بكل وحشية ومن أقرب إنسان إليه ودع المخرج الإذاعي عبد الرحمن عبسي الحياة مقتولا بيد نجله (حسام) والذي قتل شقيقه الأكبر محمد (23 عاماً)، ثم قتل شقيقته (صفاء) ابنة ال14 ربيعاً ذبحاً بخنجر مسنون، واحداً تلو الآخر دون رحمة ولا شفقة، ولا وازع من أخلاق أو ضمير أو رادع من أواصر القربى وصلة الدم، ودون اكتراث بحق الأب على ابنه وحق الشقيق على أشقائه.. قتلهم غيلة وغدراً وحقداً، مستلاً خنجره ليذبح الأب والشقيق والشقيقة، حيث لم يكتف الابن القاتل بالذبح حين دفعه حقده الإجرامي إلى تأكيد جريمته ومجزرته المفزعة بعدة طعنات غرزها في أجساد أقرب الناس إليه وأعظمهم قربى وصلة دم ورحم. قضية مقتل المخرج الإذاعي عبدالرحمن عبسي وابنيه هزت العاصمة صنعاء وأثارت مشاعر الرأي العام الذي تقبل نبأ المذبحة الأبوية والأخوية التي نفذها ابن المجني عليه وشقيق المجني عليهما محمد وصفاء بوحشية مفرطة مستخدما خنجرا مسموما كأداة لجريمته الشنعاء، الحادثة التي حولت منزل المخرج الإذاعي عبدالرحمن عبسي إلى مجزرة مساء الأربعاء الماضي ضحاياها الأب والابن والابنة وسفاحها حسام عبدالرحمن عبسي 22 عاما بطل كمال الأجسام في نادي ضباط الشرطة في العاصمة الذي اعتبر جريمته النكراء رد فعل على ظلم أسري دفعه إلى القتل فطريقة مقتل المخرج العبسي توحي بأن حسام لم يحسم الجريمة النكراء لوحده بل يعتقد "والاعتقاد محل شك" أن لحسام شركاء حيث وأن يد المجني عليه عبدالرحمن عبسي وجدت مكسورة ومعطوفة إلى مقابل وجهه ما يوحي أن المخرج العبسي تعرض للتكتيف من الخلف والتعذيب وما زاد موضع الشك أن الطعنات القاتلة التي سددت للضحايا الثلاثة كانت في أماكن حساسة حيث تعرض العبسي لسبع طعنات، منها طعنتان في أوردة الرقبة وطعنة في القلب وطعنة في الجبهة وطعنة في البطن أخرجت أحشاءه وحسب تقرير الطبيب الشرعي فإن الطعنات الغادرة التي تعرض لها الضحايا كانت متشابهة وبوحشية مفرطة. يروي الأخ الأصغر والوحيد للمخرج المقتول تفاصيل الجريمة البشعة.. يقول عبد السلام عبسي إنه بعد أن عاد محمد الأخ الأكبر لحسام من الجامعة وأخته صفاء من المدرسة، ذهبوا إلى الأم لتناول طعام الغداء في منزل أسرتها الذي تسكنه بعد خلافها مع أخ عبد الرحمن، والذي يقع على مقربة من بيت أبيهم، بعد ذلك أخذ محمد أخته ورجع إلى بيتهم، لكنه تأخر مع أصدقائه أمام المنزل بينما سبقته صفاء، وبمجرد دخولها باشرها حسام بضربة بحديدة في وجهها فأصاب أنفها وطعنها أربع طعنات متفرقة في جسمها، وبعد أن قتلها سحبها إلى المطبخ.. وما هي إلا لحظات حتى دخل أخوه الأكبر محمد بينما كان حسام (القاتل) مختبئاً خلف الباب، وحين دخول محمد باشره بأربع طعنات، ثم سحب جثته إلى جوار جثة أخته في المطبخ، بعدها قام بالاتصال بأبيه الذي كان عند أحد زملائه المهندسين في الحصبة، وقال له إن الكمبيوتر الذي كان ضائعاً وجده في البيت، فعاد الأب إلى المنزل، وبمجرد وصوله باشره حسام بسبع طعنات متفرقة في جسده. وبعد ذلك خرج حسام يستدعي أمه لتأتي إلى البيت، فقد كانت نيته سوداء حتى تجاه أمه، غير أن الأم رفضت المجيء إلى البيت فُكتب لها عمر جديد. بعد أن ارتكب جريمته قام بتغيير ثيابه وخبأ الخنجرين والحديدة (أدوات الجريمة) في مكان خلف المنزل، وذهب إلى صاحب البقالة وأخبره بأن والده وأخاه وأخته مذبوحون داخل البيت، ثم قام بالتبليغ عن نفسه، وحال إلقاء القبض عليه اعترف حسام بجريمته النكراء في بداية التحقيق ولم يجادل أو ينكر فعلته، بل أعطى التفاصيل كاملة لمحققي البحث الجنائي، وأخبرهم بمكان أدوات الجريمة دون أن يبدي ندماً أو اكتراثاً بما فعل. من جانبه أكد العميد الركن رزق الجوخي –مدير مباحث أمانة العاصمة- أن الجاني حسام لم يحاول الهرب، بل كان متخفياً نوعاً ما بأسلوب هادئ، معتقداً انه لن يتعرف عليه أحد. وقال: أخذته ودخلنا معاً لنتعرف على الجثث، إلا أنه لم يحاول مجرد محاولة أن ينزل دمعة واحدة من عينه، وإن كان الآن نادماً بعد أن تم التحقيق معه وسلمت القضية بشكل نهائي إلى النيابة العامة.