بعد (35) عاماً، من اغتياله، اثبت الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي أنه لايزال حياً في قلوب مئات الآلاف من اليمنيين، والذين خرجوا في الذكرى الخامسة والثلاثين لإلقاء التحية على رجل وهب حياته من اجل كل اليمنيين، فآلاف الشباب الذين لم يشهدوا عصره بل التمسوا ريحه (مسك) ذلك العصر الذهبي من آبائهم الذين عايشوه وهناك آلاف الشباب ايضاً ولدوا بعد سنوات من استشهاده إلا أنهم جاهروا في حبه وفي مشهد بعث الكثير من الرسائل للقتلة، وكذلك للقائمين على الوضع الحالي في البلد. فاليمنيون يطالبون الرئيس الحمدي بالعودة حيث هتف جموع المشاركين في مسيرة الخميس التي انطلقت من ساحة التغيير بصنعاء وتوقفت في مقبرة الشهداء مرقد الشهيد الحمدي بالقول "ياحمدي عود عود.. شعبك يذبح في الحدود"، ورغم اختلاف الكثير من اليمنيين وانقسامهم فكرياً الا ان مسيرة الوفاء للرئيس الحمدي وحدت الجميع والتف حول تلك المسيرة الآلاف من الناس حيث وضع شباب الألفية الثالثة عقوداً وأكاليل من الورود على ضريحه في تعبير عن الحب والود منقطع النظيرين والذين يكنه الشعب اليمني لهذا الرئيس. ولم تكن تلك المسيرة الوحيده التي نظمها الشباب بل نظمت مسيرة اخرى سميت ب "مسيرة اغتيال المشروع الوطني الحديث"، حيث شارك فيها آلاف اليمنيين من مختلف أطيافهم وتوجهاتهم وبينهم أكاديميون وأطباء ومحامون وصحفيون، وكانت نقطة التجمع في جولة جولة النصر (كنتاكي سابقاً) ومن ثم أخذت المسيرة خط سيرها باتجاه شارع الزبيري في قلب العاصمة صنعاء واتجهت صوب مقبرة الشهداء ومن ثم باب اليمن حيث ووري جثمان الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله الحمدي. واصطف الحاضرون في المقبرة لقراءة الفاتحة على روح الشهيدين، ومن ثم وضع أكاليل الزهور والورود على قبريهما، وشوهدت أخت الراحل وهي تبكي على القبر، وقال أحد بيانات المسيرة "إن الحمدي لم يمت وهو خالد في قلوبهم وإن المشروع الوطني الحديث اغتيل باغتياله, ولن يتركوا مرتكبي تلك الجريمة البشعة يفرون مما اقترفوه".وفي محافظة تعز، خرج عشرات الآلاف من أهالي المحافظة صباح الخميس لتحية قائد الحركة التصحيحية 13 يونيو(74) ورئيس الجمهورية. وطالب جموع المتظاهرين بإعدام قتلة الحمدي وكل الشهداء الذين سقطوا منذ ذلك الحين وحتى اليوم، وهتفوا "الحمدي ضحى بالدم والقاتل لازم يعدم" و"يا (...) خبرك عندي أنت قاتل الحمدي". كما طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في اغتيال إبراهيم الحمدي والكشف عن المخفيين قسرياً من ذلك اليوم وحتى اليوم, وتقديم الجناة للعدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع. وفي سياق متصل قالت الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بأن فؤاد محمد محمد الحمدي تعرض مساء أمس الأول لمحاولة اغتيال بالقرب من جولة المصباحي بالعاصمة صنعاء. ودانت الامانة محاولة الاغتيال ، معتبرة هذه المحاولة شروعاً بالقتل لأحد أفراد اسرة الشهيد ابراهيم محمد الحمدي جراء مواقفها ونشاطها للمطالبة بفتح تحقيق في جريمة اغتيال الشهيد الحمدي ومحاكمة القتلة والتهديد بنقل الملف للمحاكم الدولية . ودعت الأمانة العامة للتنظيم الناصري الجهات المختصة لتحمل مسؤولياتها والقبض على الجناة الذين أطلقوا رصاصاتهم الغادرة صوب سيارة فؤاد الحمدي بعد تهديد لفظي ولاذوا بالفرار. وأكدت أن مطلب التحقيق في جريمة اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي ومحاكمة القتلة مطلب شعبي لكل اليمنيين . وفي ذات السياق تصاعدت المسيرات المؤيدة ل"الزمن الجميل" استمرت حتى أمس الأول الاثنين حيث نظمت مسيرة حاشدة شارك الآلاف فيها، توجهت إلى وزارة حقوق الإنسان ومكتب الأممالمتحدةبصنعاء للمطالبة بفتح التحقيق بجريمة إغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله، وتبني ملف المختفين قسرا من قادة حركة 15 أكتوبر الناصرية وبقية المختفين قسرا . وتقدم التنظيم الناصري واسر الشهداء والمخفيين قسرا برسائل إلى وزارة حقوق الإنسان ومكتب الاممالمتحدةبصنعاء طالبوا فيها بفتح التحقيق في جريمة اغتيال الحمدي والمخفيين قسرا. من جهتها قالت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور إن الوزارة مستعدة لفتح كل ملفات المخفيين قسرا وجرائم القتل بحق النشطاء السياسيين ونشطاء الثورة السلمية بما فيها ملف الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي. وقالت مشهور أمام الآلاف من المتظاهرين من اسر المخفيين قسرا وشهداء حركة 15 اكتوبر 1978 إن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وتعد من الجرائم الجسيمة ، مؤكدة وقوع انتهاكات كبيرة في عام 78م وأعوام مختلفة بما فيها العام 2011م أثناء الثورة الشعبية حيث تم إخفاء العديد من النشطاء السياسيين ونشطاء الثورة، وان الوزارة تتعامل مع هذه القضايا بجدية واهتمام كبيرين. وأوضحت أن المعنيين بالشكاوى في الوزارة سيجلسون مع قانونيين من أسر المخفيين قسريا والمجهولة جثامينهم لإعداد ملفات مستكملة ومخاطبة النائب العام لفتح ملفات تلك الجرائم. ورحبت مشهور بأسر المخفيين والشهداء ، مؤكدة تفهم الوزارة لقضاياهم واستعدادها لتبنيها حتى يتحقق الإنصاف لذويهم. وأكدت أن حق المعرفة بات مبدأ عاماً كرسته المعاهدات والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني ومن حق الشعب اليمني ذوي الضحايا وأسرهم أن يعرفوا حقيقة الانتهاكات والجرائم التي تعرض لها الشهيد إبراهيم الحمدي ورفاقه وأن تتعرف أسرهم على مرتكبيها وأن يكون لهم الحق والكلمة الفصل في محاسبة ومحاكمة مرتكبي تلك الجريمة البشعة أو العفو عنهم بإرادتهم باعتبار أسرة الشهيد إبراهيم الحمدي وأخيه ورفاقه هم الوحيدون الذين يملكون حق العفو بعد الاعتراف الصادق وإعلان التوبة والندم وطلب الصفح من الجناة. كما أكد التنظيم الناصري على حق المجتمع في معرفة حقيقة منفذي تلك الجريمة ودوافعها للاستفادة من عبره في تنظيم شئون الحاضر والمستقبل لتحقيق الاستقرار وتجاوز الأخطاء. مطالبا وزارة حقوق الإنسان بتبني هذه القضية الإنسانية والطلب من النائب العام مباشرةً التحقيق الجدي بهذه القضية مع كافة الجهات والأفراد المسئولين عن هذه الجريمة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتقديم مرتكبيها للمحاكمة العادلة.