بعد فشل توجيهات الرئيس هادي بالقبض على المعتدي على الدكتورة غادة الهبوب التي تعرضت للضرب والنهب من قبل عصابة مسلحة يقودها المدعو احمد ناصر أبوهدرة منتصف سبتمبر الماضي وفشل السلطات الأمنية في محافظة الجوف بالقبض على المعتدي أغلقت قبيلتا مذحج وبكيل ملف قضية الاعتداء على الدكتورة الهبوب من قبل المدعو أبوهدرة وعصابته بتحكيم قبلي بالعيب الأسود ارتضته القبيلتان ، ونص التحكيم الذي حضره كبار مشايخ ووجهاء قبيلتي بكيل ومذحج أمس الثلاثاء بصنعاء إلى دفع دية السلامة بالمربع بالإضافة إلى مائة عدل غالي مقابل كل عدل مائة ألف ريال وسيارة المعتدى عليها بالمربع . وقد شرف مشايخ بكيل الحكم الصادر من مشايخ مذحج وتم العفو والتسامح والتصافح بين الطرفين ، وفي اللقاء اصدر مشايخ بكيل وثيقة نبذ وتبرؤ من المدعو احمد ناصر أبوهدرة، مبدين تعاونهم للقبض عليه وإيصاله إلى يد العدالة ، وفي ختام التحكيم أعلن مشايخ مذحج وأسرة الهبوب عفوهم عن الحكم الصادر بعد تشريف قبيلة بكيل بقبوله ، وأكد مصدر قبلي ان قبائل مذحج لم تتنازل عن القضية الجنائية وإنما قبلت التحكيم من أجل ما يعرف في العرف القبلي ب"العيب الأسود" الذي ارتكبه أبوهدرة وعصابته بالاعتداء على امرأة ونهب سيارتها . وكان ابو هدرة وهو احد مشايخ الجوف قد سخر من توجيه الرئيس هادي بالقبض عليه واعتبره في مهب الريح..مشيراً إلى أن أوامر الرئيس هادي لا تتعدى حاجز القصر الرئاسي وأكد أبو هدرة أن سيارة الدكتورة غادة محتجزة حتى يتم إعادة صرف مستحقاته المالية. كما تحدى أبو هدرة محافظ الجوف محمد بن عبود الذي وجه السلطات الأمنية بضبطه . ولجأت قبيلة بكيل إلى تحكيم قبيلة مذحج بعد فشل أجهزة الدولة في القبض على الجاني وإنهاء الأزمة بين القبيلتين . وفي ظل غياب سلطة الدولة في جميع محافظات الجمهورية أعلنت قبائل دهم في محافظة الجوف في لقاء تشاوري لمناقشة مخرجات لقاءاتهم السابقة استعدادها حماية الشركات النفطية. كما رحبت قبائل بني نوفل بمحافظة الجوف بالشركات العاملة في التنقيب عن النفط بالمحافظة .. مؤكدين أنهم سيقفون جنباً إلى جنب لعمل تسهيلات للشركات المقبلة على هذه الأعمال. إلى ذلك استغنت الدولة وأجهزتها في محافظة مأرب عن النظام والقانون ولجأت إلى استخدام العرف القبلي والتحكيم والوساطات القبلية مع مخربي الكهرباء وأنبوب النفط ، واستخدمت در الأموال مقابل فتح الطرقات المؤدية إلى مواقع الأنبوب أو أبراج الكهرباء التي تعرضت للتخريب..ويرى مراقبون بان ذلك التعامل شجع المخربين التمادي على المصالح العامة والاستمرار في تخريب الكهرباء وتفجير أنبوب النفط في مأرب وبعض مناطق محافظة صنعاء. وفي تطور جديد تعرضت ابراج الكهرباء لاعتداءين اثنين في اقل من 24 ساعة ومنع المخربون الفرق الفنية التابعة للمؤسسة العامة للكهرباء من الوصول إلى مكان الاعتداء وإصلاحه وعوضاً عن قيام الدولة بواجبها حركت وساطة قبلية لاقناع المخربين بالسماح للفرق الفنية بالدخول إلى الموقع وإصلاح التيار . ففي حين استغرب ناشطون حقوقيون ومحامون عدم رفع أي أسماء المخربين التي تعلن عنهم الداخلية عقب كل عملية إلى النيابة وإحالتهم إلى القضاء ، كما اعتبر ناشطون عدم توجيه أوامر بالقبض القهري عليهم من قبل النيابة العامة تواطؤ يثير الشكوك . وفي ذات السياق كشف صالح الدماجي أحد المتهمين بتفجير أنبوب النفط في منطقة حباب مديرية صرواح محافظة مأرب، عن لقاء جمعه بوزيري الدفاع والداخلية أثناء زيارتهما للمحافظة ، وأكد رفضه في اللقاء تسليم معدات الفريق الهندسي التي احتجزها منذ أشهر حتى يتم تنفيذ مطالبه . واعترافاً بحضور القبيلة وغياب الدولة لجا الرئيس هادي إلى استخدام العرف القبلي وشكل عدداً من اللجان الرئاسية لحل النزاع في منطقة دماج والعصيمات ولجنة أخرى بحل النزاع بين أبناء شرعب ومراد على خلفية مقتل الدكتور فيصل المخلافي . كما لجأت وزارة الداخلية والسلطات المحلية في المحافظات إلى وساطة قبلية ومنها رفع القطاعات القبلية المتبادلة بين أبناء الحداء محافظة ذمار وبين أبناء خولان محافظة صنعاء والتي استمرت لعدة أيام وسط فشل الحملة الأمنية في رفع القطاعين، إلا أن الوساطة القبلية التي قادها عدد من المشايخ تمكنت من رفع القطاعات المتبادلة وإعادة 24 سيارة لأصحابها كان قد تم احتجازها لدى الطرفين. وفي ظل اتساع تطبيق العرف القبلي نجحت وساطة قبلية أخرى في إنهاء الخلاف الذي وقع بين العقيد ياسين المصري مدير إدارة الأمن بمؤتمر الحوار ونعمان أحمد قايد الحذيفي عضو مؤتمر الحوار بعد مشاجرة وقعت بينهما أثناء انعقاد جلسات المؤتمر بصنعاء والتي تطورت إلى اشتباكات بالأيدي . وفي السياق ذات قدم ضابط أمن كبير في محافظة إب اعتذار لشيخ قبلي بعد احتجازه ومرافقيه ومصادرة أسلحتهم من قبل جنود الامن . وفي سياق ذات صلة أرسل قائد الحرس في محافظة إب عدداً من الأطقم العسكرية لمحاصرة مدير امن المحافظة بسبب رفض الأخير إعادة بندقيتي كلاشينكوف صادرتهما الحملة الأمنية من قبل مسلحين قبليين بزي مدني اتضح انتماؤهما إلى المعسكر . كما حدثت في الآونة الأخيرة قطاعات قبلية بين عناصر من الحرس الجمهوري سابقاً وعناصر من قوات النجدة وكان آخرها في منطقة يسلح الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى حدوث اشتباكات بين عناصر تابعين للفرقة المنحلة تحت جسر مذبح الأحد الماضي وبين قوات الأمن الخاصة .