كتب/ شرف الويسي في إحدى الليالي المقمرة ، اجتمعت بضعة أثوار في سمسرة ، وطاب لها الحديث والثرثرة ، عن أمور كثيرة مبعثرة ، ومن ضمنها أزمة الأعلاف التي تهدد حياتها بالاتلاف ، بعد نفاد ما في المدن والأرياف ، وعدم وصول كميات جديدة ، لاعن طريق عدن ولا الحديدة ، وامتناع الاصدقاء عن المساعدة ، لأنهم انشغلوا بالقاعدة، وبدا كل ثور واجماً ومحتاراً، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار ، وانفلات امني وتصفية ثار، وطائرات تقتل بدون طيار ، وأطفال تموت تحت الخشب والأحجار ، وافتتح النقاش كبير الأثوار ، بكلام في ظاهره جاد ، لا خرج عن الموضوع ولا زاد ، أهم ما فيه تفاقم المشاكل ، والخوف من كثرة البواطل ، وقال يا ناس يا جماعة ، الوضع يتهاوى في كل ساعة، وأنا سمعت عن تشكيل عدة لجان للحوار، لبحث الوضع قبل السقوط والانهيار ، وأعقبه أخوه ذو جعار ، وقال يا أخي ما نسمعه مشهوه حوار ، زعيق في نعيق والا خوار، وخطاب اعلامي يتبع قصيدة اشعار ، والا بيان في موجز ونشرة اخبار ، وتحدث الثالث وهوه يحملق، في السقف والعيون تزبرق ، وقال هؤلاء لا يهمهم مشاكل، ولا ازمة ولا قلاقل، ولو نصير مثل جيراننا الدناكل ، فهم اساس ما في البلاد من بلاوي ، حواراتهم كلها حزاوي ، والله يرحم الفيلسوف جاوي ( 1) وابن الربادي ( 2 ) كلامه للمريض يداوي، قالها الاثنان الف مرة ، تاريخ الشعوب دروس وعبره والذكي من يعتبر بغيره ، والاوطان ما تبتني في جلسة المقايل، والضحك على الذقون والتحايل ، والا تصاريح في نهاية اللقاءات، وترحيل الامور والخلافات، من عام الى عام، حتى تغرق السفينة، وتتوسع الاحقاد والضغينة ، ونفقد الامن والسلم والسكينة ، تنحنح الرابع وقال: كل الذي سمعته ، صحيح فعلا وانا كتبته، في سجل لهذا الامر قد شريته ، فالامل مفقود وضاع سرابه، وما فيش حلول عند من يرتفع حسابه ، في بنوك لا تعرف الرقابة ، نحن في وضع لم يخطر لنا على بال ، يا أسفي على تضحيات الابطال ، ويا خوفي اذا تضعضع الحال ، كيف شايكون مصير الاجيال ؟ ودمدم الخامس ببعض الجمل ، لكن معانيها مثل العتل ، وقال اخواني الاثوار ، أيها الرفاق، أيها الاحرار ، ما بالكم تدسوا انوفكم ، فيما ليس من شئونكم ، الخطأ والحجة على الجماهير، التي تصفق وتضرب المزامير، تبقى لساعات في الطوابير، وتندفع للبصم في البطاقات ، وتنتخب فاسداً بربطتين قات ، والا قدح بر من باقي الشوالات، وسادس الاثوار على الكلام علق ، وقال اعوذ بالله من كل من تحذلق ، ومن سعى لمصلحة وطربق ، هؤلاء قد خلوا الحوار شعر ولبان، تضحك علينا كل امة الجان ، نساها والشباب ، وصبيان ، حتى الجزائر وسوريا ولبنان ، قالوا ما جرى لبلاد سبأ وحمير ، فشل دولة والاقتصاد مدمر، والاعداء قالوا صارت بؤرة الشر ، وعند هذا الحد من حوار الاثوار ، طفى السراج وصاح ديك الاسمار. *هامش (1) الاستاذ عمر الجاوي (2) الاستاذ محمد الربادي