كتب/ نجيب غلاب موظف رئاسي يراقب الدولة بعقل مثقف هو السلطة، هو عين الرئيس وعينه مع الرئيس في كل مكان. لا يراه أحد حتى أولياء النظام. ولاؤه للرئيس كالشمس في رابعة النهار، مكتبه تابع للرئيس هل يتبع الرئيس مكتبه؟ ربما في بداية المشوار!! من أذكياء المنظومة الحاكمة، رحل الأولون بالتجميد أو كزينة ديكورية، وهو جديد في كل مرحلة. مجهول في عقول الناس، من يواليه يرتقي. لا ينافس أقوياء النظام هو من شارك في صنعهم وربما بين يديه قرارات فرزهم، هو وهم رجال النظام، ربما يتآمرون فيما بينهم، المهم الدولة ملكهم وحدهم. يلف نفسه بالغموض ومن غموضه يصنع مجده. سر قوته مجهولة للجميع، ربما وفاء الرئيس، وربما عمل طويل أنار درب الهيمنة .. أفعال تلعب بشئون البلاد بلا رقيب أو حسيب، يحاول أن يخفف سطوة عتاولة من طمع، أطماعهم أبتلعت بقايا الأمل .. يعرف ما يجري في مؤسسات الدولة، يراقب أخطاء موظفي النظام، الفساد سيف مسلط على الرقاب، فساد يمر بلا عقاب. قوي ينتج القوة إينما اتجه، باسم الرئيس يخاطب بالقلم والسماعة أهل الإدارة، أشاراته قوية تخيف ناهبي المال العام والوظائف والأراضي، أسماخ من نخيط، لا يبالون من غضب بلا صميل، وثعالب من دهاء تعرف من أين تؤكل الكتف، وضع مخيف، مراكز قوى صارت خارج السيطرة، أغنياء لا يشبعون، لا شيء يوحي بالتغيير، أزمة تأكلنا كل يوم، تبدو إشارات المواجهة تحدياً وإذلالاً لكبح شراهة النهب العام!! يبحث عن بدائل من أعوانه، صار الفساد بلا سقف، فساد يتحدى الجميع بوجه وقح، واقع يتحدث بخطاب فصيح، آليات النظام بالية، دولة القانون تبحث لنفسها عن وجود، هي طوق النجاة وبداية الأمل. صانع قرارات عظام، يعرف تاريخ المرحلة بدقة خبير يعرف السر وأخفى، ولو كُتب التاريخ لما وجدت له فيه مكاناً .. خدم البلاد بلا ضجيج ومازال على عهده .. يكافح بالخبرة المتراكمة، ربما يعتقد أن كل شيء تحت السيطرة، تغير الزمان وتبدلت الأحوال، قوائم الكرسي تحترق، واقع اليوم يبحث عن مستقبل جديد، التكرار موت، عندما يطفح الكيل لن يجدي الترقيع ولا الهروب.. موظفو مكتبه من النخبة، نخبة ضائعة في أحلام السيطرة، أوهامهم تنتهي في الهندمة والحسرة، القرب من آلهة السلطة حلم من سراب، يُقال إن أذكياء مكتبه مصدر قوته ونضجه. ربما قوته في خبرته بالواقع السري لمنتجي القوة وآكلي غنائم البلاد .. يبدو أنه لا يخاف الداخل، قوة الخارج تبحث عن قانون. يبحث للنظام عن حلول، يحارب الفساد بنظام من قوانين العولمة .. علاج الرزانة غير مجدٍ في زمن الجدب والإنهيار.. يتفاءل بخطاب التحدي وقوانين المكافحة، أكل الفساد الهيئة وأزهق روح المحاسبة، الهئية بلا رقابة، الوحش يأكلنا، الجهاز متخبط، تقاريره ميتة، لوائح وقوانين عتيقة، الصفي يعرف نقاط قوة النظام ويعرف مراكز الخلل. من صنعاء وما شابهها من مدن اليمن يحاول أن يصنع عصبية سلاحها العقل والفكرة. عيون من ولاء، في مواقع مركزية تمنح مكتبه خفايا كل وزارة، كل سفارتنا في الخارج تحت السيطرة. كبرت الدولة، والمعارضة في كل زوايا البلاد. انفلتت مسبحة الموالين للنظام. أعوان مكتبه تقليديون صار مصدر قوتهم لم يصنعوا له القوة، ضاعوا في أروقة الحلم المستحيل، لم يتخل عن حزبه القديم، يجدده في كل فرصة .. غنائم القرارات الجمهورية تأكلها دهاليز المصالح المسكونة بأسرار الخطر. فكر ثم قدر ومن مطبخ سري خرجت لنا منظومة تحمي النظام. قوته لم تعد مكتبه الرئاسي، مارد في زمن النشأة صار هو السر المعظم. وغدا يصبح قوة من ولاء تبتلع كل شر يتحدى الوطن، يتحدى كبارات البلد. مركز للأمن من نخبة النخبة، يراقب النخبة ويحمي النخبة ويصنع النخبة. شباب صيغت نفوسهم من ولاء. مدربون بالقوة الناعمة، ومن عصر العولمة يخلقون نظام السيطرة. ولاء وطني للدولة وللنظام، ولاء في المبتدأ والمنتهى يتمحور في رمز الوطن رئيسنا علي أبو أحمد علي. يبذل قصارى جهده ليحقق طموحه في البقاء، آمان البلاد والعباد في نظام قوي يحكمه علي أو رجل يشبه علي، من نسله أو من فكره، المهم أن يظل علي عين النظام ومرشده، نظام فيه المؤتمر سيد الأحزاب، نظام يؤمن بأن صنعاء جوهرة اليمن وعاصمة السيف والميثاق الخفي.