بعد اثنين وعشرين عاما من الإعداد والتحضير، عقد حزب الحق المصنف على تيار "حسن زيد"، مؤتمره العام الأول أمس الخميس في المركز الثقافي بصنعاء وسط إجراءات أمنية غير مسبوقة، في حين يعقد حزب الحق الذي يقوده محمد المنصور، لقاءا موسعا لقيادة الحزب في العاصمة وفروعه في المحافظات. واتسم المؤتمر الأول لحزب " حسن زيد" بحضور مسؤولين، في حزب المؤتمر الشعبي، وحزب الرشاد السلفي، وحزب التضامن الوطني وقيادات قبلية وسياسية ودينية، إضافة إلى حضور السفير الإيراني لدى صنعاء، في حين قاطعت قيادات أحزاب اللقاء المشترك حضور مراسم افتتاح أعمال المؤتمر الأول، واقتصرت مشاركتهم على حضور ممثلين لحزب الإصلاح، تمثل في رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، زيد الشامي، ورئيس الدائرة السياسية لفرع الإصلاح في إب، أمين الرجوي. ومن شأن الحضور الرسمي لقيادات الأحزاب، من غير المشترك، أن يعطي زخما لتيار حسن زيد في حزب الحق. وعلق زيد، على حضور الأحزاب بقوله " معنا من المؤتمر أكثر، ومن المشترك اثنين"، في إشارة منه إلى حضور رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الإصلاح، وممثل عن التنظيم الوحدوي الناصري. وتصدر المشاركين في حفل افتتاح المؤتمر، نائب رئيس مجلس النواب محمد الشدادي، والأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والقيادي في حزب الإصلاح، زيد الشامي، والأمين العام لحزب الرشاد السلفي، عبد الوهاب الحميقاني، ورئيس حزب التضامن الوطني حسين الأحمر، والمسوؤل عن مركز بدر العلمي الدكتور المرتضى زيد المحطوري، والزعيم في المذهب الزيدي، إبراهيم الوزير، ورئيس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح في محافظة إب، أمين الرجوي، إضافة إلى مشاركة وزراء في حكومة الوفاق، مثل وزير الخدمة المدنية نبيل شمسان، وعبد السلام رزاز وزير المياه والبيئة. وكان من الملفت حرص " حسن زيد" على ذكر الأسماء أثناء ترحيبه بهم في كلمته، مصحوبا بإشادات لمواقف البعض منهم. وقُبيل، عقد المؤتمر، أرسل " محمد المنصور" والذي يطلق على نفسه القائم بأعمال الأمين العام لحزب الحق، رسالة إلى أحزاب المشترك حملها المسؤلية الأخلاقية و السياسية في الحفاظ على وحدة الحزب و إخراجه من أزمته و السير به نحو المؤتمر العام. وقدم " حسن زيد" في بداية كلمته، شكره لرئيس حزب التضامن الوطني، حسين الأحمر، على دعمه للحزب في إقامة مؤتمره.. مضيفا أن شكره للأحمر" دينا عليه"، ول" مساهمته في توفير الكثير من الدعم لي شخصيا لإنجاح هذه الفعالية". وعزا " زيد، سبب تمكن حزبه من عقده مؤتمره الأول خلال الفترة الماضية، إلى العوائق التي وضعها النظام السابق، والتي عدها " مواقف سلبية " منه وكانت هي من جملة الأسباب التي حالت دون عقد المؤتمر الأول للحزب "، لكنه اعتذر للسلطة عن تلك المواقف بسبب " ما انطلى على ذهنها من مواقف فكرية عن الحزب". كما أشار إلى عقد المؤتمر التأسيسي بمحافظة صعده في عام 1992م بمخيم الفتح والذي حضره أكثر من 25 عاما، متحدثا عن دفع حزبه ثمنا باهظا نتيجة لمواقفه في حرب صيف 1994م والتي رفضها في حينه. وأكد، الأمين العام لحزب الحق، ضرورة المصالحة الوطنية، التي قال إنها " لا يمكن أن تتحققإلا بتحقيق العدالة الانتقالية، وان تسلم جميع القوى السياسية بضرورة العيش المشترك، كون التاريخ والظروف الراهنة أكدت استحالة إنفراد أي قوة بالسلطة في اليمن، مشيرا في ذات الوقت إلى استحالة سيطرة قوة سياسية واحدة مهما كانت على كل أرجاء البلاد أو تتحكم فيها، وأن تجارب التاريخ تؤكد ذلك، وأن بعض القوى تمكنت من السيطرة على بعض أجزاء اليمن، إلا أن الأمن لم يكن يدوم طويلاً. ودعا، "حسن" القوى السياسية إلى الإقرار بمبدأ المواطنة المتساوية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإكمال أهداف ثورة الشباب السلمية، لبناء دولة مدنية حديثة وإرساء مبادئ الحكم الرشيد، وصولاً إلى التغيير المنشود، لضمان استقرار وأمن اليمن، لافتا إلى معاناة اليمن كثيرا من الصراعات السياسية التي استخدم فيها السلاح، وكلفت اليمن كثيرا من الدماء، مؤكدا أن الوقت حان لليمنيين أن يتحرروا من فكرة السيطرة على البعض، ونبذ العنف والتطرف وغرس قيم ومفاهيم العيش السوي لكافة شرائح المجتمع". وأشار، الأمين العام لحزب بأن الفرصة متاحة أمامنا من خلال العمل لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني وهو آخر فرصة للجيل الحالي، للتكفير عن خطاياه التي ارتكبها، وأهمها إفساد تجربة الوحدة باستبعاد الشريك الذي تم عقد الوحدة معه، مبينا أن الشريكين اللذين أنجزا الوحدة ارتكبا في البداية بعض الأخطاء تتعلق بالتحضير والإعداد. وفيما كان مقررا أن تلقى كلمة عن أحزاب تكتل اللقاء المشترك، وفقا لبرنامج الإفتتاح، وهو الأمر الذي لم يتم بسبب تغيب قيادة المشترك، ألقيت كلمات لكل الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام لقطاع الفكر والثقافة والاعلام الدكتور احمد عبيد بن دغر، و رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح زيد الشامي الذي القى كلمة عن أحزاب اللقاء المشترك و أمين عام حزب التضامن الدكتور جلال فقيرة ، و أمين عام حزب الرشاد السلفي الدكتور عبد الوهاب الحميقاني ، ورئيس اللجنة التحضيرية لحزب العدالة والبناء محمد علي ابو لحوم، والعلامة ابراهيم بن محمد الوزير عن الضيوف ، وآمال الكبسي عن قطاع المرأة في حزب الحق، وعلي عبد الحق ممثل المهمشين في الحزب ، أعلنوا مباركتهم فيها لأعضاء حزب الحق بانعقاد المؤتمر العام الأول للحزب، متمنين للمؤتمر العام النجاح والخروج بقرارات تعزز المسيرة الديمقراطية في البلد. وأكدت الكلمات، أن انعقاد مؤتمر حزب الحق الأول، رسالة سلام وطمأنة للداخل والخارج، بأن القوى السياسية في اليمن قد عزمت أمرها واتخذت طريق العمل السياسي الذي يفضي إلى بناء الدولة المدنية وتقديم البرامج والخدمات والتنافس الشريف في سبيل خدمة الوطن والمواطن، حسب ما ذهب إليه " زيد الشامي". وشدد، بن دغر في كلمته على أهمية إعادة النظر في شكل النظام الحالي والحرص على إعطاء السلطات المحلية كافة الصلاحيات تحت راية الوحدة والدولة والهوية الواحدة والجيش الواحد، والتركيز على آلية اختيار دولة جاذبة لا طاردة خصوصاً في المحافظات الجنوبية والشرقية. وأوضح، الحميقاني في كلمته أن أساس الخلاف ليس الهوية او الشريعة التي تتفق عليها كافة الأطياف السياسية، وإنما الخلاف في شكل وأسلوب إدارة الدولة والمؤسسات والمناطق، بحيث تنظم العلاقة في شئون الحكم وتجعل من التداول السلمي للسلطة أساسا لا يتم التقاتل عليه، ولكن يتم التنافس بالأسلوب الأمثل والحضاري، داعيا إعلاء ثقافة التعايش والقبول بالآخر بخصوصيته دون إكراه او فرض او وصاية، ونبذ العنف والتطرف والتعصب، ونشر ثقافة التسامح والإخاء والمحبة والوئام في كافة شرائح. ويناقش المؤتمر على مدى يومين مشروع تعديل النظام الأساسي وإقراره، وكذا استعراض البرنامج والتقرير السياسي للأمانة العامة وإقراره، فضلا عن استعراض تقارير اللجان التنظيمية، وتشكيل لجان تنظيمية جديدة متخصصة في الحزب، إضافة إلى انتخاب رئاسة للمؤتمر العام وهيئات جديدة للحزب وفقاً للنظام الأساسي المُقر.