استجوبت النيابة الايطالية القائد السابق لشرطة ميلانو بشأن الاتهامات باساءة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني استخدام سلطاته. وتتركز الاتهامات حول صبية مراهقة افرج عنها من الاحتجاز في قسم الشرطة بعد تدخل رئيس الوزراء. ونفى برلسكوني اي تصرف غير لائق مع الفتاة، واسمها روبي، مصرا على انه فقط عطف عليها. لكنه يواجه ضغوطا متزايدة من الاعلام، ومطالب بالاستقالة من منصبه. وذكرت وكالة الانباء الايطالية، انسا، ان فنسنزو اندولفي الذي كان قائدا لمركز الشرطة في ميلانو -حيث احتجزت روبي- خضع للاستجواب لمدة ساعة يوم الاثنين امام المحقق الشهير ايلدا بوكاسيني. واصر اندولفي ان مركز الشرطة "التزم بالاجراءات" حين اعتقل روبي بتهمة سرقة 3 آلاف يورو وافرج عنها بعد تلقيه مكالمة من مكتب رئيس الوزراء. وكانت وسائل الاعلام الايطالية كشفت ان برلسكوني اتصل بمركز الشرطة وطلب الافراج عن الفتاة مدعيا (عن غير حق) انها قريبة الرئيس المصري حسني مبارك. وادعت روبي -وهي صقلية من اصل مغربي وعمرها 17 عاما- لدى اعتقالها انها تعرف برلسكوني وقالت انها ذهبت الى فيللته للمشاركة في حفلات صاخبة. وقالت ان رئيس الوزراء "اخذها تحت جناحه" واعطاها هدية بقيمة 7 آلاف يورو. واعترف برلسكوني بانه ارسل مساعدة له لتتسلم روبي من مركز الشرطة، وقال: "انا رجل طيب القلب، واتصرف هكذا حين يحتاج احد للمساعدة". إلا ان قيادات المعارضة والصحف الكاثوليكية استنكرت الحادثة التي وصفوها بانها تجلب العار على رئيس الحكومة والبلاد. وقال رئيس البرلمان جيانفرانكو فيني ان برلسكوني "وضع ايطاليا في موقف محرج للغاية"، واضاف ان على برلسكوني "الرحيل" اذا ثبتت تهمة تدخله في عمل الشرطة. وكان برلسكوني حافظ على منصبه السياسي وان لم يحافظ على زواجه وسط سلسلة من الفضائح حول علاقاته النسائية. وتقدمت زوجته بطلب للطلاق العام الماضي بعدما اتهمته "بمرافقة القاصرات" اثر مشاركته في حفل عيد ميلاد لصبية في الثامنة عشرة تتطلع للعمل عارضة. وبعد ذلك قالت احدى الداعرات انها تلقت أموالا للمشاركة في إحدى حفلات برلسكوني وانها نامت معه. ومع ان برلسكوني تمكن من تجاوز أزمات كهذه، إلا أن المراسلين يقولون إن هذه الحادثة تأتي في وقت تتراجع فيه شعبيته. كما ان حليفه، الذي تحول الى خصم سياسي، جيانفرانكو فيني يمكن ان يسحب تأييده البرلماني لحكومته في أي لحظة.