عقد حزب الحق اليمني أولى جلسات مؤتمره العام الأول اليوم الخميس بالعاصمة صنعاء، وسط خلافات داخل الحزب. المؤتمر الذي عقد جلسته الافتتاحية المفتوحة بحضور ضيوف من خارج الحزب، قبل أن يعقد جلساته المستمرة ليومين متتالين، هو الأول منذ انعقاد المؤتمر التأسيسي قبل نحو عشرين عاماً.
لكن هذا المؤتمر يأتي وسط خلافات بين قيادة الحزب. حيث وجه القيادي محمد المنصور -الذي يتنازع مع حسن زيد الأمانة العامة للحزب- رسالة لتكتل أحزاب اللقاء المشترك اتهم فيها زيد ب«نسف التفاهمات ومحاولة شق الحزب».
وافتتحت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي ينعقد في قاعة المركز الثقافي بآي من الذكر الحكيم ثم النشيد الوطني، تلاه كلمة الحزب التي ألقاها حسن زيد.
وقد استغل ترحيب حسن زيد غالبية وقت كلمته، والتي كان يرحب فيها بالشخص بعد مديحه والثناء عليه، وقال إنه كان يتوقع حضوراً أكثر مما هو موجود في القاعة.
وأشاد زيد بحسين الأحمر رئيس اللجنة التحضيرية لحزب التضامن كثيراً، وقال إنه قدم له شخصياً وللحزب الكثير من الدعم، إضافة إلى دعمه لإنجاح هذه الفعالية (المؤتمر الأول).
تحدث عن مراحل الحزب، وعن المواقف السلبية التي كان يواجهها من قبل النظام السابق، والتي برر عدم انعقاد المؤتمر الأول للحزب منذ عشرين عاماً بوجود هذه المواقف.
وقال إن الحزب تعرض للكثير من العقبات والعراقيل ودفع أثماناً باهظة إزاء مواقفه تجاه بعض القضايا، إضافة إلى توجهه الفكري.
ووجه شكره للسفير الإيراني في صنعاء محمود زاده، وقال إنه وجه الدعوة لعدد من السفراء لكن لم يتكرم أحد بالحضور سوى سفير جمهورية إيران الإسلامية.
ولم يتحدث عن مستقبل الحزب في المعترك السياسي وما هي الخطوات التي سيتخذها في إطار لملمة الخلافات الموجودة داخل الحزب.
وشهدت الجلسة حضور شخصيات قيادية وبعض الوزراء كوزير الخدمة المدنية نبيل شمسان، ووزير الاتصالات أحمد عبيد بن دغر، وأعضاء من مجلس النواب يتقدمهم نائب رئيس المجلس محمد الشدادي، إضافة إلى أعضاء المؤتمر، لكن بالمقابل غاب عدد من قيادات الحزب الرافضين لانعقاد المؤتمر في هذه الفترة.
المؤتمر الذي انعقد تحت شعار (المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية أساس بناء الدولة المدنية الحديثة)، ألقيت فيه العديد من الكلمات لشخصيات بارزة، حيث ألقى الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الدكتور أحمد عبيد بن دغر كلمة قال فيها إنه لم يُعِد لها، بسبب عدم علمه بانعقاد المؤتمر إلا قبل دقائق من مجيئه.
ونقل بن دغر تحية نائب رئيس المؤتمر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ونقل أيضاً تحية الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وركزت كلمة بن دغر على الحديث عن الوحدة اليمنية وضرورة إيجاد دولة لا مركزية من شأنها أن تشرك أبناء الشعب اليمني في السلطة والثروة التي «يتنازع عليها الجميع».
وألقى البرلماني الإصلاحي زيد الشامي كلمة وصف فيها حضوره مؤتمر حزب الحق ب«اللحظات السعيدة»، بعد انتظار طويل وحديث مع زملائه في البرلمان بشأن انعقاد هذا المؤتمر.
وقال إن انعقاد مؤتمر حزب الحق رسالة أمن وسلام وطمأنة للداخل والخارج، بأن الأحزاب السياسية اختارت العمل السياسي نهجاً لها.
ودعا الشامي أعضاء حزب الحق وكل الأحزاب إلى إعلاء ثقافة التعايش والقبول بالآخر ونبذ العنف، وهو ما وافقه على ذلك أمين حزب الرشاد السلفي الدكتور عبدالوهاب الحميقاني - في كلمة ألقاها خلال المؤتمر - دعاهم فيها إلى ترك البندقية والإسهام في نزع فتيل العنف بمحافظة صعدة.
وألقى الدكتور جلال فقيرة كلمة عن حزب التضامن الوطني باعتباره أمين عام الحزب، نقل فيها تهاني الحزب ممثلة برئيس الهيئة التأسيسية الشيخ حسين الأحمر الموجود في قاعة المؤتمر.
كما ألقيت كلمة عن تنظيم العدالة والبناء ألقاها رئيس اللجنة التحضيرية محمد أبو لحوم هنأ فيها أعضاء حزب الحق انعقاد مؤتمرهم، وأشاد بدور شباب الثورة.
القيادي في حزب الحق إبراهيم الوزير ألقى من جانبه كلمة أمتدح فيها حسن زيد ودعا له بالثبات، كما أدرجت ضمن جلسة الافتتاحية كلمة للنساء لم تتجاوز الدقيقتين رحبت المتحدثة بالحضور وأشادت بقيادة الحزب.
وسيستكمل المؤتمر أعماله الجمعة ببيان ختامي بعد إقرار للنظام السياسي والبرنامج السياسي وانتخاب هيئات الحزب وعرض تقارير اللجان ونتائج انتخابات الهيئات.