كتب/عبدالرزاق الجمل الكتابة عن تنظيم القاعدة بإنصاف تعني التصنيف. التصنيف على القاعدة نفسها أو على العم عفاش. القاعدة شر محض في ثقافة النخبة وفي ثقافة غير النخبة، والخروج عن هذه الثقافة الأمريكية يضعك في مرمى الجميع. قل إن القاعدة، كتنظيم عالمي، يعمل لحساب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقل إن القاعدة، كتنظيم محلي، يعمل لحساب نظام الرئيس علي عبد الله صالح، أو إن التنظيمين صنيعة النظامين، وقل إن أحداث الحادي عشر من سبتمبر حبكة يهودية الغرض منها تبرير احتلال الغرب للعالمين والعربي والإسلامي، وقل إن سيطرة القاعدة على محافظة أبين حبكة صالحية لغرض إرعاب الغرب بملف تنظيم القاعدة. خذ نفسا طويلا.. ثم قل إن الشيخ أسامة بن لادن مدعوم يهوديا، وبأن ناصر بن عبد الكريم الوحيشي مدعوم عفاشيا، باختصار، لا تسلِّم بكل ما تسمع أو تشاهد أو تقرأ عن القاعدة، واعتقد جازما بأن وراء الأكمة ما وراءها، لتكون متصالحا مع ضميرك أولا، ومحايدا ثانيا، وأحسن واحد ثالثا، من وجهة نظر من لا يعترفون للآخرين بوجهة نظر، ما لم فأنت ابن ستين ألف كلب، وتعيش حالة متقدمة من البلطجة، والبلطجة منازل، أدناها قتل المتظاهرين في حي القاع بالعاصمة صنعاء، وأعلاها تبرئة تنظيم القاعدة من العلاقة بنظام الرئيس صالح، وبينهما أمور متشابهات لا يعلمهن كثير من الناس، كرفض الإخوة الشيعة لانضمام اللواء على محسن وفرقته إلى ثورة الشباب، وكالصراع الحوثي الإصلاحي على محافظة الجوف. التأقلم مع أمور غير منطقية أزمة لا نحس بها، أو تُحس بالكاد، على رأي الصديق أحمد عثمان في روايته "رجة تُحس بالكاد"، لكننا نعيشها بإخلاص. سيأتيك من يبرر جنون الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها على تنظيم القاعدة في اليمن بخوفها على مستقبل الوجود الأمريكي في الخليج العربي القريب من اليمن، لكنه لن يتطرق على الإطلاق لمبرر هذا الوجود في تلك المنطقة. لا أدري أي الحقين مبرر، حق أمريكا في الوجود خارج حدودها أم حق تنظيم القاعدة في حربه عليها داخل حدوده؟!. نموذج آخر.. عبد الرحمن أنور العولقي مراهق أمريكي يدفع ثمن أخطاء والده. هذا عنوان مقال لكاتب أمريكي مستاء من قتل الطائرات الأمريكية لنجل الشيخ أنور العولقي. اهتم الكاتب بخطأ أنور العولقي الذي دفع نجله ثمنه، ونسي خطأ بلده في اختراق أجواء دولة ذات سيادة وقتل مواطنيها خارج القوانين والأسلاف والأعراف تحت ذرائع تافهة جدا، وبكل تأكيد فإن هذا الكاتب يؤيد القتل الأمريكي للشيخ أنور. كان عليَّ أن أحافظ على الصورة التي رسمها الكثيرون أو رُسمتْ في أذهانهم لتنظيم القاعدة، حتى لو كانت صورة التنظيم على الأرض مختلفة تماما، كان عليَّ أن لا أزور محافظة أبين بالمرة وأن لا ألتقي بمن وبما يمت للقاعدة بصلة. الآن أدركت أن جزءا كبيرا مما يُتهم به نظام صالح في هذا الجانب غير صحيح، وإنْ كنت أدرك أن هذا النظام يستغل كل ملف شائك لأغراض سيئة وبشكل سيئ. وكما يقول أمين الوائلي: شكرا لأنكم تتهمون.