في ظل غياب واضح لأهداف عمل لجنة ال8 + 8 المنبثقة عن الحوار الوطني ورفض مكونات عدة لتشكيلها باعتبارها تتناقض والنظام الداخلي للمؤتمر تم الإعلان عن أسماء الممثلين فيها والذين عقدوا اجتماعهم الأول بحضور جمال بن عمر يوم أمس الثلاثاء. فيما كانت أكدت مصادر موثوقة ل"الوسط" أن أول اجتماع للجنة التوفيق في الحوار الذي عقد عقب عودة مؤتمر الجنوب إلى الحوار يوم الاثنين الماضي قد شهد خلافا حادا حول اختيار ممثلي لجنة الثمانية الممثلين للجنوب حين كان اعترض محمد علي أحمد على استيعاب الثلاثة الجنوبيين الممثلين للأحزاب ما دفع أمين الاشتراكي للتنازل عن اختياره للحراك وحذا حذوه محمد قحطان ممثل حزب الإصلاح، وانفض الاجتماع دون توافق قبل أن يفاجأ الجميع عصر ذات اليوم بإعلان أسماء ممثلي اللجنة المشكلة من الشمال والجنوب بعد أن نجحت التفاوضات التي تمت بشكل سري مع الأحزاب وبن علي بقيادة بن عمر بإقناع الأخير باستيعاب ممثلي الأحزاب الثلاثة، وبحسب ما أعلن فإن اللجنة انتخبت محمد قحطان ناطقا رسميا، وهو ما يعني التحكم بما يصدر عنها من تصريحات قد تكون تصعيدية باتجاه الانفصال، واختير عن الجانب الجنوبي محمد علي أحمد خالد بامدهف، ورضية شمشير عن الإشتراكي، و بدر باسلمة تم نقله من فريق لجنة بناء الدولة، ولطفي شطارة، وعلي عشال عن الإصلاح، وأحمد بن دغر عن المؤتمر، وعبدالرحمن عمر السقاف. وأما عن الجاننب الشمالي فهم محمد قحطان، أحمد الكحلاني، قادري أحمد حيدر، محمد أبو لحوم، محمد الجنيد عبدالله نعمان. وتبقى مقعدان لم يتم حسمهما وهما الممثلان عن الشباب والمرأة مع معلومات خاصة تؤكد اختيار نادية عبد الله كممثلة للمرأة فيما لازال الممثل الآخر الذي يمكن أن يتم اختياره من الشباب أو منظمات المجتمع المدني. يشار إلى أن المكونات الثلاث كانت قد عبرت عن رفضها يوم أمس حول اقتصار تمثيلها على ممثلين فقط ومازالوا متشبثين بموقفهم حتى كتابة هذا الخبر رغم ما تم توجيهه لهم من تهديد من قبل بن عمر ورئاسة المؤتمر بأنه في حالة دم موافقتهم فإنهم سوف يحرمون من التمثيل. إلى ذلك استفز طابع السرية الذي أضفي على اتفاق له علاقة بدور ومصير الحوار والذي اقتصر على عدد محدود من ممثلي الأحزاب وبن علي أكثر من مكون مشارك في الحوار، وانفض اجتماع فريق القضية الجنوبية يوم أمس فيما هم مستاؤون من تشكيل اللجنة في ظل عدم وجود مهام محددة وأهداف واضحة. وبحسب مصادر الوسط فإن نائب رئيس لجنة فريق القضية الجنوبية بلقيس اللهبي قد استبعدت من حضور اجتماع الاثنين وتم إبلاغها عن طريق الصدفة بسبب انتقاداتها لأساليب الكولسة في ماله علاقة بالقضية الجنوبية والاتفاقات التي تتم خارج اللجنة ويتم إخراجها عبرها. وقالت ذات المصادر إن بلقيس رفضت طلبا من محمد علي احمد بإدارة فريق القضية الجنوبية بسبب انشغاله بلجنة ال8 + 8 لعدم معرفة ما يجري بالضبط ولا عن دورها الحالي بالضبط. وبخصوص الاتفاق السياسي على تشكيل اللجنة الأخيرة انتقدت الإجراءات التي تمت و تساءلت اللهبي: هل صار دور الأممالمتحدة هو تكريس القوى القديمة التي أوصلت البلاد إلى هذا الحد من التشظي والانقسام واستبعاد القوى الحديثة التي جاءت بآمال عريضة لإصلاح ما فسدته النخب العتيقة؟. إلى ذلك وفي ظل تصريحات الأمين المساعد لمؤتمر الحوار ياسر الرعيني أمس الثلاثاء أن فرق مؤتمر الحوار تم انجاز أعمالها؛ لاقت تشكيل اللجنة المصغرة ردود فعل عكسية من قبل أعضاء مؤتمر الحوار حيث عبر أمين عام حزب الرشاد السلفي عبدالوهاب الحميقاني أن ما تم الاتفاق عليه بين ممثلي "الحراك" برئاسة محمد علي أحمد وبين جمال بن عمر فيما يتعلق بالتفاوض الندي المختزل في لجنة (8+8)، وبمعزل عن الحوار وفريق القضية الجنوبية؛ يعد خرقا للنظام الأساسي الذي قام عليه مؤتمر الحوار والذي حدد فريق القضية الجنوبية وعدد أعضائه وحدد الجلسات العامة، وسيعطل عمل فريق بناء الدولة كون اللجنة ليس بينها وبين فريق بناء الدولة أي تنسيق. وقال الحميقاني في تصريح ل"الوسط" إن مخرجات اللجنة المصغرة لا تعد من مخرجات الحوار الوطني كونها خالفت لائحة الحوار والتفافا على الأعضاء مؤتمر الحوار. من جانبه استنكر ممثل عن حزب المؤتمر في مؤتمر الحوار علي أبو حليقة ما تم الاتفاق عليه فيما يتعلق باللجنة المصغرة والحوار الندي بين الشمال والجنوب، وقال إن على الحراك الجنوبي الالتزام بلائحة الحوار، وعدم فرض لجنة لم تكن في الحوار في منذ البداية. وفيما يبدو أن هناك عدم توافق داخل الإصلاح أبدى القيادي في حزب الإصلاح وممثله في فريق بناء الدولة أحمد عطية اعتراضه على التفاوض الندي وقال للسياسة الكويتية "لا يمكن أن تذهب الجهود التي قطعت حتى الآن هباء فقد تم جمع 565 عضوا من كل المكونات واتفقنا على أنه حوار وطني شامل". وفيما له صله اتهم ممثلو الحراك الجنوبي المشاركين بمؤتمر الحوار ممثلي الاحزاب السياسية ب"الخداع والمكر" ومحاولة الالتفاف على الاتفاق الذي تم يوم أمس بتشكيل لجنة مصغرة بالمناصفة للتحاور وهي الندية بين الشمال والجنوب. وعبر أعضاء في مكون الحراك بمؤتمر الحوار أن الأحزاب السياسية حاولت الالتفاف على هذا الاتفاق وذلك من خلال المطالبة بتوسعه الفريق الى 10 أشخاص لكل طرف وتحويل بقية فريق القضية الجنوبية إلى لجان متخصصة