خلافا لما كانت الحكومة ووزير الداخلية تنصلت من مسؤولياتها في حفظ الأمن وتحميل ما يحدث من انفلات أمني فاضح على الإعلام الذي اتهمه الوزير قحطان بالكذب، فقد اعترف تقرير حكومي تم مناقشته في اجتماع للحكومة الأربعاء الماضي عن وجد اختلالات أمنية فاضحة كان ثمنها أرواح ضباط وجنود في السلكين العسكري المدني. وذكر في التقرير الخاص بمستوى تنفيذ خطة الأداء الحكومي خلال الفترة يناير- يونيو 2013م: أن أداءها لم يكن في المستوى المطلوب، وذلك في الحد من الجريمة، وهو ما أبرزته حالات الاعتداء المتكررة والمستمرة على خطوط الكهرباء وأبراجها وخطوط نقل النفط والغاز ، وكذلك الحال بالنسبة لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التي توسعت عملياتها خلال الفترة. وإذ تحدث التقرير عن تحقيق الحكومة نتائج جيدة في خفض معدل الجريمة كشف في موضع آخر عن ارتفاع معدل الجريمة بنسبة 30 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وأشار إلى أن العمليات الإرهابية المستهدفة لقيادات عسكرية وأمنية حصدت 130شهيدا من أفراد القوات المسلحة والأمن، وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري منوها إلى التفجيرات التي شهدتها العديد من المحافظات اليمنية. وأكد التقرير استشهاد 95 ضابطا من القوات المسلحة وسقوط عدد من الأفراد بسبب الأعمال الإرهابية على النقاط العسكرية أثناء مواجهات العمليات الإرهابية والعصابات المسلحة والأعمال الخارجة على القانون. وقال التقرير: إنه وبالتنسيق والتعاون الإقليمي والدولي تم قتل 40 عنصرا من قيادات القاعدة، وانتقد ضعف مستوى التنسيق بين المركز والسلطة المحلية، وبروز حالات من الإهمال وأخرى وصل حدها إلى مستوى التواطؤ - وفقا لوصف التقرير- .. مرجعا عدم اكتمال نشاط مصلحة خفر السواحل في مجال مكافحة التهريب عبر البحر والقرصنة والتسلل والجريمة المنظمة إلى عدم اكتمال بنيتها التشريعية والمؤسسية. كما رصد التقرير 116 اعتداء على خطوط الكهرباء والنفط وشبكات الاتصالات خلال النصف الأول من هذا العام كما يفصح في الوقت ذاته عن عجز الحكومة في ضبط المتهمين حيث اعتقلت 32 متهماً من 88 متهما قتل منهم 16 وجرح 3 آخرين. نظمت منظمة السلم الأهلي بمحافظة تعز حفلاُ توديعياً لمدير أمن المحافظة السابق العميد ركن محمد صالح الشاعري, واستقبال المدير الجديد العميد ركن مطهر علي ناجي الشعيبي. و كشف مدير أمن تعز السابق العميد الشاعري أثناء حفل توديعه الأسبوع الماضي عن الوضع الأمني في تعز لخص فيها أسباب الاختلال الأمني الذي تشهده المحافظة كاشفاً عن 6000 ضابط وجندي محسوبين على إدارة أمن وقوات المحافظة ليس لهم وجود. وأشار الى أن ضباطا وجنودا من القوات المسلحة والأمن يقومون بالتجول بالسلاح في الفترة المسائية ويمارسون السلب والنهب وعند القبض عليهم يطلقون بسبب الزمالة. وأوضح أن ضباط أمن يتعاملون بلامسؤولية مع العصابات إما خوفاً من بطشهم أو مقابل أموال، بالإضافة إلى افتقارهم إلى الخبرة والتأهيل، كاشفا عن وجود شيوخ قبائل، يحملون بنفس الوقت رتباً عسكرية لا يفرقون بين عملهم الرسمي والمشيخة. وكشف عن وجود قصور كبير في استخبارات المحافظة، حيث يعلم ضباط في الاستخبارات بالجريمة ولا يبلغون الجهات المختصة بها، بل إن بعضهم يتستر عليها . على هذا السياق مازالت الحوادث الأمنية تتوالى ووصلت إلى حد اختطاف مسؤولين في السلطة المحلية أو محاولة قتلهم. وتعرض الشيخ جبران باشا الوكيل المساعد لمحافظة إب لمحاولة اغتيال في مديرية العدين فيما قتل مرافقه في العملية كما اختطف مسلحون يعتقد أنهم من مديرية الحدأ وكيل محافظة ذمار المساعد عبدالله الميسري من وسط مدينة ذمار، واقتادوه إلى جهة مجهولة على خلفية مطالبتهم بإطلاق متهمين بقضايا قتل من السجن بحسب المصادر الأمنية. وأطلق المسلحون الرصاص على سيارة الوكيل أثناء مرورها باتجاه المجمع الحكومي، مما أدى إلى توقفها وتمكن المسلحين من اختطافه. وعلى ذات السياق، وإذ مازال مواطن تركي مختطفا منذ أسبوع أعلنت مصادر قبلية في محافظة شبوة ، السبت، مسؤوليتها عن خطف مواطن تركي منذ أيام، على خلفية قيام ثلاثة أتراك بالاعتداء بالضرب على مواطن يمني في صنعاء الأسبوع الماضي، ما أدى إلى إصابته بكسور. وقالت مصادر قبلية ل"سكاي نيوز عربية" إن مسلحين من قبيلة "لقموش" اعترضوا حافلة نقل سياحي في الطريق الساحلي بشبوة، وأنزلوا سائقها، وهو تركي الجنسية ويدعى سمير ذو الفقار، واقتادوه إلى معقل القبيلة. من جانبه، أقر أحد شيوخ القبيلة، ويدعى أحمد صالح حيدرة، عبر الهاتف، ل"سكاي نيوز عربية"، بخطف أبناء قبيلته مواطنا تركيا يعمل سائقا لدى شركة سياحية، على خلفية تعرض أحد أبناء العشيرة للضرب المبرح على يد أتراك في صنعاء . وأضاف: "قمنا بخطف التركي من أجل أن ترضخ سفارته باليمن أو الشركة لمطالبنا وحل القضية إما بتسليم الجناة للقبيلة أو تحكيمنا وفقا للأعراف القبيلة السائدة في محافظتنا"، مؤكدا أن المختطف ذو الفقار "بصحة جيدة ويتم التعامل معه بشكل جيد". ويستمر في تعز الانفلات الأمني حيث أصيب شخصان في اشتباكات قبلية بمنطقة الحرير بمديرية التعزية في محافظة تعز على خلفية نزاع على أراضي. واندلعت اشتباكات بين مجاميع مسلحة تابعة للشيخ محمد سفيان وأبناء منطقة الحرير استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وذلك إثر خلافات على أراضي يدعي كل طرف أحقيته بها. و أسفرت عن إصابة الشيخ محمد سيفان أحد مشايخ مديرية التعزية إضافة إلى أحد مرافقيه ويدعى «بلال الكامل». كما قتل شخص واصيب ثلاثة آخرون بينهم جنديان في اشتباكات بين حملة أمنية ومسلحين في حي كلابة بمدينة تعز على خلفية خلافات على قطعة أرض. إلا أنه حين وصلت الحملة إلى المنطقة لفض الاشتباك دخلت في مواجهات مع أحد الأطراف رفض إخلاء الأرضية موضع الخلاف والاشتباك , ما أدى إلى مقتل مسلح وإصابة آخر, فيما أصيب جنديان من الحملة الأمنية. وقام مجهولون مساء قبل يوم أمس بتفجير عبوة ناسفة في محيط مبنى المؤسسة الاقتصادية استهدفت حراسة المؤسسة عقبه اشتباكات بأسلحة خفيفة ورشاشة بين المجهولين وحراسة المؤسسة، ولم يتسن معرفة ما إذا كان هناك قتلى أو جرحى من الطرفين حتى اللحظة. وفيما لا تبذل السلطات المحلية والأمنية أية جهود تذكر للحد من تنامي ضاهر الثارات والقتل كما في يريموإب ومحافظات أخرى، يتطوع مشايخ وأعيان للتدخل ولكن لفرض هدنة مؤقتة سرعان ماتنتهي ليعود القتال مجددا. وتمكن "رجال قبائل في بلدة نصاب بشبوة من توقيع هدنة وصلح قبلي لمدة أسبوع بين قبائل مديرية نصاب بالمحافظة عقب عنف مسلح خلف أكثر من 13 شخصا بين قتيل وجريح". وأشار المصدر إلى أنه وبعد قتال استمر قرابة أسبوعين جراء نزاع قبلي بين القبائل هناك تم التوصل إلى هدنة لوقف القتال وبحث المشكلة بين الطرفين وحل القضية حلا جذرياً". بقي الإشارة إلى أن بلدة نصاب تعيش خارج سيطر السلطات المحلية بشبوة جراء الصراعات القبلية المتسمر فيه منذ سنوات. وأدى زرع عبوة ناسفة استهدفت سيارة مدير الشؤون المالية بديوان محافظة الضالع مثنى الجماعي، كانت متوقفة في سوق سناح بمدينة الضالع، إلى إصابة ثلاثة من الذين كانوا متواجدين بالقرب من السيارة التي بدورها أصيبت بأضرار بالغة.