اعتصم المئات من أهالي المعتقلين اليمنيين في السجون السعودية الاثنين الماضي أمام مقر سفارة المملكة بصنعاء، مطالبين بإطلاق سراح ذويهم المحتجزين منذ سنوات بدون تهمة أو محاكمة. ورفع المعتصمون صور الضحايا ولافتات تطالب ب"فتح تحقيق فوري وشفاف في قضايا التعذيب التي تعرض لها هؤلاء المعتقلون اليمنيون داخل السجون اليمنية"، وكذا "فتح تحقيق شفاف في قضايا المعتقلين الثلاثة الذين قضوا نحبهم داخل السجون السعودية تحت التعذيب، ومحاكمة كافة المتورطين في مقتلهم". كما طالبوا بإرسال من ثبتت عليه تهمة إلى بلده لمحاكمته وفقاً للقوانين والأعراف الدولية"، و"رد الاعتبار لكل من تم اعتقاله بدون أي تهمة, مع تعويضه تعويضاً عادلاً عن فترة الاعتقال غير المسوَّغة قانونياً"، وكذا "تعويض المعتقلين عما لحقهم من خسارة في أعمالهم تعويضاً عادلاً". وأكد أهالي المعتقلين بأن ذويهم يقبعون في السجون السعودية منذ سنوات بدون تهمة أو محاكمة، بعيداً عن أي حماية قانونية، وخلافاً لكافة الشرائع والقوانين والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان. وقال رئيس اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين اليمنيين في السعودية د. إبراهيم ياسين إن عدداً من هؤلاء المعتقلين قضوا داخل السجون السعودية تحت التعذيب أو في ظروف غامضة، بينهم ثلاثة معتقلين يمنيين، على الأقل، هم: سالم عبود باحنيف، وخالد حاتم، وآخرهم المعتقل سلطان الدعيس الذي لم تتسلم أسرته جثته حتى الآن رغم مرور ثلاثة أشهر على مقتله داخل السجن. وأضاف ياسين بأن هذا الاعتصام يأتي "تواصلا للحملة التي أطلقتها اللجنة، بمشاركة أهالي المعتقلين، والعديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، والتي كانت نظمت وقفة احتجاجية في ساحة الحرية ( أمام مبنى رئاسة الوزراء) بالعاصمة صنعاء، منتصف يناير الماضي، بحضور سامي الحاج رئيس لجنة الحقوق والحريات في قناة الجزيرة وممثلي العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية، كما نظمت اللجنة العديد من الحملات الإعلامية بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية المهتمة بحقوق الإنسان. وأوضح بأن اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين اليمنيين في السعودية، عبارة عن تحالف مدني يضم إلى جانب شخصيات حقوقية وممثلين عن أهالي المعتقلين عدداً من المنظمات الحقوقية، من بينها: منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان، منظمة هود، منظمة سجين، صحفيات بلاقيود، المرصد اليمني لحقوق الإنسان، منظمة الكرامة. وقال عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين اليمنيين في السعودية عبدالله بن غالب الحميري إن وفداً من لجنة الدفاع عن المعتقلين التقى سفير المملكة العربية السعودية بصنعاء علي محمد الحمدان، حيث وعدهم السفير السعودي بأن يتبنى رفع مطالبهم إلى حكومة بلاده، على اعتبار أنه "لا يملك صلاحية حسم هكذا موضوع". وتشير بعض المعلومات إلى وجود ما لايقل عن ثلاثة آلاف يمني معتقل في سجون المملكة العربية السعودية، الغالبية العظمى منهم بدون محاكمات أو أي إجراء قانوني.