صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    أبو الغيط يجدد الموقف العربي الملتزم بوحدة اليمن ودعم الحكومة الشرعية    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    مصر: نتنياهو يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق غزة    إصابة مواطنين ومهاجر إفريقي بقصف متجدد للعدو السعودي على صعدة    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    تحليل في بيانات الحزب الاشتراكي اليمني في الرياض وعدن    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    صنعاء.. تشييع جثمان الشهيد يحيى صوفان في مديرية الطيال    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    تعز أبية رغم الإرهاب    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبين .. بوابة النصر في قبضة القاعدة..زنجبار.. نزوح جماعي ولودر ورصد وجعار تحت النار
نشر في الوسط يوم 15 - 06 - 2011

تقرير : رشيد الحداد أبين .. المحافظة التى استقبل أهلها مئات الآلاف من النازحين القادمين من القرن الإفريقي على مدى عشرين عاما مضت وسواحلها تستقبل كل مساء المئات من الأفارقة الفارين من الحرب والجوع وشظف العيش وعلى مدى تلك السنوات لم يتوقع أحد من أهالي أبين ان يقع يوما في شراك النزوح الإجباري ولكن جاءت اللحظة التي لم تكن في الحسبان في 29 مايو حين اسقط المتشددون الاسلاميون مدينة زنجبار عاصمة المحافظة والتي باتت مدينة منكوبة بعد ان تحولت من مدينة قائمة بأحيائها الأربعة وحاراتها العشر الى مدينة تتربص بها أشباح الموت فتقتل من تريد وتبقي من تريد تحت مختلف المسميات، الدين الايدولوجيا التشدد الجهاد المزعوم، فالجميع في بوابة نصر الوحدة كما كان النظام يطلق عليها يقتل الجميع ، فزنجبار وأبين برمتها صارت ساحة حرب مفتوحة بين الجيش والجماعات الجهادية التى غزت زنجبار لعدة مرات وخرجت منها بأقل خسائر باستثناء غزوة زنجبار الأخيرة التى أغلقت أبواب النجاة على أهلها الذين استبدلوا من بعد أمنهم خوفا ورعبا وأصبحت قذائف الهاون هي الصوت الذي لايعلو عليه صوت آخر أكان استغاثة كهل أو طفل أو امرأة، ففي الوقت الذي نجا قرابة ال40 ألف نازح من الموت ليؤول بهم الحال في الشتات لازال هناك من يقبع تحت الركام تحت أزيز الطائرات وهدير قذائف الدبابات والمدافع بانتظار النجاة .. مأساة إنسانية لم تعرفها اليمن وفق كل الشواهد والتصورات.. إلى التفاصيل : الهروب من الموت في زمن فرضت فيه الحرب أضحى السبيل الوحيد للآلاف من أبناء محافظة أبين الذين باتوا بدون مأوى بعد ان طالت منازلهم حمم القذائف التي تتهدد اليوم حياة النساء والأطفال والشيوخ، فتحت يافطة الارهاب يتبادل الزملاء القذائف من زنجبار الى الكود إلى لودر إلى مناطق أخرى، فالجميع هناك يموت والجميع هناك يدفع ثمن اللعب بورقة الارهاب التى لعب بها الحاكم ولازال يلعب بها حتى اليوم كما يبدو. فقراء ومشردون تعد محافظة أبين من المحافظات اليمنية الأشد فقرا، حيث تتباين فيها مؤشرات الفقر المدقع من مديرية إلى أخرى بحسب مستويات الدخل والأعمال التي يعمل فيها الرجال كالزراعة التي تعتمد عليها شريحة اجتماعية تصل إلى 28449فرداً كمصدر دخل أساسي من أصل 429 ألفاً و888 مواطنا يمثلون إجمالي سكان محافظة أبين، يعيش منهم 107 آلاف و294 مواطناً في المدن الحضرية و322 ألفاً 594 مواطناً في المناطق الريفية والبدوية أي ان هناك شرائح كبيرة تعتمد على رعي الأغنام كمصدر هام من مصادر الدخل ، ويشير تقرير مسح الأسرة للعام 2009م إلى ان إجمالي عدد الفقراء في المحافظة يتجاوزوا ال200 ألف فقير، أي ما يشكل 45.88% وتشير الإحصائيات إلى ان نسبة الفقر في الحضر اقل من المناطق الريفية، ففي حين تبلغ 31.37% في الحضر تبلغ في المناطق الريفية 50.44 % ولذلك فإن المحافظة تعاني من فجوة الفقر بين الريف والمدينة يصل 8.17% في الحضر و14.52% في الريف حسب مؤشر قياس الفقر، كما ان مقياس شدة الفقر يشير الى 2.32% في الحضر و5.73% في الريف ومن خلال مؤشرات مسح الأسرة فان محافظة أبين تعاني من فقر غذاء وارتفاع في سوء التغذية لدى الأطفال والنساء خصوصا سيما وأن نسبة الإنفاق العام في المحافظة لاتتجاوز 2% في حين ترتفع نسبة الإنفاق العام في محافظات أخرى إلى 10% ، والملاحظ هنا ان نسبة الإنفاق العام تتباين بين ريف أبين وحضرها، ففي حين تبلع في الحضر 1.7% تبلغ في الريف 2.1 % ، أما الإنفاق السنوي على استهلاك السلع الاستهلاكية والخدمات الغذائية في المحافظة فلا يتعدى 1.7% ، ولذلك فان ارتفاع أعداد الفقراء يضاف الى غياب الخدمات على نطاق واسع في محافظة أبين مثل بيئة خصبة لتغلل العناصر الجهادية وعناصر تنظيم القاعدة وحول أبين إلى معقل آمن من معاقله الأساسية خصوصا بعد تضييق الخناق عليه في محافظات مأرب وشبوة خلال العام المنصرم ونظرا لعدة عوامل منها التضاريس الوعرة التي يتعايش معها تنظيم القاعدة والوجود الجهادي الذي يلتقي معه في الفكر وكذلك الفقر المدقع الذي شكل رافعة أساسية لاستقطاب الشباب إلى صفوف تلك الحركات الدينية المتشددة. الالتقاء الفكري تنشط في عدد من مديريات ومناطق محافظة أبين جماعات الجهاد الإسلامي منذ عشرات السنين وتربطها بالنظام السياسي علاقة تحالفيه لم تعد سرية بل اتضحت معالمها خصوصا حركة الجهاد الإسلامي التي يقودها خالد عبد النبي الذي لعب دورا في حرب صيف 94م في مدينة زنجبار التي سقطت لأول مرة حينذاك لينقض الأصوليون الإسلاميون بزعامة خالد عبد النبي على عدد من المنشئات العامة منها دار السينما الوحيد في زنجبار مركز عاصمة المحافظة وحوله إلى مسجد ومعقل للجهاديين يضم مكتبة وغرف تعليم يتبع الحركة الجهادية التي يقودها وحظي في أحيان كثيرة بدعم الدولة. يلتقي الفكر الجهادي مع الفكر القاعدي في عدة قواسم مشتركة منها إيمان الجماعتين بأن ثمة عدواً مشتركاً هو الغرب واليهود والنصارى وأعوانهم، وإيمانهم بأهمية الجهاد كفرض فرض على المسلمين كافة، حيث يستند قائد جيش أبين عدن خالد عبد النبي إلى الآية الكريمة " كتب عليكم القتال.." ويرى في حمل السلاح والتدرب عليه ضرورة لأتباعه كما يحث أتباعه على التدريب المستمر على استخدام السلاح بأنواعه لحماية الدين الإسلامي ويعتبر واجباً دينياً وشرعياً. ولذلك سعى إلى استغلال علاقته التحالفية بالنظام وإدخال عشرات الجهاديين في المعسكرات للتدريب والتأهيل لحمل السلاح منذ عام 95 م خصوصا وان عبد النبي عمل على إنشاء مايسمى بجيش أبين عدن المحظور والذي برز لأول مرة بطريقة عشوائية في منتصف عام 1997م وأصدر أول بيان له بتاريخ مايو 1998م. إمارة الجهاد والقاعدة قد تأتي الرياح بما لاشتهي السفن في أحيان كثيرة، فعبد النبي في آخر لقاءاته حذر من خروج الشباب عليه بطريقة غير مباشرة وانخراطهم في حركات وتيارات دينية أكثر تطرفا وعلى الرغم من ذلك لم يضع احد بالا لذلك التحذير الذي جاء على لسان زعيم الجهاديين في زنجبار والذي كان بمثابة اعتراف بفقدان السيطرة على عدد كبير من الشباب الذين يعتقد انهم التحقوا بعناصر تنظيم القاعدة الأكثر تطرفا، فتنظيم القاعدة واجه حملة أمنية كثيفة منذ أواخر العام 2009م في كل من مأرب وشبوة وكذلك حضرموت ليتجه نحو أبين المتشعبة التضاريس والمترامية الأطراف والتي تحولت إلى مسرح لعمليات تنظيم القاعدة بعد ان وجدت فيها مجالا حيويا لتحركها ومنذ مايزيد عن عام بدئت كثفت القاعدة من هجماتها وتبنت آلية الكر والفر في عملياتها الهجومية التي تركزت على المنشآت الحكومية والنقاط الأمنية كما حاولت استهداف عاصمة محافظة أبين مدينة زنجبار عدة مرات وقوبلت بحملات عسكرية شارك فيها الطيران الحربي اليمني والأمريكي وعلى الرغم من ذلك استطاعت الجماعات الجهادية ان ترتب صفوفها وان تجتاح مدينة زنجبار أواخر مارس الماضي، حيث أعلنت زنجبار إمارة إسلامية من قبل تنظيم جزيرة العرب.. وصدر بيان القاعدة عبر إذاعة أبين المحلية عقب سيطرة الجماعات المسلحة التابعة للقاعدة على القصر الرئاسي والإذاعة بالمحافظة وعلى مصنع للذخيرة، وأدت محاولة استيلاء الأهالي عليه إلى مقتل العشرات وجرح المئات. ودعا بيان القاعدة الذي بثته الإذاعة "النساء إلى عدم الخروج إلى الشوارع إلا للحاجة الضرورية" وقال البيان "على النساء اللاتي يخرجن للأسواق لقضاء الحاجات الضرورية أن يرافقهن أحد أقاربهن، وأن عليهن اصطحاب ما يثبت هويتهن من بطاقات شخصية أو عائلية أو جوازات سفر وما شابه ذلك". وبعد ذلك تم استعادة القصر الجمهوري والإذاعة من قبضة القاعدة التي باشرت حكمها في المدينة بدعوة النساء إلى عدم الخروج. وبالعودة إلى العديد من المقابلات التي أجريت مع زعيم الجهاديين خالد عبد النبي الذي استطاع ان يبني علاقة تحالفية مع نظام الحكم منذ 94م إلا ان تلك العلاقة لم تشهد الاستقرار في بعض الأوقات، حيث تم اعتقاله عدة مرات في عام 2001م على خلفية أحداث معسكر حطاط وكذلك في العام 2008م والذي تم نقله إلى دار الرئاسة ولم يتم اعتقاله وفق ما أشار إليه في إحدى المقابلات الصحفية قبل ان يطلق سراحه باعتباره حليفاً قديماً للنظام ، وفيما يتعلق بالإمارة الإسلامية التي يهدف إليها تنظيم القاعدة فقد أكد عبد النبي في أكثر من مرة ان صالح وعده بإنشاء إمارة إسلامية في أبين عام 94م واتهم نظام صالح بعدم الوفاء بالعهد. وفي الوقت الذي غاب عبد النبي وحضرت الجماعات الجهادية في عزوة زنجبار الثالثة التي تمت في أواخر مايو ولازالت الى الآن تحت قبضة القاعديين الجدد.. الجدير بالإشارة ان الشيخ خالد عبد النبي في تصريح له عبر مواقع إخبارية محلية قبل نصف عام دعا أبناء المحافظات الجنوبية إلى الوقوف صفاً واحداً لإقامة دولة إسلامية محذراً إياهم من الانجرار وراء دعوات الانفصال واعتبر الانجرار وراء تلك الدعوات يراد منه إيصال أبناء الجنوب إلى الهلاك. مأساة النزوح النزوح الإجباري من العنف يعني الشتات والتشرد كما هو حال معظم من أجبرتهم الحرب في محافظة أبين على النزوح إلى محافظات أخرى وبالنظر إلى بداية الاشتباكات التي كانت حدودها حدود مدينة زنجبار وهو ما دفع بآلاف اللاجئين إلى اللجوء إلى مركز مدينة رصد إحدى المديريات الواقعة في نطاق محافظة أبين والقريبة من زنجبار إلا ان رصد لم تعد مأمونة بعد ان اتسعت إليها نيران الحرب كما هو حال جعار ولودر اللتين لحقتا بزنجبار ورصد وهو ماضاعف مأساة المدنيين حيث تحولت أربع مديريات ساحة حرب مفتوحة ولم تتوقف الحرب عند أي حدود بل ان الهجمات المتبادلة بين الجماعات المسلحة والجيش تتسع إلى طريق مكيراس البيضاء. وباتساع المواجهات تتفاقم معاناة النزوح وترتفع فاتورة غياب الدولة على المواطن البسيط ففي الوقت الحالي يتوزع النازحون على ثلاث محافظات عدن ولحج وحاليا البيضاء عبر مكيراس ، إلا ان التقارير تشير إلى ان وجهة النزوح نحو عدن هي الأكبر حيث تم إيواء الاسر النازحة -مايزيد أربعة عشرة ألف فرد- في 3200 فصل دراسي وسط ازدحام شديد حيث بلغ عدد النازحين الذين تم إيواؤهم في مدرسة السعادة في مديرية خور مكسر 2291 فرداً يمثلون 203 اسر وفي مدرسة ابن الهيثم في مديرية التواهي تم إيواء 673 فرداً يمثلون 86 أسرة نازحة.. كما ان الطاقة الاستيعابية لمدارس عدن التي من المتوقع ان تشهد الاختبارات النهائية للشهادتين الإعدادية والثانوية بعد أسابيع قلائل وهو ما قد يفاقم المشكلة خصوصا وان جاهزية المجالس المحلية في محافظة عدن ولحج ليست بمستوى الحدث ، وعلى الرغم من ذلك تقول التقارير الأخيرة ان قرابة العشرة آلاف نازح يسكنون في عدن لدى أقرباء لهم وفي منازل ومبان لازالت في طور الإنشاء ، وتؤكد مصادر مطلعة ان هناك نقصاً حاداً في المواد الإيوائية اللازمة من ملابس ومياه ودواء وحليب أطفال، وما يزيد الأمر سوءاً هو ارتفاع أعداد النازحين في ظل شحة الإمكانيات الاغاثية. والملاحظ ان الاسبوع الأول من المواجهات لم تتجاوز الاسر النازحة فيه الألف أسرة من زنجبار ومع استمرار المواجهات المسلحة ارتفع عدد النازحين إلى أضعاف العدد في عدن كما فر الآلاف إلى لحج التي احتلت المرتبة الثانية بعد عدن ولكن النازحين فيها يعيشون أوضاعاً معيشية في غاية القسوة، فالمدينة تشهد انسياباً أمنياً كبيراً من جانب ومنظمات المجتمع المدني ورجال المال والأعمال لازال دورهم ضعيف في تقديم يد العون للنازحين.. السعيدي: الوضع سيئ نبيل السعيدي احد العاملين في مجال إغاثة النازحين من محافظة أبين أكد للوسط أن النازحين تم توزيعهم على 26 مدرسة بمختلف المديريات بمدينة عدن وكما نعلم فان سبب نزوحهم وخروجهم من دياريهم خالي اليدين بسبب الحرب التي طرفاها القاعدة والنظام الحاكم . بالنسبة للنازحين فهم يعيشون في المدارس وفي كل صف تعيش اكثر من عائلة مع نقص المراوح لأن درجة الحرارة في عدن مرتفعة جدا، كما ان المياه والغذاء مفقودة في بعض المدارس فقام أبناء عدن بمساعدتهم ومد يد العون لهم بإمدادهم بالماء والغذاء وهناك مؤسسات خيرية وفاعلو خير من التجار تدعم أهالي أبين بالغذاء أما المنظمات العالمية فهي تساعدهم ولكن ببطء شديد وتم تجميع ملابس
من العائلات في عدن وفرزها وتوزيعها للمدارس وكما تم توفير مبالغ من الأطباق الخيرية ومن المساجد ويتم صرفها بشراء الفرش للنازحين والادوية مع العلم أنني ذهبت إلى مجمع صحي وبيدي رسالة من دكتورة متطوعة في اللجان الصحية لصرف أدوية بالمجان للنازحين فقابلته بالرفض القاطع، هذه الاحصائية تشمل فقط النازحين بالمدارس لأن هناك من نزحوا الى البيوت وحالتهم وللآسف رديئة جدا مع توقعاتنا زيادة النازحين خلال الأيام القادمة ونسأل الله ان يحفظ أبناء اليمن بشماله وجنوبه من كل شر مع الإشارة إلى ان طفلاً بالخامسة عشر من عمره توفي بسبب الإسهال الحاد بتاريخ 7 يونيو. مخاطر الأوبئة اكثر من تحذير يطلقه المسؤولون الذين وجدوا أنفسهم بلا محافظة حيث حذر أمين المجلس المحلي بمديرية زنجبار من كارثة إنسانية في المحافظة في ظل تدن واضح في الخدمات جراء المعارك الدائرة بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن والجيش. وقال قاسم شندق: إن الوضع بالمدينة كارثي ، نتيجة انعدام الخدمات الصحية وانقطاع مياه الشرب والكهرباء بالمدينة واستمرار القتال الدائر بين الجماعات المسلحة وقوات الأمن والجيش . ودعا شندق المنظمات الدولية والإنسانية لتقديم دعمها للنازحين وسكان مدينة أبين .وفي سياق متصل قال على ناصر سالم نائب مدير مكتب الصحة في محافظة أبين ان الوضع جد خطير مشيرا إلى ان مجاميع القاعدة استولت على جميع المرافق الصحية في المدينة ونهبت كل الأدوية التي كانت في مخازن مكتب الصحة وأفاد بأن المسلحين يحكمون سيطرتهم على المدينة من كل مكان ولا يستطيع احد إدخال الأدوية إليها كما حذر من انتشار وباء البلهارسيا في المدينه نتيجة تحلل الجثث فيها وتعفنها وهو ماقد ينذر بكارثة إنسانية وبيئية كبيرة. مفوضية اللاجئين شبكة ايرين التابعة للأمم المتحدة قالت ان العنف السياسي في اليمن ادى إلى نزوح الآلاف، ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قد يكون هناك ما بين 35,000 و40,000 نازح بحاجة إلى مساعدة في مدينة عدن الساحلية ومحافظة أبين الجنوبية. وأفاد بيت مانسفيلد، نائب رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن أن "ما يقرب من 10,000 نازح فروا من محافظة أبين في جنوب اليمن، يعيشون في مراكز انتقالية بالمدارس العامة في عدن [ثاني أكبر مدينة في اليمن] والمناطق المحيطة بها". كما تم تسجيل 4,700 نازح آخر في لحج. وقال عمال إغاثة أن الأسر في عدن تأوي العديد من أولئك الذين فروا من العنف في الجنوب، ولكن الكثير من هذه الأسر تعيش بالفعل بالقرب من خط الفقر، وسوف تحتاج إلى دعم. ويعمل ما لا يقل عن 15 منظمة إنسانية في عدن على توفير المياه والمأوى والغذاء والخدمات الصحية وغيرها من المساعدات. "التنسيق يسير بشكل جيد ولكن الاحتياجات كبيرة"، كما قال مانسفيلد في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين). وفي سياق متصل قالت ممثلة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليمن ان مايمان ان القتال في اليمن تسبب في هروب مئات الآلاف من منازلهم ، وأضافت مايمان من صنعاء "لدينا نازحون جدد جاؤوا من ابين في الجنوب". وأشارت الى انه يوجد حاليا نحو 300 ألف نازح يمني فضلا عن لاجئين من منطقة القرن الإفريقي يصل عددهم الى نحو 200 الف شخص. وأضافت مايمان ان القتال المستمر في زنجبار بين السكان المحليين والقوات الحكومية من ناحية وإسلاميين وعناصر من القاعدة من ناحية أخرى حول البلدة الى مدينة أشباح وشرد زهاء 10 آلاف شخص. وقالت الأمم المتحدة في مارس اذار ان اليمن سيحتاج لمساعدات إنسانية بقيمة 224 مليون دولار من اجل تحسين الغذاء والصحة ومياه الشرب والصرف الصحي للنساء والأطفال.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.