وسط مشاعر من الخيبة والأسف منيت بها آمال المتطلعين إلى القيام بدورها الذي أنشئت من أجله انقسم الاجتماع الخاص بالهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد المنعقد أمس الأول والذي خصص للانتخابات الخاصة برئيس الهيئة ونائبه إلى فريقين في ظل خلافات ظهرت بشكل جدي للمرة الأولى بين أربعة من أعضاء قيادة الهيئة طالبوا بضرورة التغيير المباشر لموقعي الرئيس والنائب وأن يكون الاجتماع وقفة تقييم جادة والستة المتبقين الذين تمسكوا ببقاء الوضع على ما هو عليه والمتمثل بإعادة انتخاب المهندس أحمد محمد الآنسي رئيسا والدكتورة بلقيس أبو أصبع نائبا. وذكر مصدر في الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ل"الوسط" إن الأعضاء المطالبين بالتغيير شددوا على أهمية أن تكون الهيئة قدوة للمؤسسات الوطنية في تقييم وضعها، بعد تراجعها الشديد وسقوطها ضمن المؤشر الدولي لمكافحة الفساد الصادر عن الشفافية الدولية إلى آخر القائمة وعدم قدرتها على انجاز أي قضايا تذكر كما يؤكد ذلك التقرير الصادر عن الهيئة نفسها بأنها لم تنجز غير واحد في المائة من قائمة الشكاوي والقضايا المنظورة. وأفاد المصدر أن فريق التغيير الذي شمل عز الدين الاصبحي، واحمد قرحش، وياسين عبده سعيد، وخالد عبد العزيز طالب بأن تكون الانتخابات النصفية فرصة لإعادة النظر في وضع الهيئة وخطة عملها وحل المشكلات الداخلية العديدة فيها. وأكد أن أغلبية الاجتماع رفضت تقديم أي تقرير عن انجاز الهيئة أو إخضاع مصروفاتها للمحاسبة القانونية أو إجراء تقرير شامل حول الفترة الماضية. ووصف عزالدين سعيد الاصبحي عضو الهيئة - رئيس قطاع المجتمع المدني الانتخابات النصفية للهيئة بأنها كانت عملية محبطة لعمل الهيئة أكثر مما هي عليه. وقال: بدلا من أن تكون هذه المحطة وقفة تقييم جادة تنقذ مسار الهيئة نحو التوجه السليم جاءت بغير ذلك وأبدى الأصبحي خشيته من أن تكون هي المحطة النهائية لعمل الهيئة والطريق المؤدي إلى تعزيز الخلافات القائمة وبالتالي فقدان تجربة كانت يمكن أن تكون نموذجا يحتذى به على المستوى الوطني. وكانت وكالة الأنباء الرسمية سبأ قالت إنه تم إعادة انتخاب المهندس أحمد محمد الآنسي رئيسا للهيئة والدكتورة بلقيس أبو أصبع نائب للرئيس، وذلك من خلال انتخابات جرت بطريقة سرية ومباشرة انسحب منها فريق التغيير الأربعة رافضين التصويت. يذكر أن الدكترو سعد الدين بن طالب رئيس قطاع التعاون الدولي بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد كان قد قدم استقالته من الهيئة مطلع يوليو الماضي، واصفا إياها بأنها أصبحت بؤرة من بؤر الفساد. وقال في رسالة للهيئة إنها تحولت إلى بؤرة للفساد وذلك من خلال تعمد أعضاء الهيئة بتوظيف أبنائهم وأقاربهم في قطاعات الهيئة المختلفة.