في الوقت الذي تجاهل مجلس الوزراء الحديث عن الاعتداءات الأخيرة التي تعرضت لها أبراج الكهرباء في محافظتي مأربوصنعاء في اجتماعه الدوري، يوم أمس، حذرت المؤسسة العامة للكهرباء من كارثة حقيقية حال استمرار الاعتداءات على أبراج نقل كهرباء محطة مأرب الغازية وتداعياتها على المواطن اليمني خلال الشهر الكريم. وجاء تحذير الكهرباء بعد تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية لأربعة اعتداءات كان آخرها - ظهر أمس - في منطقة الدماشقة تسببت بخروج محطة مأرب الغازية على الخدمة، وأغرقت العاصمة والمدن اليمنية الأخرى بالظلام، إلى ذلك أكد مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء المهندس عبدالرحمن سيف عقلان "أن أعمال التخريب قد فاقت حدود التحمل وفاقت أضرارها حدود الخسائر والاستنزاف المادي للمؤسسة الذي يهددها بالإفلاس والتأثير الكلي على حركة العمل والإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية العامة والخاصة وسائر الخدمات اليومية للمواطنين في البلاد. وعبر عن استيائه من استمرار الصمت الحكومي والتغاضي على الأعمال التخريبية التي تتعرض لها أبراج الكهرباء، والتي أظهرت الدولة وأجهزتها الضبطية وكأنها لا تهتم بما يعانيه ملايين المواطنين الذين يتعرضون يومياً لهذا العقاب الجماعي، وحذر عقلان من أن انقطاع التيار الكهربائي في شهر رمضان ستكون له مضاعفات أكثر خطورة على حياة الناس في ظل ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال شهر رمضان الكريم. وأشار إلى ان انقطاع التيار الكهربائي قد يشكل مأساة حقيقية تضع كافة المحافظات في حالة عجز شبه كامل وانطفاءات طويلة لا تُحتمل، قد تصل إلى انهيار. تحذيرات المؤسسة العامة للكهرباء ضاعفت من مخاوف الموطن اليمني الذي يتحمل تداعيات غياب الدولة وفشلها في حماية أبراج الكهرباء في محافظة مأرب، وصب العشرات من الناشطين عبر شبكة التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" جام غضبهم على وزارات الكهرباء والدفاع والداخلية التي اتهموها بالتماهي مع مخربي الكهرباء. وما أثار المخاوف الاجتماعية تعرض أبراج الكهرباء لاعتداء تخريبي جديد تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة في أوساط المواطنين في العاصمة والمدن الرئيسة خاصة الساحلية منها، والتي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير هذا العام الذي يحل فيه الشهر الفضيل بأيامه الطويلة، والتي قد تصل ساعات الصيام فيه إلى 14 ساعة وفقا لعدد من الفلكيين. وكان مسلحون من آل حجيف بمحافظة مأرب قد اعتدوا - الأحد - على خطوط نقل الطاقة الكهربائية في منطقة الدماشقة بمحافظة مأرب ما أدى الى خروج محطة مأرب الغازية عن العمل وقطع الكهرباء عن معظم المدن اليمنية، وكشفت مصادر محلية أن من قام بالاعتداء على الكهرباء يدعى "طعيزان" من قبيلة آل حجيفان، وهي العشيرة التي ينتمي لها محافظ مأرب سلطان العرادة، وساد توتر - الأحد - بين قبائل الدماشقة وآل حجيفان لقيام طعيزان ومجموعة من المسلحين بالاعتداء على الكهرباء في منطقة الدماشقة التي لا ينتمون اليها ما أثار حفيظة ابناء الدماشقة. واستخدم المسلحون الأعيرة النارية الكثيفة لإسقاط كابلات النقل العالي ما اسفر عن قطع الدائرتين الأولى والثانية من خطوط نقل الطاقة الكهربائية وخروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن عدد كبير من المدن اليمنية، وفي منطقة نهم تعرضت الكهرباء لثلاثة اعتداءات متكررة خلال الأيام الماضية. وفي سياق متصل تصاعدت التقطعات القبيلة مع قدوم شهر رمضان، حيث واصل أبناء الصبيحة في مدينة الراهدة، محافظة تعز احتجاز قرابة 70 قاطرة لنقل النفط والغاز احتجاجًا على تدمير أبناء الصلو لخلايا نحل تابعة لأحد أبنائهم. وقالت مصادر محلية: إن مسلحين من أبناء الصبيحة المقيمين في منطقة الحافة الجنوبية نصبوا قطاعاً وسط الخط العام في الراهدة، وقاموا باحتجاز القاطرات بحثاً عن شاحنات تابعة لأبناء الصلو، مشيرة إلى أن القطاع لا يزال مستمراً حتى المساء، وكان مسلحون من قبيلة المساعدية قد نصبوا قبل عدة أيام قطاعاً في منطقة العند، واحتجزوا 6 سيارات تابعة لمواطنين من منطقة الصلو في تعز، وتأتي القطاعات المتكررة لأبناء لحج والتي تستهدف أبناء تعز إثر قيام أهالي الصلو بتدمير عدة خلايا نحل تابعة لشخص من لحج. وفي محافظة عمران افاد أمن المحافظة بأنه حرك حملة أمنية إلى مديريات خمر, حوث, بني صريم لضبط المتقطعين ورفع القطاعات القبلية من على طرقات المديريات المذكورة. وأوضح مركز الإعلام الأمني بأن الحملة نجحت في استعادة 22 سيارة وقاطرة كانت محجوزة لدى أهالي السنتين, وبني صريم, وخارف, وريدة, بالإضافة إلى استعادة 18 سيارة وقاطرة كانت محجوزة لدى أهالي مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء. الهاجس الأمني هو الآخر يثير مخاوف واستياء الشارع اليمني، ففي حين نفذ انتحاري عملية ارهابية في جولة الحباري، اودت بحياة ثلاثة من جنود امن الطرقات وسط العاصمة صنعاء، وقالت مصادر في وزارة الداخلية اليمنية: إن إرهابيا قام بزراعة عبوة ناسفة إلى جوار سيارة شرطة النجدة في جولة الحباري بمنطقة الحصبة، في العاصمة صنعاء، وذكرت مصادر أمنية أن الإرهابي وضع العبوة بجوار دورية الشرطة في الجولة المرورية المزدحمة، وهي بداخل كيس دعاية، قبل أن يغادر المكان لتنفجر العبوة وتخلف 3 قتلى وعددا من الجرحى الذين جرى إسعافهم، وحذرت وزارة الداخلية المواطنين من التعامل مع أي أغراض مشبوهة يجدونها على الطرقات بعد حادثة التفجير التي وقعت أمس، حيث سبق أن وجد مواطنون حقائب دبلوماسية، وقاموا بمحاولة فتحها وانفجرت فيهم وأدت إلى خسائر بشرية، كما فعل جنود شرطة النجدة مع العبوة التي وضعت إلى جانب دوريتهم. وفي سياق ذات صلة دان المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر حادث التفجير الذي وصفه بالإرهابي في صنعاء، وندد بمقتل الجنود، ولم توجه السلطات الأمنية أصابع الاتهام إلى أية جهة معنية بالتورط في الحادث، في وقت حصدت فيه عمليات مماثلة وعمليات اغتيالات أرواح عشرات الضباط، وصف الضباط، والجنود في الجيش، وأجهزة الأمن والمخابرات في العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات اليمنية على يد عناصر مسلحة يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة. وعلى الرغم من إعلان اللجنة العسكرية في حضرموت تنفيذ خطة أمنية خلال الشهر الكريم لا تزال عملية الاغتيالات التي تستهدف شخصيات عسكرية تتوالى حيث اغتال مسلحون مجهولون - السبت الماضي - العقيد أحمد محمد السهيلي قائد كتيبة في اللواء 37 مدرع بالخشعة برصاص مسلحين، بالقرب من سكنه الشخصي بمديرية القطن بوادي حضرموت، وقال مصدر محلي: إن مسلحين مجهولين باشروا العقيد السهيلي بإطلاق النار عليه أثناء توجهه إلى عمله وبحسب المصدر الذي أكد ان تبادل اطلاق الرصاص معهم، ورجح ان أحد الجناة أصيب غير أنهم تمكنوا من الفرار. وسجل خلال الأيام الأخيرة من شهر شعبان عدد من الحوادث الامنية التي اودت بحياة عدد من المواطنين.