تكبدت اليمن 3 مليارات و166 مليون دولار جراء الاعتداءات المتواصلة على أنابيب النفط والغاز خلال العام 2012م. وقال مدير عام الإنتاج في هيئة استكشاف النفط عبدالسلام الكامل في حديث لصحيفة الثورة الرسمية: إن تخريب أنابيب النفط يؤدي إلى توقف عملية النقل لنحو 100 ألف برميل يومياً وتصديرها إلى الخارج. واشار إلى أن مثل هذه الأعمال تؤدي إلى توقف الإنتاج وتلحق أضراراً بالغة في عمليات التشغيل والصيانة وتوقف عملية النقل. وفي ذات السياق تصاعد الهجوم على أنابيب النفط في محافظة مأرب خلال الفترة الماضية حيث ارتفعت إلى عمليتين تخريبيتين في أقل من أسبوع, حيث أقدم مسلحون مجهولون يوم الأربعاء الماضي على تفجير أنبوب تصدير النفط بنقطة كيلو 93 بمديرية صرواح, وفي وقت متأخر من مساء الجمعة الماضية أقدمت عناصر تخريبية على تفجير أنبوب النفط بمنطقة العرقين بوادي عبيدة. وتزامنت الهجمات على أنابيب النفط وخطوط نقل الكهرباء الغازية التي تزود الجمهورية ب 400 ميجاوات مع اقتراب انعقاد مؤتمر الحوار الوطني المزمع تدشينه الاثنين القادم في العاصمة صنعاء حيث تم تسجيل اعتداءين على خطوط نقل الطاقة في أقل من 24 ساعة الأسبوع الجاري. وفي ذات الاتجاه نقلت وكالة "رويترز" عما قالت إنه بيان للحكومة اليمنية إن سعر البيع الرسمي لخام المسيلة تحميل مايو أيار تحدد بعلاوة قدرها 0.95 دولار للبرميل فوق سعر برنت وذلك بزيادة 40 سنتا عن الشهر السابق. وبحسب البيان الصادر في ساعة متأخرة من يوم الأحد اشترت أركاديا مليوني برميل من 2.1 مليون برميل من خام المسيلة عرضها اليمن. وحددت الحكومة سعر البيع الرسمي لشحنات مايو من خام مأرب الخفيف عند نفس مستوى برنت دون تغيير عن أبريل نيسان. وستشتري شركة مصافي عدن كل المعروض من خام مأرب الخفيف والبالغ 1.9 مليون برميل. وكان تقرير حكومي قد أشار إلى أن عائدات الحكومة اليمنية من إيرادات النفط المصدر سجلت ارتفاعا بنسبة 57 بالمائة خلال العام المنصرم 2012م مقارنة بتقديرات الحكومة لنفس العام. وأوضحت إحصائية مالية أن إيرادات النفط المصدر عام 2012م بلغت 764.3 مليار ريال يمنى (3.5 مليار دولار) مقارنة بالإيرادات المقدرة لنفس الفترة والبالغة 483.9 مليار ريال يمنى(2.2 مليار دولار) بزيادة تبلغ 280.3 مليار ريال يمنى(1.3 مليار دولار). وكان خبراء اقتصاد قد أعربوا عن مخاوفهم من انخفاض قيمة الصادرات النفطية خلال العام الماضي 2012م وذلك نتيجة التفجيرات المتكررة لأنبوب تصدير نفط مأرب. ويعتبر النفط السلعة الرئيسة للصادرات اليمنية للخارج، حيث يمثل نحو 90 بالمائة من إجمالي الصادرات كما يعتبر المصدر الرئيس للنقد الأجنبي. ولا تزال الصادرات غير النفطية تمثل نسبة ضئيلة في هيكلة الصادرات اليمنية، والتي لا تتعدى 6 بالمائة بينما تمثل الصادرات النفطية ما بين 90 و95 بالمائة . وفي سياق صلة أكد مراقبون اقتصاديون أن العمليات التخريبية التي تطال أنابيب النفط والغاز تستهدف بصورة مباشرة الاستقرار التنموي والمعيشي للمواطنين.. مشددين على أن مثل هذه العمليات التخريبية تكلف اليمن مبالغ باهظة وتلحق أضراراً بالغة بالتنمية والاقتصاد، وتؤثر على سير تنفيذ برامج التنمية والتخفيف من الفقر، وتخلق مثل هذه الأحداث خللاً كبيراً في سلاسل التوريد والإنتاج مما تتسبب في انكماش النشاط الاقتصادي بنحو 11% وارتفاع البطالة.