمسين ألف ريال ثمن خزان المياه التي يتم جلبها من منطقة العشاش القريبة من مدينة صعدة ولهذا أصبحت قضية المياه تؤرق المواطنين والمدرسين والوافدين والموظفين رغم قلتهم وندرة تواجدهم وطالب عدد من المواطنين بضرورة حل قضية المياه وإنقاذهم من شبح العطش الذي يهدد حياتهم وحياة أبنائهم. منفذ البقع وخباش مأساة الماضي والحاضر.. عبث وتوريث وجنود يُنال من معنوياتهم ورعية تبحث عن موطئ قدم منفذ البقع منفذ حدودي معروف منذ زمن وهو يبعد عن مضارب القبيلة التي تملك الأرض ب13 كيلومتر وخارج المنفذ توجد قليل من المحلات التجارية واللوكندات والمطاعم ومجموعة من المهمشين شيدوا مساكنهم من الزنك والطرابيل والكراتين وقليل من بيوت المواطنين وعشرات من العمال والمقاوتة ويرتاد سوق البقع كافة الساكنين والجنود التابعين للواء 19 مشاة العسكري الذي يقع في مواقع متناثرة ومبنى قيادة شرق السوق قرب الجبل معروفة لدى الجميع فإلى الحالة المزرية والخطيرة في البقع اليماني. المؤسسة الاقتصادية والشباك السعودية نفذت المؤسسة الاقتصادية العسكرية طريق البقع الجوف واستلمت مخصصات هذه الطريق التي قامت بمقاولتها، وطريق البقع الجوف طريق هامة تمر من وادي اليتمة التابع لمديرية خب ثم الخنجر ثم العقبة ثم مدينة الجوف وقال المواطنون إن هذه الطريق الهامة والتي كانت نية الدولة شقها قبل ثلاثين عاما وكانت هناك معارضة سعودية واضحة وتأخر عمل شقها ولكن جاءت المؤسسة العسكرية من أجل شقها وشيدت للعاملين مساكن قرب البقع وقامت بشق الطريق حتى وصل إلى منطقة وادي اليتمة الذي يعتبر ثلث الطريق ثم رفعت معداتها وغادرت بدون أن تكمل الطريق وبدون أي سبب أو مضايقات من المواطنين. ومن المدهش في الأمر ذلك التناغم بين مشاريع الدولة ورغبات الجيران، فالسعودية قامت بمد شباكها العازلة على أرض وائلة حتى مشارف وادي اليتمة وتوقفت عن مد الشبك العازل الذي يشبك بالتيار الكهربائي ليلا فيصعق الإبل والأغنام التابعة لقبيلة وائلة والمؤسسة العسكرية وصلت حتى مشارف وادي اليتمة وتوقفت عن إتمام شق الطريق وأخذت معداتها وغادرت والمعروف أن وادي اليتمة مليء بالمهربين ومحروم من كافة الخدمات وكان وما زال مستهدفاً حتى اليوم من قبل الجيران المتوسعين والمتيسرين، فمن وراء عرقلة هذه الطريق الهامة والتي تعتبر أهم طريق في اليمن يجب تنفيذها وعدم تنفيذها له علاقة برغبات من يدفعون مقابل عرقلة نمو وتحسين وضع سكان الحدود وإلى متى سيستمر هذا العبث. جمركان في جمرك قبل ترسيم الحدود كان منفذ البقع يمتد إلى ثلاثة كيلو متر في الداخل باتجاه السعودية الذي كان يعتبر نهاية الحدود وبعد الترسيم وكنوع من المصالحة وتطييب نفوس قبائل البدو من وائلة تم تسليم اليمن تباب منطقة خباش التي تمتد مسافة اثني عشر كيلومتر تقريبا بعد البقع وبعد منطقة خباش تماما بكيلومتر واحد أنشأت السعودية جمركها الجديد الذي اسمه أيضا خباش لأنه في الأصل أعطي لليمن بضعة أمتار من خباش والباقي كان للسعودية رغم أن جمركها السابق كان في منطقة الخضراء وقدمت السعودية مبلغاً مالياً من أجل إنشاء جمرك خباش اليمني حتى يتم تسهيل المعاملة للمواطنين اليمنيين والسعوديين وتنقلات البضائع حيث جمرك البقع ما زال أشبه بمقلاب القمامة وصنادق وغرف أشبه بحوانيت العطارة وفوضى في التعامل ويمثل واجهة رديئة وسيئة لليمن ورغم أنه تم بناء الجمرك الجديد خباش بمبان ضخمة وأرضية معبدة وركزت فيه صورة رئيس الدولة وهو يلوح بيديه ومكتوب تحت اللوحة مرحبا بكم في اليمن ولكن الجمرك لا يعمل ولم يتم تدشينه وبعض الغرف لم يتم تركيب القمريات فيها ويستظل تحت صورة الرئيس المرحلون الجياع الذين يتم ترحيلهم من السعودية حتى يجدون سيارات تنقلهم مسافة 12 كيلومتر إلى البقع الجمرك القديم. ويدار جمرك البقع بطريقة همجية للغاية فمشاهد بضائع المواطنين من ثلاجات وغسالات وكراتين لبضائع متنوعة نشاهدها مرمية في أرض ترابية عرضة للشموس والأمطار بعد أن تركها أصحابها من سوء المعاملة وكثرة التهباش أو عدم قدرتهم دفع رسوم الجمرك كذلك السيارات تجدها متناثرة في أماكن عديدة عرضة للتلف والنهب والخلافات دوما مستمرة بين الحمالين من المهمشين وموظفي الجمرك الذين جميعهم مدراء ومسئولين وأيضا الخلافات بين المخلصين الجمركيين الذين يقومون بتكليف من أصحاب السيارات بتخليص معاملات سياراتهم بسبب الروتين المتعب من قبل الموظفين فيتم حينا منعهم ويسمح لهم حينا آخر رغم أن أغلبهم فقراء وجاء ومن محافظات بعيدة من أجل طلب الرزق. ورفضت إدارة الجمرك أن تدلي بأي تصريح لصحيفة الوسط، حيث لم يكن مدير الجمرك متواجدا لأنه غادر فجر يوم السبت برفقة مدير الأمن وبحوزته الحصيلة المالية الجمركية وقال لنا مدير المالية في الجمرك الذي كان يقوم بمهام مدير الجمرك أنه لا يصرح إلا لصحف الحكومة وحين اعتبرنا هذا الكلام مجرد تملص من مواجهة أخطائهم قال إنه ليس مخولا بالتصريح وعلمنا من عدد من المواطنين -والمدير المالي يسمع قولهم- أن جمرك البقع يورث الوظيفة وينقلها من الأب إلى الولد والمدير المالي نفسه أحد الوارثين للوظيفة العامة في الجمرك. وعلمنا من مصادر متعددة أن دخل منفذ البقع يصل إلى مائة وخمسين مليون ريال شهريا وأيام موسم وصول المقرر السعودي لقبائل وائلة يتلازم مع حركة تجارية ويصل دخل الجمرك إلى مائتي مليون ريال في شهر موسم المقرر الذي يصل كل ثلاثة أشهر. وا أسفاه على جنودنا حال الجنود من اللواء 19 مؤسف ومتعب وينال من معنوياتهم الكثير فجنودنا الحراس في بوابة جمرك خباش الخالي والمهمل حين يحل الظلام عليهم أن يقاوموا هجوم البعوض بحرق الكراتين ودخان الحطب بينما على بعد أمتار يشاهدون الجمرك السعودي يتلألأ بأنوار الكهرباء ومع هدوء الصحراء يسمعون حنين المكيفات بينما هم تنال منهم حرارة الجو ويبردون مياههم المالحة بدباب بلاستيكية تم تلبيسها بقطع من القماش والغريب في الأمر أن المنفذ الحدودي السعودي بعد الخروج منه في اتجاه السعودية تخرج مباشرة إلى منطقة حيوية بالمحلات التجارية وسلاح الحدود التابع له يتفرق في مواقعه التي لا يعلم بها أحد وليس له أي علاقة بالجمرك وهكذا يحيون المناطق التي يتمركزون فيها بمواطنيهم بينما ما يجري في حدودنا أنه بعد جمرك خباش المهمل والمغلق تجد عدداً من الجنود في مواقع عسكرية رديئة منها موقع في داخل سيارة محروقة يرمي في داخلها عدد اثنين من الجنود ليذوقوا حرارة الشمس وهم داخل تلك السيارة المحروقة ويسخر من وضعهم الداخلون والخارجون من سعوديين ويمنيين ورغم أن المفروض أن يتحول الجمرك إلى داخل خباش الذي مبانيه أفضل بكثير من البقع وأن يتم إحياء مسافة ال12 كيلومتر بالمحلات التجارية والسكان ولكن المسئولين دائما يكرهون التقدم إلى الأمام وباسم التكتيك العسكري الفاشل يحرمون اليمنيين من إحياء أراضيهم، فعلى مدير الجمرك أن يخجل قليلا ويتحلى بالنخوة والغيرة على اليمن والجيش اليمني ويشيد غرفة تليق بمقام الجنود بدل تلك السيارة المحروقة التي تشوي الجنود وتقلل من قدرهم إذا كان مصرا على عدم تشغيل الجمرك الجديد وإحياء تلك الأرض التي حرمنا منها سنوات وما زلنا محرومين من الكثير وباسم أولئك الجنود الشرفاء أناشد قائد اللواء 19 أن يغير على جنوده ويتقي الله فيهم فهم ينتمون إلى مؤسسة هي ملك الشعب ومن حقنا أن ننزعج لوضعهم. مستشفى مغلق ويوجد في البقع مستشفى صغير يسمى المستشفى العسكري وهو مجهز بالمعدات وسيارات الإسعاف رغم أن المواطنين لا توجد في مراكزهم سيارة إسعاف ولكن حين قامت صحيفة الوسط بزيارة للمستشفى العسكري فوجئت أنه مغلق ومتوقف عن العمل منذ سنتين ولا يتواجد بداخله غير جنديين من اللواء التاسع عشر لغرض الحراسة فقط لتصبح حياة الجنود والمواطنين في البقع في خطر دائم فإذا تعرض جندي أو مواطن للدغة عقرب أو ثعبان أو طلق ناري خاطئ بحكم أن الجميع هناك يتمنطقون السلاح فيكون مصيره الموت المحقق لأن عملية إسعافه إلى مدينة صعدة التي تبعد مسافة 160 كيلومتر دائما تبوء بالفشل ويلقى المريض أو المصاب حتفه في الطريق. والمشكلة أنه في البقع لا توجد جهة مسئولة حتى تتمكن من سؤالها ومعرفة أسباب العبث ومن هو مسئول عن الرعية والمنطقة فأكبر مسئول فيها هو مدير الجمرك والذي يقع اختصاصه في مبنى الجمرك حسب القانون ولا يوجد قسم شرطة والداخلية لا تتواجد إلا في إدارة الجوازات. صحراء خالية من شركات التنقيب .. ومعارضون خفيون لتحول البقع وخباش إلى مديرية إن الصحراء الممتدة من البقع وحتى الجوف لا توجد فيها شركة تنقيب واحدة رغم أن الأرض الصحراوية المجاورة فيها عدد من شركات التنقيب وفيها تم الاكتشاف لعدد من الآبار البترولية والحقول الغازية المليئة بالغاز غير المصاحب حسب تصريح مصادر موثوقة تجوب تلك الصحاري وتعتبر
المنطقة الصحراوية اليمنية في مناطق صحراء وائلة آمنة ويصعب فيها خلق فكر سلفي قاعدي بحكم أن السكان أفكارهم العقائدية غير منتجة للإرهاب والتطرف ويصعب تسلل هذا الفكر إليهم رغم أن هناك بعض الجهات التي تتبع جهات مجهولة تحاول أن توهم الرأي العام بنشاط قاعدي وتحاول احتواء قبائل "دهم" لخلق صراع بينها وبين قبيلة وائلة مستغلة خلافاتهم القبلية وعلى الدولة التدخل سريعا من أجل حل مشكلة وائلة ودهم التي اندلعت بشكل أكبر جرت إلى حرب بين القبيلتين أثناء ترسيم الحدود بين اليمن والسعودية من أجل شغل قبيلة وائلة بالحرب بديلا من متابعة اللجنة الخاصة بالترسيم من أجل توثيق أرضها ويخشى المحبون لوطنهم اليمن من أن تستثمر خلافات وائلة ودهم إذا نوت الحكومة استثمار الثروات النفطية الأكيدة الموجودة في باطن أرض قبيلة وائلة. المديرية البعيدة إن منطقة البقع وخباش ومضارب قبيلة وائلة التي تمتد إلى أطراف وادي اليتمة تتبع مديرية كتاف التي تقع على بعد 130 كيلومتر من أطراف اليتمة وحتى الوصول إليها وتبعد كتاف عن مدينة صعدة عاصمة المحافظة ب55 كيلومتر ورغم أن منطقة كتاف تقع ضمن أراضي قبيلة وائلة ولا ضرر من نقل مركز المديرية إلى منطقة البقع لأهمية موقعها وضرورة إحيائها وتطويرها ولا ندري سبب عدم الاهتمام بهذه الأمور الهامة والحساسة من قبل مسئولي محافظة صعدة والمحافظين المتعاقبين عليها والمسئولين الذين قاموا بتحديد المديريات في محافظة صعدة لأن التقسيم الإداري في صعدة ما زال قاصراً ليس في قضية البقع فقط بل في باقي المديريات المتعددة، فصعدة تطل على منافذ متعددة صحراوية وجبلية من نجران وحتى جيزان. وإن بعد المسافة بين منفذ البقع وخباش ومضارب قبيلة وائلة الصحراوية ومركز المديرية في كتاف حول المنطقة إلى أرض مهملة وغياب الدولة في أماكن يجب أن تكون فيهاً بشكل دائم فإذا كانت الدولة تدعي بأنها تعشق وحدة الأرض اليمنية فكيف تهمل إقليم صحراء وائلة وتبخل في تحويله إلى مديرية يتواجد فيها كافة المسئولين من أجل تثبيت المنطقة وإحيائها.. ومسئولو صعدة من محافظ وسلطة محلية وجيش وأمن يعلمون تمام العلم أهمية المنطقة ومدركون أن الإهمال مقصود لمنطقة البقع وخباش ووائلة ولكن المسئولين يخافون من نفوذ أصحاب المصلحة من أن يتم إقصاؤهم من مناصبهم إذا طرقوا مثل هذه المواضيع أو سيتم اتهامهم بالحوثية فمتى ستحرر اليمن من النفوذ القادم من خارج الحدود. لفت نظر والتقت الصحيفة بالشيخ حسين سعيد عضو المجلس المحلي من قبيلة وائلة الذي صرح لصحيفة الوسط أن منطقة الصحراء تتكون من أربعة مراكز هي البقع والعطفين والتيس ورماحة وأنهم قد كرروا مطالبهم عدة مرات بتحويل المديرية إلى منطقتهم لأهميتها فلم يتم التجاوب معهم وأوضح الشيخ حسين أن مشكلة المياه تكلف السكان مبالغ كبيرة وتثقل كاهلهم ويجب ضرورة حلها لأننا كلما نطرح هذه المشكلة على المجلس المحلي يقولون إن ذلك يكلف ملايين ولو يخصص دخل شهر من دخل جمرك البقع سيحل مشكلة المياه ولكن لا يوجد تجاوب، وأضاف حسين إننا حين نطرح بعض المقترحات عن المدرسين الغائبين أو عن قصور مدراء المركز يهمش المجلس المحلي ولا يستجاب له كسلطة محلية وطالب الشيخ حسين بضرورة الاهتمام بمنطقة وائلة تربويا وصحيا والاهتمام ببنائها وتفعيل منفذها أسوة بمنفذ حرض الذي فيه يقع مركز المديرية فساعد على نهضة المدينة التي تحولت إلى مديرية هامة ومتحركة وآهلة بالسكان. حكومة بلا خير وأثناء لقائنا بالشيخ عضو المجلس المحلي وأثناء حديثنا معه تدخل أحد أفراد القبيلة الحاضرين بالحديث عفويا وبتلقائية بريئة قال أكتب "من يوم ما شفنا الحكومة ما شفنا خير" وبعد ذلك عرفنا باسمه قائلا جابر محمد الوايلي من آل ثعلة ثم أخذ يشرح متاعب القبيلة والإهمال الذي تعيشه وعدم تجاوب المسئولين وعدم إدراكهم لأهمية منطقة وائلة مستثنيا رئيس الجمهورية مبررا أنه لا يعلم بالعبث الذي يستهدف قبيلة وائلة. هذا الحنق والتذمر من الوضع المعاش في القبيلة ليس من جابر الوايلي فقط بل أغلبية أعضاء القبيلة متذمرون ومتألمون من سوء معاملة الدولة لهم. شيخ وائلة حاول أبناء الشيخ محمد بن شاجع التملص من صحيفة الوسط وعدم الإدلاء بأي تصريح لها رغم استضافتهم لنا ولكننا تمكنا من محاصرة الشيخ سيف بن شاجع وأصرينا عليه بأن يدلي بتصريح لصحيفة فطالب الشيخ سيف بضرورة تنفيذ مشروع الكهرباء الذي له 19 عاما ولم يدشن العمل فيه رغم وجود المواطير من زمن حتى تلفت وتنفيذ مشروع مياه حالية لأن المياه الجوفية في المنطقة غير صالحة للشرب وتوفير كادر مدرسين وخصوصا للفتيات وصرف أدوية أساسية كافية للمركز الصحي في منطقة العطفين الذي أصبح يستقبل كافة الحالات من عموم المنطقة ومن قوات الجيش بعد أن تم إغلاق المستشفى التابعة لهم في البقع وتوفير سيارة إسعاف للمنطقة. الشيخ الصغير الثوري أبناء الشيخ الأكبر محمد بن شاجع متعددون ومنهم كبار ومنهم في سن الشباب مازالوا صغار والباقين ما زالوا في سن الطفولة وجميعهم حاصلون على الجنسية القطرية وقد لفت نظرنا شجاعة وتحمس الشيخ سعيد بن شاجع والذي ما زال في سن المراهقة، يبلغ من العمر 19 عاما تقريبا والذي طرح قضية القبيلة طرحا رائعا وصرح تصريحات نارية فيها روح المسئولية والفهم والإدراك وأبدى استعداده من أجل إيصالنا إلى مكان الشبك الحدودي العازل من أجل تصويره ولم يتسن لنا توثيق تصريحاته رسميا ربما كان بممانعة من المشائخ الكبار ولكن في كل الأحوال لفت نظرنا وربما سيكون هو الشيخ الذي سيتمتع بهيبة أبيه وحكمته في الوقت الذي لا نقلل من ذكاء باقي إخوته من المشائخ الكبار والصغار وكل من التقيناهم. هادي: هل ستتحرك دولة؟ المواطن هادي سعيد صالح الوايلي رهن سجن نجران العام منذ اربع سنوات بدون مسوغ قانوني أو جريمة أو تهمة وقد تم اعتقاله في منطقة نجران التي يسمح لبعض أبناء وائلة بالدخول إليها والسبب يعود إلى أن أحد أفراد القبائل في نجران قتل وهرب إلى وائلة والتجأ إلى القبيلة التي قبلت لجوءه وطبعت وجهها له بالحماية ومن أجل الضغط على القبيلة قامت السعودية باعتقال هادي سعيد الذي ليس له علاقة بالجاني السعودي الهارب. وناشدت أسرة هادي السلطتين السعودية واليمنية إطلاق سراح أبيهم الذي يعاني من المرض وحالته الصحية متردية آملين التجاوب مذكرين بقوله تعالى "ولا تزر وازرة وزر أخرى".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.