تظاهر المئات من نشطاء المجتمع المدني وأهالي المغتربين اليمنيين في السعودية أمام سفارة الرياضبصنعاء احتجاجا على بدء السلطات السعودية بترحيل الآلاف من العمال اليمنيين الذين لا تتطابق أوضاعهم مع قانون العمل السعودي الجديد من الأراضي السعودية. وقد بدأت المملكة العربية السعودية منذ عدة أيام تطبيق قانون العمل الجديد الذي يقضي بإلزام أي عامل أجنبي بالعمل فقط لدى الكفيل الذي استقدمه للعمل. وكان مسؤول يمني صرح الأثنين بأن السلطات السعودية بدأت بترحيل الآلاف من اليمنيين العاملين في المملكة،بعد تطبيق القانون الجديد، واصفا الخطوة بأنها من المتوقع أن تتسبب في "إلحاق أضرار جسيمة" بالاقتصاد في دولة اليمن. وحذر المتظاهرون اليمنيون في صنعاء من تداعيات أمنية واقتصادية واجتماعية وصفوها بالكارثية ستلحق باليمن حسب تعبيرهم إذا ما مضت السلطات السعودية في تطبيق ذلك القانون الذي اعتبروه مجحفا في حق أكثر من مليون ونصف المليون مغترب يمني موجودين في السعودية بشكل قانوني فضلا عن أكثر من مليون عامل موجودين هناك بطرق غير شرعية. وطالب المحتجون السلطات اليمنية والسعودية بتفعيل نصوص معاهدة الطائف المبرمة بين البلدين عام 1934 التي منحت المغتربين اليمنيين امتيازات خاصة بالإضافة الى الامتيازات التي نصت عليها اتفاقية ترسيم الحدود المبرمة بين البلدين عام 2000. وكانت الحكومة اليمنية قررت في اجتماعها الأخير تشكيل لجنة من وزير شؤون المغتربين ووزيرة الشؤون الاجتماعية ووزير الخدمة المدنية لزيارة المملكة العربية السعودية لمناقشة أزمة المغتربين اليمنيين مع السلطات السعودية. ويخشى اليمنيون على المستويين الرسمي والشعبي من تكرار تجربة عام 1990 عندما رحلت السلطات السعودية قرابة مليون مغترب يمني على خلفية موقف الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح المؤيد للغزو العراقي للكويت وهو ما تسبب حينها بأزمة اقتصادية واجتماعية حادة لليمن اتسعت في تأثيرها على الصعيد السياسي وتسببت في أزمة اقتصادية وسياسية بين الرئيس السابق ونائبه حينها علي سالم البيض انتهت بحرب أهلية عام 1994. وتشير الاحصاءات الرسمية أن من أصل 25 مليون يمني، يمثلون تعداد السكان في تلك الدولة الفقيرة، يعمل خارج اليمن ما يقرب من مليوني يمني، ويعمل ما يزيد على النصف من ذلك العدد في السعودية. فيما تبلغ تحويلات اليمنيين المالية من تلك الدولة الغنية والكبيرة إلى داخل اليمن ملياري دولار أمريكي كل عام، مع الأخذ بالاعتبار لما تشهده الآن من ثورة وتنازع على السلطة بين حركات انفصالية وأخرى إسلامية متمردة. بي بي سي ..