ألغام الحوثي تصطاد 5 أطفال في محافظتين    نخبتنا الحضرمية... خط أحمر!    إصابة ثلاثة أطفال جراء انفجار مقذوف من مخلفات المليشيات بالضالع    تحذير حوثي للأطباء من تسريب أي معلومات عن حالات مرض السرطان في صنعاء    خبير أرصاد يحذر: منخفض الهدير في اليمن ليس الأول ولن يكون الأخير (فيديو)    ضبط 54 متهمًا في قضايا جرائم جنائية    أول قيادي مؤتمري موالي للحوثيين بصنعاء يعزي عائلة الشيخ "الزنداني" في وفاته    تغير جديد في أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية    بشرى سارة للمرضى اليمنيين الراغبين في العلاج في الهند.. فتح قسم قنصلي لإنهاء معاناتهم!!    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    شعب الجنوب أستوعب صدمة الاحتلال اليمني وأستبقى جذوة الرفض    رشاد العليمي حاقد و"كذّاب" تفوّق على من سبقه ومن سيلحقه    الحوثيون يراهنون على الزمن: هل ينجحون في فرض حلولهم على اليمن؟ كاتب صحفي يجيب    شيخ بارز في قبضة الأمن بعد صراعات الأراضي في عدن!    الأمل يلوح في الأفق: روسيا تؤكد استمرار جهودها لدفع عملية السلام في اليمن    قيادة البعث القومي تعزي الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني وتشيد بأدواره المشهودة    «كاك بنك» فرع شبوة يكرم شركتي العماري وابو سند وأولاده لشراكتهما المتميزة في صرف حوالات كاك حواله    دوري ابطال آسيا: العين الاماراتي الى نهائي البطولة    تشييع مهيب للشيخ الزنداني شارك فيه الرئيس أردوغان وقيادات في الإصلاح    كلية القيادة والأركان بالعاصمة عدن تمنح العقيد أديب العلوي درجة الماجستير في العلوم العسكرية    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    بن دغر يوجه رسالة لقادة حزب الإصلاح بعد وفاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني    مركز الملك سلمان يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في الجوف    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    مفسر أحلام يتوقع نتيجة مباراة الهلال السعودي والعين الإماراتي ويوجه نصيحة لمرضى القلب والسكر    إعلان موعد نهائي كأس إنجلترا بين مانشستر يونايتد وسيتي    إنزاجي يتفوق على مورينيو.. وينهي لعنة "سيد البطولات القصيرة"    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    "ريال مدريد سرق الفوز من برشلونة".. بيكيه يهاجم حكام الكلاسيكو    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    دعاء مستجاب لكل شيء    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    رئيس مجلس النواب: الفقيد الزنداني شارك في العديد من المحطات السياسية منذ شبابه    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبين .. بوابة النصر في قبضة القاعدة..زنجبار.. نزوح جماعي ولودر ورصد وجعار تحت النار
نشر في الوسط يوم 15 - 06 - 2011

تقرير : رشيد الحداد أبين .. المحافظة التى استقبل أهلها مئات الآلاف من النازحين القادمين من القرن الإفريقي على مدى عشرين عاما مضت وسواحلها تستقبل كل مساء المئات من الأفارقة الفارين من الحرب والجوع وشظف العيش وعلى مدى تلك السنوات لم يتوقع أحد من أهالي أبين ان يقع يوما في شراك النزوح الإجباري ولكن جاءت اللحظة التي لم تكن في الحسبان في 29 مايو حين اسقط المتشددون الاسلاميون مدينة زنجبار عاصمة المحافظة والتي باتت مدينة منكوبة بعد ان تحولت من مدينة قائمة بأحيائها الأربعة وحاراتها العشر الى مدينة تتربص بها أشباح الموت فتقتل من تريد وتبقي من تريد تحت مختلف المسميات، الدين الايدولوجيا التشدد الجهاد المزعوم، فالجميع في بوابة نصر الوحدة كما كان النظام يطلق عليها يقتل الجميع ، فزنجبار وأبين برمتها صارت ساحة حرب مفتوحة بين الجيش والجماعات الجهادية التى غزت زنجبار لعدة مرات وخرجت منها بأقل خسائر باستثناء غزوة زنجبار الأخيرة التى أغلقت أبواب النجاة على أهلها الذين استبدلوا من بعد أمنهم خوفا ورعبا وأصبحت قذائف الهاون هي الصوت الذي لايعلو عليه صوت آخر أكان استغاثة كهل أو طفل أو امرأة، ففي الوقت الذي نجا قرابة ال40 ألف نازح من الموت ليؤول بهم الحال في الشتات لازال هناك من يقبع تحت الركام تحت أزيز الطائرات وهدير قذائف الدبابات والمدافع بانتظار النجاة .. مأساة إنسانية لم تعرفها اليمن وفق كل الشواهد والتصورات.. إلى التفاصيل : الهروب من الموت في زمن فرضت فيه الحرب أضحى السبيل الوحيد للآلاف من أبناء محافظة أبين الذين باتوا بدون مأوى بعد ان طالت منازلهم حمم القذائف التي تتهدد اليوم حياة النساء والأطفال والشيوخ، فتحت يافطة الارهاب يتبادل الزملاء القذائف من زنجبار الى الكود إلى لودر إلى مناطق أخرى، فالجميع هناك يموت والجميع هناك يدفع ثمن اللعب بورقة الارهاب التى لعب بها الحاكم ولازال يلعب بها حتى اليوم كما يبدو. فقراء ومشردون تعد محافظة أبين من المحافظات اليمنية الأشد فقرا، حيث تتباين فيها مؤشرات الفقر المدقع من مديرية إلى أخرى بحسب مستويات الدخل والأعمال التي يعمل فيها الرجال كالزراعة التي تعتمد عليها شريحة اجتماعية تصل إلى 28449فرداً كمصدر دخل أساسي من أصل 429 ألفاً و888 مواطنا يمثلون إجمالي سكان محافظة أبين، يعيش منهم 107 آلاف و294 مواطناً في المدن الحضرية و322 ألفاً 594 مواطناً في المناطق الريفية والبدوية أي ان هناك شرائح كبيرة تعتمد على رعي الأغنام كمصدر هام من مصادر الدخل ، ويشير تقرير مسح الأسرة للعام 2009م إلى ان إجمالي عدد الفقراء في المحافظة يتجاوزوا ال200 ألف فقير، أي ما يشكل 45.88% وتشير الإحصائيات إلى ان نسبة الفقر في الحضر اقل من المناطق الريفية، ففي حين تبلغ 31.37% في الحضر تبلغ في المناطق الريفية 50.44 % ولذلك فإن المحافظة تعاني من فجوة الفقر بين الريف والمدينة يصل 8.17% في الحضر و14.52% في الريف حسب مؤشر قياس الفقر، كما ان مقياس شدة الفقر يشير الى 2.32% في الحضر و5.73% في الريف ومن خلال مؤشرات مسح الأسرة فان محافظة أبين تعاني من فقر غذاء وارتفاع في سوء التغذية لدى الأطفال والنساء خصوصا سيما وأن نسبة الإنفاق العام في المحافظة لاتتجاوز 2% في حين ترتفع نسبة الإنفاق العام في محافظات أخرى إلى 10% ، والملاحظ هنا ان نسبة الإنفاق العام تتباين بين ريف أبين وحضرها، ففي حين تبلع في الحضر 1.7% تبلغ في الريف 2.1 % ، أما الإنفاق السنوي على استهلاك السلع الاستهلاكية والخدمات الغذائية في المحافظة فلا يتعدى 1.7% ، ولذلك فان ارتفاع أعداد الفقراء يضاف الى غياب الخدمات على نطاق واسع في محافظة أبين مثل بيئة خصبة لتغلل العناصر الجهادية وعناصر تنظيم القاعدة وحول أبين إلى معقل آمن من معاقله الأساسية خصوصا بعد تضييق الخناق عليه في محافظات مأرب وشبوة خلال العام المنصرم ونظرا لعدة عوامل منها التضاريس الوعرة التي يتعايش معها تنظيم القاعدة والوجود الجهادي الذي يلتقي معه في الفكر وكذلك الفقر المدقع الذي شكل رافعة أساسية لاستقطاب الشباب إلى صفوف تلك الحركات الدينية المتشددة. الالتقاء الفكري تنشط في عدد من مديريات ومناطق محافظة أبين جماعات الجهاد الإسلامي منذ عشرات السنين وتربطها بالنظام السياسي علاقة تحالفيه لم تعد سرية بل اتضحت معالمها خصوصا حركة الجهاد الإسلامي التي يقودها خالد عبد النبي الذي لعب دورا في حرب صيف 94م في مدينة زنجبار التي سقطت لأول مرة حينذاك لينقض الأصوليون الإسلاميون بزعامة خالد عبد النبي على عدد من المنشئات العامة منها دار السينما الوحيد في زنجبار مركز عاصمة المحافظة وحوله إلى مسجد ومعقل للجهاديين يضم مكتبة وغرف تعليم يتبع الحركة الجهادية التي يقودها وحظي في أحيان كثيرة بدعم الدولة. يلتقي الفكر الجهادي مع الفكر القاعدي في عدة قواسم مشتركة منها إيمان الجماعتين بأن ثمة عدواً مشتركاً هو الغرب واليهود والنصارى وأعوانهم، وإيمانهم بأهمية الجهاد كفرض فرض على المسلمين كافة، حيث يستند قائد جيش أبين عدن خالد عبد النبي إلى الآية الكريمة " كتب عليكم القتال.." ويرى في حمل السلاح والتدرب عليه ضرورة لأتباعه كما يحث أتباعه على التدريب المستمر على استخدام السلاح بأنواعه لحماية الدين الإسلامي ويعتبر واجباً دينياً وشرعياً. ولذلك سعى إلى استغلال علاقته التحالفية بالنظام وإدخال عشرات الجهاديين في المعسكرات للتدريب والتأهيل لحمل السلاح منذ عام 95 م خصوصا وان عبد النبي عمل على إنشاء مايسمى بجيش أبين عدن المحظور والذي برز لأول مرة بطريقة عشوائية في منتصف عام 1997م وأصدر أول بيان له بتاريخ مايو 1998م. إمارة الجهاد والقاعدة قد تأتي الرياح بما لاشتهي السفن في أحيان كثيرة، فعبد النبي في آخر لقاءاته حذر من خروج الشباب عليه بطريقة غير مباشرة وانخراطهم في حركات وتيارات دينية أكثر تطرفا وعلى الرغم من ذلك لم يضع احد بالا لذلك التحذير الذي جاء على لسان زعيم الجهاديين في زنجبار والذي كان بمثابة اعتراف بفقدان السيطرة على عدد كبير من الشباب الذين يعتقد انهم التحقوا بعناصر تنظيم القاعدة الأكثر تطرفا، فتنظيم القاعدة واجه حملة أمنية كثيفة منذ أواخر العام 2009م في كل من مأرب وشبوة وكذلك حضرموت ليتجه نحو أبين المتشعبة التضاريس والمترامية الأطراف والتي تحولت إلى مسرح لعمليات تنظيم القاعدة بعد ان وجدت فيها مجالا حيويا لتحركها ومنذ مايزيد عن عام بدئت كثفت القاعدة من هجماتها وتبنت آلية الكر والفر في عملياتها الهجومية التي تركزت على المنشآت الحكومية والنقاط الأمنية كما حاولت استهداف عاصمة محافظة أبين مدينة زنجبار عدة مرات وقوبلت بحملات عسكرية شارك فيها الطيران الحربي اليمني والأمريكي وعلى الرغم من ذلك استطاعت الجماعات الجهادية ان ترتب صفوفها وان تجتاح مدينة زنجبار أواخر مارس الماضي، حيث أعلنت زنجبار إمارة إسلامية من قبل تنظيم جزيرة العرب.. وصدر بيان القاعدة عبر إذاعة أبين المحلية عقب سيطرة الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة على القصر الرئاسي والإذاعة بالمحافظة وعلى مصنع للذخيرة، وأدت محاولة استيلاء الأهالي عليه إلى مقتل العشرات وجرح المئات. ودعا بيان القاعدة الذي بثته الإذاعة "النساء إلى عدم الخروج إلى الشوارع إلا للحاجة الضرورية" وقال البيان "على النساء اللاتي يخرجن للأسواق لقضاء الحاجات الضرورية أن يرافقهن أحد أقاربهن، وأن عليهن اصطحاب ما يثبت هويتهن من بطاقات شخصية أو عائلية أو جوازات سفر وما شابه ذلك". وبعد ذلك تم استعادة القصر الجمهوري والإذاعة من قبضة القاعدة التي باشرت حكمها في المدينة بدعوة النساء إلى عدم الخروج. وبالعودة إلى العديد من المقابلات التي أجريت مع زعيم الجهاديين خالد عبد النبي الذي استطاع ان يبني علاقة تحالفية مع نظام الحكم منذ 94م إلا ان تلك العلاقة لم تشهد الاستقرار في بعض الأوقات، حيث تم اعتقاله عدة مرات في عام 2001م على خلفية أحداث معسكر حطاط وكذلك في العام 2008م والذي تم نقله إلى دار الرئاسة ولم يتم اعتقاله وفق ما أشار إليه في إحدى المقابلات الصحفية قبل ان يطلق سراحه باعتباره حليفاً قديماً للنظام ، وفيما يتعلق بالإمارة الإسلامية التي يهدف إليها تنظيم القاعدة فقد أكد عبد النبي في أكثر من مرة ان صالح وعده بإنشاء إمارة إسلامية في أبين عام 94م واتهم نظام صالح بعدم الوفاء بالعهد. وفي الوقت الذي غاب عبد النبي وحضرت الجماعات الجهادية في عزوة زنجبار الثالثة التي تمت في أواخر مايو ولازالت الى الآن تحت قبضة القاعديين الجدد.. الجدير بالإشارة ان الشيخ خالد عبد النبي في تصريح له عبر مواقع إخبارية محلية قبل نصف عام دعا أبناء المحافظات الجنوبية إلى الوقوف صفاً واحداً لإقامة دولة إسلامية محذراً إياهم من الانجرار وراء دعوات الانفصال واعتبر الانجرار وراء تلك الدعوات يراد منه إيصال أبناء الجنوب إلى الهلاك. مأساة النزوح النزوح الإجباري من العنف يعني الشتات والتشرد كما هو حال معظم من أجبرتهم الحرب في محافظة أبين على النزوح إلى محافظات أخرى وبالنظر إلى بداية الاشتباكات التي كانت حدودها حدود مدينة زنجبار وهو ما دفع بآلاف اللاجئين إلى اللجوء إلى مركز مدينة رصد إحدى المديريات الواقعة في نطاق محافظة أبين والقريبة من زنجبار إلا ان رصد لم تعد مأمونة بعد ان اتسعت إليها نيران الحرب كما هو حال جعار ولودر اللتين لحقتا بزنجبار ورصد وهو ماضاعف مأساة المدنيين حيث تحولت أربع مديريات ساحة حرب مفتوحة ولم تتوقف الحرب عند أي حدود بل ان الهجمات المتبادلة بين الجماعات المسلحة والجيش تتسع إلى طريق مكيراس البيضاء. وباتساع المواجهات تتفاقم معاناة النزوح وترتفع فاتورة غياب الدولة على المواطن البسيط ففي الوقت الحالي يتوزع النازحون على ثلاث محافظات عدن ولحج وحاليا البيضاء عبر مكيراس ، إلا ان التقارير تشير إلى ان وجهة النزوح نحو عدن هي الأكبر حيث تم إيواء الاسر النازحة -مايزيد أربعة عشرة ألف فرد- في 3200 فصل دراسي وسط ازدحام شديد حيث بلغ عدد النازحين الذين تم إيواؤهم في مدرسة السعادة في مديرية خور مكسر 2291 فرداً يمثلون 203 اسر وفي مدرسة ابن الهيثم في مديرية التواهي تم إيواء 673 فرداً يمثلون 86 أسرة نازحة.. كما ان الطاقة الاستيعابية لمدارس عدن التي من المتوقع ان تشهد الاختبارات النهائية للشهادتين الإعدادية والثانوية بعد أسابيع قلائل وهو ما قد يفاقم المشكلة خصوصا وان جاهزية المجالس المحلية في محافظة عدن ولحج ليست بمستوى الحدث ، وعلى الرغم من ذلك تقول التقارير الأخيرة ان قرابة العشرة آلاف نازح يسكنون في عدن لدى أقرباء لهم وفي منازل ومبان لازالت في طور الإنشاء ، وتؤكد مصادر مطلعة ان هناك نقصاً حاداً في المواد الإيوائية اللازمة من ملابس ومياه ودواء وحليب أطفال، وما يزيد الأمر سوءاً هو ارتفاع أعداد النازحين في ظل شحة الإمكانيات الاغاثية. والملاحظ ان الاسبوع الأول من المواجهات لم تتجاوز الاسر النازحة فيه الألف أسرة من زنجبار ومع استمرار المواجهات المسلحة ارتفع عدد النازحين إلى أضعاف العدد في عدن كما فر الآلاف إلى لحج التي احتلت المرتبة الثانية بعد عدن ولكن النازحين فيها يعيشون أوضاعاً معيشية في غاية القسوة، فالمدينة تشهد انسياباً أمنياً كبيراً من جانب ومنظمات المجتمع المدني ورجال المال والأعمال لازال دورهم ضعيف في تقديم يد العون للنازحين.. السعيدي: الوضع سيئ نبيل السعيدي احد العاملين في مجال إغاثة النازحين من محافظة أبين أكد للوسط أن النازحين تم توزيعهم على 26 مدرسة بمختلف المديريات بمدينة عدن وكما نعلم فان سبب نزوحهم وخروجهم من دياريهم خالي اليدين بسبب الحرب التي طرفاها القاعدة والنظام الحاكم . بالنسبة للنازحين فهم يعيشون في المدارس وفي كل صف تعيش اكثر من عائلة مع نقص المراوح لأن درجة الحرارة في عدن مرتفعة جدا، كما ان المياه والغذاء مفقودة في بعض المدارس فقام أبناء عدن بمساعدتهم ومد يد العون لهم بإمدادهم بالماء والغذاء وهناك مؤسسات خيرية وفاعلو خير من التجار تدعم أهالي أبين بالغذاء أما المنظمات العالمية فهي تساعدهم ولكن ببطء شديد وتم تجميع ملابس
من العائلات في عدن وفرزها وتوزيعها للمدارس وكما تم توفير مبالغ من الأطباق الخيرية ومن المساجد ويتم صرفها بشراء الفرش للنازحين والادوية مع العلم أنني ذهبت إلى مجمع صحي وبيدي رسالة من دكتورة متطوعة في اللجان الصحية لصرف أدوية بالمجان للنازحين فقابلته بالرفض القاطع، هذه الاحصائية تشمل فقط النازحين بالمدارس لأن هناك من نزحوا الى البيوت وحالتهم وللآسف رديئة جدا مع توقعاتنا زيادة النازحين خلال الأيام القادمة ونسأل الله ان يحفظ أبناء اليمن بشماله وجنوبه من كل شر مع الإشارة إلى ان طفلاً بالخامسة عشر من عمره توفي بسبب الإسهال الحاد بتاريخ 7 يونيو. مخاطر الأوبئة اكثر من تحذير يطلقه المسؤولون الذين وجدوا أنفسهم بلا محافظة حيث حذر أمين المجلس المحلي بمديرية زنجبار من كارثة إنسانية في المحافظة في ظل تدن واضح في الخدمات جراء المعارك الدائرة بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن والجيش. وقال قاسم شندق: إن الوضع بالمدينة كارثي ، نتيجة انعدام الخدمات الصحية وانقطاع مياه الشرب والكهرباء بالمدينة واستمرار القتال الدائر بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن والجيش . ودعا شندق المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم دعمها للنازحين وسكان مدينة أبين .وفي سياق متصل قال على ناصر سالم نائب مدير مكتب الصحة في محافظة أبين ان الوضع جد خطير مشيرا إلى ان مجاميع القاعدة استولت على جميع المرافق الصحية في المدينة ونهبت كل الأدوية التي كانت في مخازن مكتب الصحة وأفاد بأن المسلحين يحكمون سيطرتهم على المدينة من كل مكان ولا يستطيع احد إدخال الأدوية إليها كما حذر من انتشار وباء البلهارسيا في المدينه نتيجة تحلل الجثث فيها وتعفنها وهو ماقد ينذر بكارثة إنسانية وبيئية كبيرة. مفوضية اللاجئين شبكة ايرين التابعة للأمم المتحدة قالت ان العنف السياسي في اليمن ادى إلى نزوح الآلاف، ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قد يكون هناك ما بين 35,000 و40,000 نازح بحاجة إلى مساعدة في مدينة عدن الساحلية ومحافظة أبين الجنوبية. وأفاد بيت مانسفيلد، نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن أن "ما يقرب من 10,000 نازح فروا من محافظة أبين في جنوب اليمن، يعيشون في مراكز انتقالية بالمدارس العامة في عدن [ثاني أكبر مدينة في اليمن] والمناطق المحيطة بها". كما تم تسجيل 4,700 نازح آخر في لحج. وقال عمال إغاثة أن الأسر في عدن تأوي العديد من أولئك الذين فروا من العنف في الجنوب، ولكن الكثير من هذه الأسر تعيش بالفعل بالقرب من خط الفقر، وسوف تحتاج إلى دعم. ويعمل ما لا يقل عن 15 منظمة إنسانية في عدن على توفير المياه والمأوى والغذاء والخدمات الصحية وغيرها من المساعدات. "التنسيق يسير بشكل جيد ولكن الاحتياجات كبيرة"، كما قال مانسفيلد في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين). وفي سياق متصل قالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليمن ان مايمان ان القتال في اليمن تسبب في هروب مئات الآلاف من منازلهم ، وأضافت مايمان من صنعاء "لدينا نازحون جدد جاؤوا من ابين في الجنوب". وأشارت الى انه يوجد حاليا نحو 300 ألف نازح يمني فضلا عن لاجئين من منطقة القرن الإفريقي يصل عددهم الى نحو 200 الف شخص. وأضافت مايمان ان القتال المستمر في زنجبار بين السكان المحليين والقوات الحكومية من ناحية وإسلاميين وعناصر من القاعدة من ناحية أخرى حول البلدة الى مدينة أشباح وشرد زهاء 10 آلاف شخص. وقالت الأمم المتحدة في مارس اذار ان اليمن سيحتاج لمساعدات إنسانية بقيمة 224 مليون دولار من اجل تحسين الغذاء والصحة ومياه الشرب والصرف الصحي للنساء والأطفال.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.