كان مثيرًا للضحك أن عبّر مصدر للإصلاح عن استيائه من التعيينات التي تمت - مؤخرًا - في وزارة المغتربين باعتبارها - بحسب المصدر - جاءت مخالفة في الجزء الأكبر منها لمعايير الكفاءة والأقدمية ومعيار البعد الوطني، وأنها تتعارض تمامًا مع روح الحوار والوفاق الوطني الذي يهدف إلى بناء الدولة، حيث دعا المصدر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء العمل على تصحيح هذا الوضع الذي لم يعد ممكنًا السكوت عليه لما له من آثار على العملية السياسية.. ومع عدم رضانا عن معظم القرارات التي صدرت إجمالًا إلا أن الإصلاح ينبغي أن يكون آخر من يتحدث في قضية كهذه باعتبار أن ذلك ليس أكثر من مغالطات فجة أمام استئثار هذا الحزب بكل الوظائف في وزاراته ووزارة أخرى، ولذا لا يمكن الحديث عن جدية لهذا الحزب في بناء دولة تقوم على العدالة والمواطنة المتساوية إذ أن الشكاوى تجاوزت المؤتمر إلى زملائه الناصري والاشتراكي من جوره في عملية الاستئثار بالوظيفة العامة.. إلى ذلك يستغرب المرء كل هذا الضجيج الذي يدور حول تعيين جبران باشا وكيلًا مساعدًا لمحافظة إب ضمن 15 وكيلًا مع أنه كان قبل هذا القرار رئيسًا للجنة التخطيط والتنمية ومنذ سنوات عدة، وحين قدم استقالته، وانضم للثورة في إب اعتبر ذلك انتصارًا، وتم استقباله بالأهازيج الثورية "حيا بهم.. حيا بهم".. ما الذي تغير اليوم سوى أن الضجة المفتعلة لا تعني سوى التغطية على الاسئثار الوظيفي الذي فاحت ريحته حتى أزكمت الأنوف.. وإلا فإن محافظة المحافظة أولى بتغييره كونه مصاهر للنظام السابق ومن بقاياه..