عميد متقاعد /علي زين بن شنظور إنها أخطر مرحلة يعيشها شعبنا المظلوم جنوباً وشمالاً، كنا نعتقد أن المشكلة تكمن في الرئيس السابق علي عبد لله صالح وأن خروجه سيخدم الوطن بدلاً من الصراع فإذا بالدماء تزداد والحروب تشتعل والحكومة وقوى الحوار يبحثون عن تقاسم للمصالح، ووسط هذا العناء يعلن شعب الجنوب يوم التصالح والسلام الجنوبي، لذلك ندعو إلى الآتي :. 1- إننا نحيي شعب الجنوب الصامد المسالم على جعله يوم مأساة يناير 86م يوماً للتصالح والتسامح والسلام الجنوبي، ورغم الحزن والألم الذي انتاب المواطنين وهم يعيشون ويحملون جثامين شهداء مجزرة الضالع يوم 13 يناير الحالي 2014م فإنهم قد أرادوا أن يرسلوا برسالة إلى القوى السياسية بصنعاء والعالم بأن أبناء الجنوب قد تجاوزا الماضي وفتحوا صفحة جديدة من التعايش الأخوي والسلمي وأنهم سائرون على طريق النضال السلمي مهما كانت الجراحات وضد القتل وسفك الدماء في كل زمان، ولذلك سارت الجماهير المتدفقة إلى الضالع بسلام وخرج مئات الآلاف رافعين رايات النضال السلمي ومطالبين باتخاذ إجراءات تجاه القتلة والمستهترين بحياة الأبرياء، وفي نفس الوقت الذي نحيي فيه خروجهم السلمي فإن أي عمل يسئ لثورة الشعب السلمية الجنوبية ببعض التصرفات التي تحدث لا يعبر عن الحراك السلمي ولكنه يعبر عن أي جهة تتبناه . 2- إننا نأمل من القائمين على مهرجان التصالح والتسامح أن يتم عقد مؤتمر للتصالح يحضره ممثلون عن كل فئات المجتمع ومتضرري الصراعات السابقة الذين لم تتح لهم الفرصة لحضور مهرجانات التسامح وخاصة وأن بعضهم يقول إن هذه المهرجانات لم يتم دعوة بعض أسر الضحايا من 67 وما بعدها لحضورها وإن التسامح والتصالح لا يكفي من خلال المهرجانات ويطالبون بمؤتمر جنوبي للتصالح والتسامح، وهي دعوة نرى أنها مناسبة لكي يعزز الجميع وحدة الصف الجنوبي ويمنعوا أية مؤامرات لتمزيق الجنوب تحت أية مسميات وحلول، ومؤتمر التسامح ينبغي أن يكون عنوانا لمزيد من السلام ووحدة الصف لأن التسامح قيمة دينية وإنسانية وحضارية عظيمة لا ترتبط بالقناعات السياسية والفكرية والتباين في الآراء والمشاريع السياسية والتي قد يتباين الناس حولها ولكنهم لا يختلفون حول الأهداف والقواسم المشتركة بينهم وحول جنوبيتهم كما نتمنى أن نرى ممثلين عن كل الصراعات الماضية وهم يجلسون على منصة واحدة مجسدة لوحدة الصف وإن كانت المهرجانات قد حققت الكثير من النجاح ولكن يبقى الأمل في تطويرها . 3- إن التسامح والتصالح الجنوبي قد أرسل رسالة واضحة للشمال بأن عليهم أن يتجهوا إلى نفس الخيار بعيداً عن سفك الدماء والحروب وللأسف أننا لازلنا نسمع من يعاير الجنوب ويشمت بما حصل فيه من أخطاء قبل 1990م ولا ينظرون إلى أخطاء وصراعات الشمال وسفك الدماء المستمر فيه كل يوم وآخرها ما يحصل في صعدة والذي أدى إلى تهجير الآلاف من أبناء دماج من مساكنهم ولو حصل هذا في الجنوب لقامت القيامة علينا , إن بعض إخواننا في الشمال لا يرون الدماء التي يسفكونها كل يوم حراما بل ويشرعون لها فهم يتحاورون في موفنبيك ويتقاتلون في صعدة وعمران بينما نرى الجيش يستعرض بطولاته في الجنوب ولا يفعل شيئا تجاه انتشار الحروب في الشمال وقطع مصالح المواطنين , ويطالبون الحراك السلمي بضبط بعض قطاع الطرق ولا يعتبرون عجز السلطة والجيش أو الأمن في حماية الطرق والكهرباء وأنابيب النفط عيباً، ولا ندري هل الحراك السلمي لديه جيش وأمن وخزينة وسلطات حتى يطالبوه بحماية أمن المواطن في الجنوب , إنها المفارقة العجيبة في هذا الزمن الذي كثرت فيه العجائب . 4- إننا نستغرب من استمرار الحروب في شمال اليمن وعجز السلطة بكل مؤسساتها بما فيه مؤتمر الحوار عن فعل أي شي لإيقاف تلك الحروب بينما نسمع من ينزعج من مهرجانات التصالح الجنوبي , لماذا لا تعملون، بنفس الطريقة، مهرجانات للتسامح في الشمال ثم بعد حل قضية الجنوب نحتفل جنوباً وشمالاً بمهرجان التسامح والتصالح الشامل ؟ ولكن بشرط أن يتم استكمال الحوار مع القوى المقاطعة للحوار في الجنوب ولا يتم تمرير حلول القضية الجنوبية بالقوة كما هو الحال الآن من خلال الاتفاق على تقاسم المصالح بين القوى المتنفذة أو المتحكمة بالقرار في صنعاء الذين يتفقون خلف الكواليس على تقاسم مرحلة ما بعد الحوار الوطني ويطلبون من الشعب المظلوم أن يذهب للخروج لتأييد تلك الحلول دون احترام إرادة القوى المقاطعة للحوار في الجنوب , لذلك نأمل من الرئيس هادي والمبعوث الدولي جمال بن عمر عدم الاستعجال بأي إعلان للجنة تحديد الأقاليم والدستور وتقاسم المرحلة الانتقالية قبل الانتقال للحوار مع القوى المقاطعة للاتفاق على آلية تنفيذية ترضي شعب الجنوب . 5- يصادف هذا الأيام الدعوة في صنعاء لانتفاضة إسقاط الحكومة ووثيقة جمال بن عمر من قبل حركة 14 يناير فنقول لهؤلاء: يا جماعة لا تتعبوا أنفسكم فشعب الجنوب رافض للوثيقة ويريد دولته المستقلة وفك الارتباط، وكان الأفضل أن تطالبوا بتطوير الوثيقة لتلبي تطلعات أبناء الجنوب, وليس أن ترفضوا منها , ثم ما البديل لديكم فالجنوبيون يقولون إما دولتنا المستقلة أو على الأقل إقليم جنوبي وحق تقرير المصير . برقية:. لقد أخطأ الحوثيين خطأ كبيراً بتهجيرهم للسلفيين من صعدة وهذا سوف يضر بالزيدية وبالحوثي لأن أهل السنة لن يسمحوا لهم بأي تواجد في مناطقهم، فهل يتدارك الجميع الخطأ..