نفى القيادي القاعدي نصر الآنسي ما كان أعلنه الأمن القومي عن القبض عليه وسجنه في سبتمبر من العام الماضي، وكشف في حوار مع "الوسط" أنه لم يكن في تلك الفترة في صنعاء، وقال إن كل ما تناقلته وسائل الإعلام حول نبأ اعتقالي محض كذب ولا صحة له، وهي كذبة تضاف إلى مسلسل الكذب الذي تمارسه وسائل الإعلام للتشويش على صورة المجاهدين، فتارة يشيعون بأننا نتبع المخلوع علي صالح، وتارة بأنا نتبع الإخوان المسلمين وعلي محسن، وأخرى بأنا نتبع إيران، وثالثة الأثافي أننا نتبع أمريكا وإسرائيل، وكل ذلك للتشويش على عامة الناس حول صحة ما نحمله من قضايا، وكشف عن اضطرار الدولة للتحكيم وطلب مندوبين لمفاوضتهم، وتهدئة الموقف عقب مداهمة قوات الأمن المركزي بقيادة وتوجيه الأمن القومي لمنزله في صنعاء، بحجة تواجده فيه، بعد أن توافد الآلاف إلى صنعاء من قبائل آنس وأخواله من قبيلة جماعة في صعدة. وأوضح نصر أن الرئيس هادي بدأ يعرض فرصاً للحوار والنقاش بعد أن كان خياره موافق للهجته المتشددة في ذلك الوقت، قبل أن يلين خطابه في الفترة الأخيرة، وأضاف: أظن أن النظام في صنعاء ليس جاداً في وضع حد لهذه الحرب العبثية التي يخوضها بالوكالة عن أمريكا، ومن أنه لايريد أي دور إصلاحي لعلماء بقدر ما يريدهم أن يعيشوا على هامش الأحداث فقط ولا يتعاملون معهم إلا كورقة من أوراق اللعبة يستخدمونها إذا دعت الحاجة اليها. وبخصوص مؤتمر الحوار اعتبره القيادي القاعدي مشروعا أمريكيا معتبرا أنه لم يكن من ضمن بنود المبادرة الخليجية وأن من وضعه هو السفير الأمريكي وأن مخرجات المؤتمر في حال نجاحه ستفتت البلاد والمزيد من إقصاء الشريعة، مشيرا إلى أنه إذا كانت المبادرة الخليجية قد أجهضت الثورة الشبابية، فإن مؤتمر الحوار هو الذي شيعها إلى مثواها الأخير، ننظر إليه على أنه مشروع أمريكي، ففكرة مؤتمر الحوار أصلاً لم تكن حتى من بنود المبادرة الخليجية الأصلية، بل الذي وضعها هو السفير الأمريكي، والتي ترعاها وتباركها هي أمريكا التي تسمي نفسها بالمجتمع الدولي، ومخرجات المؤتمر في حال نجاحه، تفتيت البلاد والمزيد من إقصاء الشريعة، كما أنه لم تستثن القاعدة فقط من الحوار بل استثني العلماء، ولم تتح الفرصة إلا لمن ترضى عنهم أمريكا. وكشف عن وجود بعض الشخصيات النافذة في تنظيم الإخوان المسلمين في اليمن لها علاقات وطيدة وتاريخ قديم مع السفارة الأمريكية، أحرجت جماعتهم بحكم نفوذها في بعض الاتفاقيات والمواقف، وإن أصبح فعلاً هذا هو موقفهم الرسمي، لكن هناك من القيادات والقاعدة الشعبية والتنظيمية للإخوان من تربأ بنفسها عن مثل هذه العمالة، وأكد عدم توقف القاعدة عن مهاجمة الأمريكيين المدنيين، باعتبار أن موقف التنظيم والفتوى المعمول بها أن الشعب الأمريكي شعب محارب، وردا على اتهامات القاعدة بعلاقتها بالرئيس السابق اعتبر الآنسي أنها أقاويل من قبل الأطراف التي تتولى السلطة لتشويه المجاهدين عبر ربطهم بشخصيات في النظام السابق. وتبرير العجز والفشل في إيقاف عمليات المجاهدين الممتدة على طول البلاد وعرضها. واستشهد بخطاب هادي في كلية الشرطة الذي فضح فيه تاريخ التآمر بين صالح والأمريكان ضد القاعدة، واتضح للجميع مدى جدية جميع الأطراف السابقة والحالية وصدقها ووفائها في معاونة الأمريكان على أبناء الأمة الإسلامية من المجاهدين. وأنهم لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة. إلى ذلك نجحت قيادات قاعدية في إطلاق سراح اثنين من عناصرها يوم أمس الثلاثاء، وأكد مصدر موثوق للوسط عن قيام الأجهزة الأمنية اطلاق سراح الأسرى من تنظيم القاعدة الذين أسروا في البيضاء إثر اقتحام النقطة العسكرية أواخر الشهر الماضي وأسفر عن قتل أكثر من عشرة قتلى من الجنود وأسر ثلاثين آخرين، وبحسب المصدر فأن الوساطة التي قادها قائد مجاميع القاعدة في المناطق الوسطى مأمون حاتم ومعه عدد من مشايخ المنطقة قد نجحت في إطلاق منفذي العملية وعددهم اثنان وهم ضمن الموجودين في الصورة المرفقة وتم تسليمهما إلى أهاليهما في حضور كبير، وأشار مصدر أمني للوسط أن اطلاق عنصري القاعدة جاء عقب اتفاق مع الجهات الأمنية تم بناء عليه اطلاق ثلاثة من الجنود أسرتهم القاعدة من اللواء 139 وتم تسليمهم إلى المعسكر الذي ينتمون إليه وقد سعى في فكهم الشيخ مأمون حاتم والشيخ عمار المغني والشيخ محمد عي صالح عباد والشيخ نجيب قعشة, وقد كان تسليمهم اليوم لأهاليهم في محضر كبير شهده أبناء القرية في دار سعيد وأيضا من أهالي الأسرى من بني مسلم من مديرية يريم بالإضافة إلى مجموعه من المشايخ والأعيان. يشار إلى أن عناصر القاعدة في المناطق الوسطى يتواجدون بشكل علني وبالذات في مديرية الرضمة وبهذا الخصوص قالت مصادر محلية وشهود إن مسلحين يعتقد ارتباطهم بتنظيم القاعدة جابوا مناطق في مديرية الرضمة في محافظة إب وسط اليمن في استعراض للقوة أثناء مشاركتهم في تشييع جنازة شخص مهددين بتصفية المسؤولين المحليين. وتقع مديرية الرضمة في شرق محافظة إب ولها حدود إدارية مع مديريات رداع في محافظة البيضاء التي ينشط بها مسلحون مرتبطون بجناح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وقال مصدران محليان ل«المصدر أونلاين» إن مسلحين على متن سيارات شاركوا في تشييع جثمان رجل يدعى «عارف جباري» كان قُتل قبل نحو شهرين في نزاع على بئر ماء في قضية ما تزال ملابساتها غامضة. وأضافا أن شخصاً ينتمي إلى الرضمة يدعى «أبو همام» كان يقود المسلحين الذي يشتبه ارتباطهم بالقاعدة وأنه ألقى كلمة عقب دفن جثة القتيل هدد فيها بتصفية المسؤولين الحكوميين في المديرية. وقال مصدر كان حاضراً التشييع ل«المصدر أونلاين» إن «أبا همام» دعا السلطات المحلية والأمنية للقيام بواجبها في القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة مالم فسيتدخلون وسيبدأون أولاً بالمسؤولين المحليين «المقصرين في القضية». حسب تعبيره.