صام، صام وفطر على لصّامة.. حكومة وفاق اجتمع فيها المتعوس على خايب الرجاء، والشعب لقف مفتوح وحجر مطروح.. كل ما قلنا: تحركوا يا ناس، قالوا: يا ذي صبرتي سنين ما عاد يضرّش ثمان.. قلنا: يا خبره ليلة العيد تبان من بالعشي، ولو شي شمس كان من أمس.. قالوا: يا بنت الحاشدي خليك وراء الكذاب لاما يوصل مردم الباب!! قلنا: الجنّي، جنّي حتى يوم العيد يا شعب أحمد، بطلوا تعصب أعمى وطبّال.. قالوا الأخوان: "أوبهوا منها ، هذه عفّاشية"، وقال المؤتمريين: " أوبهوا، هذه من أثوار الساحة".. وعاد عمتي "زبون" مكانها بعدي: سلّميها واسلمي يا بنت، من تزوّج أمنا صار عمنا.. طيب كيف البصر وعمّنا "با سندوة" إذن من طين وإذن من عجين، وكل من جاء يشكي له ما معه غير يقول: "لا تشكي لي، أبكي لك"..!! كانوا زمان يقولون: عزّ القبيلي بلاده ولو تجرع وباها، واليوم قد الشباب ملاحق بعد المهربين يشتو الغربة، وكلن يقول: الشدّ منها تمطر.. ويوم نذكرهم بحكمة الأولين: يا باني في غير بلدك لا لك ولا لولدك، يردّون: ما تفعل الساتر في البيت العطل ، يا دكتورة!؟ ولأول مرة سمعت عمتي تقول: يا بنتي خليهم طلبوا الله، قد الحكيم ولد زايد يقول: وين ما حلّت سابعة حل يا بتول.. وهي نفسها ذي كانت زمان تقول: عزّ الخيل صبولها، يوم طلبت جامعت عين شمس أدرس عندهم، حيث منعتني وقالت: خليك في بلدك، جاوعة ولا ضايعة.. الشعب كله محبط من الفوضى والتخريب والبطالة.. وما عاد ينفع الحسيك سفال العقبة، وكل كلام الحكومة مثل مكوى جمعة لا يضر ولا ينفع.. قد الفاس وقع بالراس، وصارت جهالها تضحك على عقالها، والناس مكانهم يشكون على الحكومة وما رضيوا يقنعوا أنهم زي مغني جنب أصنج، قد العم باسندوة علق يافطة على مجلس الوزراء (لا تشكي لي، أبكي لك).. يعني يا مصيحين إذا ماراح تسكتون محد يلوم رئيس الوزراء لو خرج وقال لكم (أزرُقه).. محد ينخش بيت الحرّب، ما بالكم بمستنقع فاسدين ثقافتهم ثقافة عيال سوق!!