* عبده العبدلي تبا له من وطن هذا الذي لم يرحم صالحة وأطفالها الأربعة.. تبا له من وطن وألف تبا حين قذفها إلى قافلة المتسولين بعد وفاة زوجها وتبا وألف تب لزعماء نهب الأراضي في الحديدة الذين لم يرحموا حتى صالحة التي لم تكن تعلم أنه وبعد أكثر من عشرين عاما ستمتد يد الناهبين لتطال منزلها المبني من الصفيح والذي يقع عند مدخل حي الحمدي بمدينة الحديدة حيث أسال الموقع لعاب النهابين فطلبوا منها إخلاء المنزل فورا بحجة أنهم اشتروا الأرضية من شخص يسكن في محافظة البيضاء.. هكذا وصل الاستهتار والامتهان والاحتقار لأبناء الحديدة الوفية التي لم تنصف بعد، لقد بسطوا على البر والبحر ولم يبق أمامهم إلا مساكن من صفيح تقطنها وجوه سمراء وقلوب بيضاء سامها الطامعون سوء العذاب، مثخنة بجراحات زمن مر. صالحة سليمان إبراهيم والتي توفي عنها زوجها مخلفا وراءه أربعة أطفال والتي امتهنت التسول لتسد جوع أطفالها ناهيك عن أنها معاقة باتت هي الأخرى مهددة باختطاف أطفالها إذا لم تخل لهم البيت وتغادر.. آه يا وطن الأنذال.. آه يا وطنا يئن تحت وطأة النهابين والفاسدين لم ترحم حتى صالحة المعاقة وأطفالها الذين يتضورون ألما وجوعا ومعاناة!! من يسمع لنداء صالحة؟ من ينصفها؟ من يوقف زحف مغول الأراضي عن محافظة الحديدة التي باتت اليوم قبلة النهابين بعد أن استعر الجنوب غيظا وغضبا عليهم.. آه يا مدينتي الوفية.. كم نشعر بالحزن ويعتصرنا الألم حين نراك تكابدين عناء ووحشية نهابين خناجرهم المسمومة تتوغل يوما فيوما في جسدك المنهك وتقطع أحشاءك ونحن لا نحرك ساكنا.. جبناء نحن لأننا اكتفينا بمتابعة مسلسل اغتيالك فأصبح بالنسبة لنا لا يختلف عن أي مسلسل آخر.. جبناء نحن لا ملائكة كما يصفوننا لأننا التزمنا السكوت فجنينا الانتهاك اللامحدود.. جبناء نحن لأننا ما زلنا نتفاءل ببقايا دولة ونظام.. جبناء نحن إن تركنا صالحة وحدها تواجه أشباحا لم ولن ترحمها إن نحن تركناها.. جبناء نحن إن لم نوصل صرخة صالحة.. جبناء نحن إن لم نكن عونا ونصيراً لها.. جبناء نحن إن هم طردوا صالحة وأطفالها إلى الشارع.