بينما هدأت حدة المظاهرات ضد الفيلم الأمريكي المسيئ للإسلام واكتفت اللجنة التنظيمية للثورة بالصلاة في الستين الجمعة الماضية، وفي الوقت الذي لم يتم إثارة الرسوم الكاريكاتورية الفرنسية المسيئة للرسول -صلى الله عليه وسلم- انتقل الاحتجاج العنيف من الشارع إلى تنديد للعلماء، وتصدر الشيخ والقيادي في حزب الإصلاح عبدالمجيد الزنداني لمهاجمة المارينز الأمريكي معتبراً إياهم غزاة.. الزنداني -وفي حديث مع قناة الجزيرة الانجليزية- أشار إلى أن الدين الإسلامي يحرم الاعتداء على من يدخل اليمن بتأشيرة سفر قانونية بما فيهم المدربون الذين تستخدمهم الحكومة , معتبرا ان المارينز الذي قدم الى اليمن قوة احتلال للتوسع لاحقا. وقال: "ديننا يحرم الاعتداء على كل من يدخل بلادنا بتأشيرة سفر قانونية. و يجب أن تمثل التأشيرة حماية له. لكن هناك فرقاً بين ذلك وبين أن تدخل قوات أجنبية وتقتل الناس بطائرات من دون طيار.. هناك مدنيون وربما مدربون عسكريون تستخدمهم الحكومة، وهؤلاء تُضمن لهم الحماية, لكن أن تجلب قوة احتلال للتوسع لاحقاً، هذا ما نرفضه". و ندد الزنداني بالهجوم على السفارة, لكنه قال أنه ينظر إلى المارينز كغزاة، حيث دعا الشيخ عبدالمجيد الزنداني لطرد جنود المارينز الأمريكي من اليمن ومنع بقائهم تحت أية ذريعة. الزنداني اطلق تحذيرا شديد اللهجة موجهة الى الرئيس عبدربه منصور هادي بشأن قرارات لجنة الحوار, معبرا عن استيائه من عدم ضم العلماء. وكان الزنداني قد شن هجوما لاذعاً على الولاياتالمتحدة لتدخلها في شؤون اليمن، وقال إنها خرقت الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تنظم عمل السلك الدبلوماسي في العالم. وقال: «الرئيس السابق كان يتستر على القوات الأمريكية بشنها غارات على المناطق اليمنية، وان على الرئيس الحالي الذي وصل الرئاسة بسبب الثورة ان يحمي البلاد وسيادته من أية قوات أجنبية». وفي لقاء آخر مع (الجزيرة مباشر) حمّل الزنداني الحكومة اليمنية مسؤولية التواجد الامريكي باليمن والغارات الجوية الامريكية، التي قال انها تقتل من تريد من اليمنيين وتنتهك السيادة والدستور والقيم الدينية الاسلامية التي توجب على الحكومة حماية شعوبها. وحمّل الحكومة اليمنية مسؤولية انتهاك السيادة اليمنية من قبل القوات الامريكية، وقتل اليمنيين بالطائرات دون طيار، وقال ان ذلك يعد مخالفة للدستور والدين الاسلامي وينبغي على الحكومة ان تضع حداً لذلك التدخل الذي قال انه يعد انتهاكا للسيادة والدستور والدين الاسلامي. وهدد بيان صادر عن جمعية علماء اليمن التي يرأسها الزنداني بعقد مؤتمر شامل يضم جميع القوى اليمنية لمناقشة أوضاع البلاد واتخاذ إجراءات لازمة تجاهها، في حال لم تًعِد الدولة النظر في تشكيلة لجنة الحوار وضم جميع القوى والشرائح من العلماء والقضاة وشيوخ القبائل والعسكريين ورجال الأعمال والقوى والأحزاب التي استبعدت. ودان البيان كافة أشكال التدخل الأجنبي والمساس بسيادة اليمن وأمنه واستقراره، واعتبروا ذلك «خيانة عظمى طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية والقوانين النافذة». وطالب الحكومة اليمنية «بحماية الأجواء اليمنية والإيقاف الفوري لعملية القتل التي ينفذها سلاح الجو الأمريكي على الأراضي اليمنية، وإجراء تحقيق فوري في تلك الجرائم وتعويض اسر الضحايا والمتضررين تعويضا عادلاً». كما طالب البيان الحكومة إلى «سرعة إخلاء الأراضي والمياه الإقليمية اليمنية من القوات الأجنبية ومنع بقائها تحت أية ذريعة كانت وتنفيذ قرارات مجلس النواب في ذلك، لأن بقاءها واستمرارها يخالف شريعتنا ودستورنا وقرار مجلس الامن والأعراف والقوانين الدولية ويجعلها قوات محتلة يجب مقاومتها». ودان البيان الفيلم المسيئ للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، والذي أنتج في الولاياتالمتحدةالامريكية، مؤكداً بأن تلك الإساءة إلى جميع الأنبياء الذي امرنا نبينا بتوقيرهم وتعظيمهم، كما تمثل إيذاء واستفزازا لأكثر من مليار ونصف المليار من المسلمين». واستنكر ما قام به المتظاهرون من اقتحام للسفارة الأمريكيةبصنعاء. كما دعا البيان الجماعات المسلحة -التي لم يسمها - إلى إطلاق سراح المختطفين وفي مقدمتهم القنصل السعودي والسويسرية، إضافة إلى دعوة الجهات الأمنية لإطلاق سراح الشباب المعتقلين خارج إطار القضاء. وحذر العلماء مما أسموها ب«المخططات الخارجية التي تسعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي اليمني وتمزيقه واقلاق السكينة العامة ونشر اعمال الفوضى والتخريب وزرع بذور الفتنة والشقاق بين ابناء المجتمع اليمني المسلم». وكان مفتي تعز سهل إبراهيم بن عقيل باعلوي قال إن هناك خنوعاً رسمياً وحزبياً ورئيسياً وحالة من الهوان أمام الوجود الأمريكي المسلح على الأراضي اليمنية. وأضاف الشيخ سهل إبراهيم بن عقيل: وصلنا إليها حتى أصبحنا شعباً بلا دولة ذات سيادة، على حد تعبيره. وقال بن عقيل في تصريح ل"اليمن اليوم" : لا يختلف اثنان أن اليمن الدولة قد بيعت وذبحت بأياد من الخونة وصفهم ب"أبنائها الذين يتسابقون على خدمة أمريكا ويتفانون في ذلك ويتعهدون في تقديم المزيد مقابل الاستقواء بها في الصراع على السلطة. وأكد أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة، غير قادرة على أن تقول أكثر مما قالته، وهو التبرير لدخول قوات المارينز إلى صنعاء باعتبارها حالة استثنائية مؤقتة. وقال ابن عقيل "الموقف هذا وحده يكفي لأن تسقط هذه الحكومة التي لا تستحق البقاء ليوم واحد".. وزاد "هذه الحكومة أضعف وأعجز من أن ترفض وجود قوات من المارينز الأمريكي على الأراضي اليمنية لأنها أصلاً ولدت ميتة لهذا الغرض من قبل من نريد اليوم أن تقول لهم لا". وقارن الشيخ ابن عقيل بين موقف مشائخ وعلماء حزب التجمع اليمني للإصلاح سابقاً من الوجود الأجنبي في اليمن وبين مواقفهم اليوم عندما أصبحوا الأكثر حظوة في السلطة. وقال "بالنسبة لي شخصياً لم أتفاجأ إزاء هذا التبدل وكل المطلعين على التاريخ السياسي لليمن المعاصر أعتقد أنه لم يتفاجأ بناء على مواقف من الستينيات والسبعينيات والثمانينيات بداية من مقتل الزبيري - رحمه الله - ولكن بالنسبة للعامة المخدوعين بالشعارات لا شك أن هذا الموقف وغيره من المواقف التي شهدتها بلادنا مؤخراً قد نفضت الغبار لتظهر الحقائق جلية وأن الارتزاق فنون، وما دامت الغاية دنيئة يمكن للمرء، طالت لحيته أو قصرت، أكانت عمامته بيضاء أم سوداء، أن يبيع ويتنازل وينقلب على أي شيء في سبيل الوصول إليها. وهاجم المفتي الشيخ سهل إبراهيم بن عقيل -في ختام تصريحه- المتحدثين سياسياً وعسكرياً ودينياً عن حركات الشباب الاحتجاجية أثناء الأزمة، معتبراً إياهم "مجرد لصوص". وقال "أثبتت الأحداث أن هؤلاء ليسو ثواراً ولا علاقة لهم ولا يهمهم أمر الوطن والمواطن في شيء، بل لن نجافي الحقيقة إن قلنا إنهم لصوص يتصارعون على المحصول.