أعلن تنظيم القاعدة في اليمن مؤخرا عن جائزة مالية لمن يقتل السفير الأمريكي في اليمن حيث أعلن التنظيم عن تقديم 4 كيلو ذهب كجائزة لمن يأتيه برأس السفير الأمريكي فايرستان وهو ما عده محللون تحولاً جديدا في صراع بين القاعدة والولاياتالمتحدة، وجاء الإعلان عقب تعرض القاعدة في رداعوحضرموت لعمليتين نفذتها طائرات أمريكية بدون طيار أدت إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم، حيث اعترف التنظيم بمقتل خمسة من عناصره في الهجوم الذي شنته الطائرات الأمريكية في منطقة مسيال سمعون شمال مديرية الشحر بمحافظة حضرموت الأسبوع الماضي، وذكرت شبكة قضايا الأمة التي تعني بشأن أخبار الجهاد والمجاهدين (حسب وصف الموقع ) أن الغارة الجوية أسفرت عن مصرع كل من عبدالله ابو بكر باوزير، نبيل سالم زين الكلدي، مسعد النهدي، ولم يذكر الموقع أسماء الاثنين الآخرين، الذي أكد مقتلهما في الغارة. وفي سياق متصل صعدت الولاياتالمتحدة من حربها الاستباقية ضد القاعدة في اليمن خلال العام المنصرم ولم تكتف بالضربات الجوية التي نفذتها طائرات بدون طيار وطائرات ال f16 التي كشف عن مشاركتها في الحرب على الإرهاب، بل عززت تواجدها بقوات بشرية تحت مختلف المبررات لمساعدة الحكومة اليمنية في الحرب على الإرهاب، حيث استقبلت اليمن مايقارب ال 200 جندي أمريكي خلال العام المنصرم الذي خاضت فيه القوات الحكومية مواجهات مفتوحة مع المئات من عناصر القاعدة الذين سيطروا على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين منتصف العام 2011م ، ونجحت في دحر أنصار الشريعة في يونيو الماضي لتستعيد المدينة. إلا أن التنظيم ظل حاضراً في عملياته النوعية التي نفذها ضد عدد من القيادات العسكرية وقيادات اللجان الشعبية التي ساندت القوات الحكومية في حربها على أنصار الشريعة في زنجبار وحبان شبوة، حيث اتسعت عملياتها إلى عدد من المحافظات خلال مايو - ديسمبر الماضي بعد عودته إلى استراتيجيته السابقة التي تعتمد الهجمات المباغتة بعد فشل تجربة الظهور العلني والمواجهات المباشرة. بل إن أخطاء الضربات الأمريكية في عدد من المناطق القبلية، والتي أودت بحياة العشرات من الأبرياء زادت من الكراهية تجاه الولاياتالمتحدة، وتسببت في انضمام الشباب إلى القاعدة للانتقام، خصوصا في أوساط القبائل اليمنية . وفي حين قدرت تقارير إعلامية دولية ضربات الطائرات الأمريكية على القاعدة في اليمن عام 2012م ب53 ضربة بزيادة 35غارة جوية عن العام 2011م بنسبة ارتفاع تفوق ال 200% عن العام 2011م، الذي لم تتجاوز فيه الضربات الأمريكية ال 18 ضربة، قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية الأسبوع الماضي بأنّ الطائرات الأمريكيةِ بلا طيار تَقتلُ المدنيين في اليمن بينما الحكومة اليمنية تُحاولُ إخْفاء الحقيقةِ. واستشهدت الصحيفة الأمريكية في تقرير بحادثة شاحنة التويوتا التي تقل على متنها 14 راكبا في رداع كمثال على الضربات العمياء، التي تقوم بها الطائرات الأمريكية، وشرحت في تقريرها أن الشاحنة كانت, "تتوغل في الطريق الصحراوي إلى مدينة رداع والتي كانت ذات مرة تحت سيطرة متشددي القاعدة، فجأة سقط صاروخ من السماء وقلب الشاحنة رأساً على عقب." وحسب التقرير, فإن الحكومة اليمنية قالت إن المُسْتَهْدفين في الغارة الجوية في 2 ديسمبر كانوا من مقاتلي القاعدة والطائرة المنفذة للغارة, مصنوعة من أيام السوفييت, تابعة لها. ولكن زعماء قبائل ومسئولين يمنيين في وقت لاحق قالوا إن الهجوم كان أمريكيا، وأن كل ضحايا الهجوم كانوا من المدنيين يعيشون في قرية قريبة من مدينة رداع وسط البلاد.