فيما يعد نتيجة لفشل حكومة الوفاق الوطني بالقيام بإدارة مرحلة ما بعد الثورة انقسم صف شركاء الثورة السلمية إلى مناهض للوفاق، التي تشارك فيها تكتل اللقاء المشترك، ومؤيد لها، وفيما يبدو أن إخفاقات الحكومة وتمسك المشترك بها قد ساهم في شق الصف الثوري وخروج معظم قواعده اليسارية، حاول الإصلاح تنظيم مهرجانات استعراضية وصفت بالخرافية في ظل فشل الحامل السياسي للثورة في تحقيق أية مطالب شعبية. وشهدت العاصمة صنعاء تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من شباب الثورة السلمية والمناهضين لحكومة الوفاق الوطني من مختلف المكونات والحركات الثورية والأحزاب السياسية الجديدة بالإضافة إلى قواعد من أحزاب المشترك المعتدلة، وطالبت المظاهرة، التي انطلقت من ساحة التغيير بصنعاء ونظمتها جبهة انقاذ الثورة التي يتزعمها النائب احمد سيف حاشد، بإقالة حكومة الوفاق الوطني وتشكيل حكومة كفاءات وطنية بعيدا عن المحاصصة الحزبية وإسقاط نظام التقاسم والمحاصصة. ورفع المشاركون في المسيرة شعارات مندده بفساد الوفاق وبقائها في السلطة كما ردد المشاركون في المسيرة شعارات "يا جماهير قوليها.... حاميها حراميها -نشتي حكومة كفاءات .. لا تخضع للأملائات -مطلب ابناءاليمن. إسقاط وزراء الفتن". و أكد النائب البرلماني، أحمد سيف حاشد، أن هناك بوادر ثورة قادمة من خلال التنوع في تظاهرة الأمس باعتبار أن من شارك ينتمون إلى مختلف الأحزاب السياسية، وخصوصاً أن معظم محافظات الجمهورية، تشهد مظاهرات مناصرة لذات المطالب. وتزامن انظلاق المسيرات المناهضة للوفاق في الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير عقب تصاعد المخاوف لدى الشارع اليمني من تصادم مسيرتين الأولى موالية دعت إليها تنظميه الثورة ومجلس شباب الثورة والذي تحولت إلى مهرجان جماهيري تم احياؤه في العاصمة صنعاء وفي محافظات إب، والأخرى مناهضة للحكومة والتي قادتها جبهة انقاذ الثورة في ظل تحريض مسبق واتهامات لمنظمي المسيرات المناهضة للوفاق بالسعي إلى إسقاط العاصمة صنعاء سيما وأن تكتل شباب الصمود التابع للحوثي يشارك في المسيرة، يضاف إلى أن أخبار ترددت عن استعدادات الطرفين، الإصلاح والحوثيين، لأية مواجهات قد تنجم في العاصمة صنعاء، وهو ما دفع الداخلية اليمنية إلى اتخاذ إجراءات أمنية مشددة خشية وقوع أعمال عنف بسبب التظاهرات في العاصمة صنعاء ومدن أخرى. وفي سياق متصل انتشرت قوات مكافحة الشغب صباح أمس في شارع الستين في العاصمة، بشكل كثيف، وقامت بإغلاق الشارع، ونشرت عددا من عربات المياه في أنحاء متفرقة من الشارع. وفي محافظة تعز التي شهدت مظاهرة شارك فيها الآلاف من مناهضي حكومة الوفاق الوطني منعت قوة أمنية منعت الثوار القادمين من مديرية المعافر من دخول مدينة تعز، واحتجزتهم في حي بير باشا، غرب المدينة، كما خرجت مظاهرات مناهضة للوفاق في الحديدة وحجة وصعدة. وفي ذات السياق حذر القيادي الحوثي أبو علي الحاكم من مغبة استهداف المشاركين في المسيرة المناهضة للحكومة، وتوعد في منشور له عبر صفحته في الفيس بوك بعدم السماح أو الصفح لكل من يقتل الشباب، وقال والله إن كل قطرة دم ستتحملون مسئوليتها , وأقسم بالله العلي العظيم الذي لا يحلف إلا به ، أننا لن نسامح ولن نصفح عن أية جريمة يرتكبها وزير داخليتكم . وطالب الإصلاح بأن يكونوا محترمين حتى مرة واحدة في حياتهم، وقال إن الثورة لكل الناس. وفي ما يعد ردا على إسقاط الجمهورية وإعادة الملكية، قال الحاكم نعدكم أنها ثورة جمهورية لا إمامة ولا خلافة بل ثورة حقيقية لا غالب ولا مغلوب ، وطالبهم بأن لا يجعلوا منهم غريما للشعب , وطرف في ثورة أنتم كنتم مشاركين فيه. وفيما يعد تهديد صريح لأبي الحاكم خاطب الإصلاح بالقول "دم الشهيد الواحد يسقط مديرية , ويحرر قبيلة , ويمنحنا حياة أكبر" واختتم رسالته بالقول: ثورتنا سلمية لكن "(فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) ولنا فيكم أسوة حسنة لكننا لن نصل إلى حد ضرب البيوت والمساجد مثلكم. وفي سياق ذي صلة حشدت اللجنة التنظيمية التابعة للإصلاح كافة قواعد الإصلاح ومناصريهم من أحزاب المشترك الآلاف من الشباب لأحياء الذكرى الثالثة للثورة في محافظات إبوتعز والعاصمة صنعاء، وحولت المهرجانات الاحتفالية الى مهرجانات استعراضية لقوة شعبيتها. وفي محافظة اب حشد تجمع الإصلاح نحو 30 ألف مشارك في الاحتفال بالذكرى الثالثة للثورة الذي شهده استاد إب إلا أن عددا من قيادات الثورة الشبابية والحزبية من الاشتراكي والناصري قاطعت المهرجان، معتبرين المهرجان رسالة حزب الإصلاح للمطالبين بتغيير الحكومة. وفي اتجاه مضاد خرجت مسيرة للمئات من الشباب وقيادات جبهة الانقاذ بمحافظة إب، شارع المحافظة والعدين، انطلقت من ساحة خليج الحرية مكان الاعتصام السابق لشباب الثورة، طالبو فيها بإسقاط الحكومة وتشكيل حكومة كفاءات كما نفذ وفد شبابي للمجلس الثوري والتحالف الشبابي وإدارة الاعتصام إلى منزل الجريح حلمي الورافي، أحد جرحى الثورة الذي يعاني إهمالا حكوميا منذ 8 اشهر. وكانت تنظيمية الثورة ومجلس شباب الثورة الذي أسس الشهر الماضي قد نظما مظاهرة في العاصمة صنعاء صباح أمس انطلقت من جولة مذبح إلى أمام مكتب النائب العام لمطالبة الرئيس هادي بسرعة إقاله النائب العام كأول خطوة لتحقيق العدالة خلال هذه المرحلة الراهنة والتي تتزامن مع الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير. وردد المتظاهرون عبارات تطالب باسترداد الأموال المنهوبة، معلنين عن تدشينهم لمحطة ثورية ثانية وعملية تغيير جذرية شاملة تجتث كل أدوات الإفساد والعنف وكشف جميع المعرقلين لعملية بناء الدولة المدنية الحديثة.