العميد متقاعد علي بن شنظور. الحمد لله أننا لم نوقع على تقسيم الجنوب ولم نشارك في الحوار الوطني رغم أننا ممن يدعو للحوار ويرى أنه لا سبيل لنا بإذن الله غير الحوار ثم الحوار وقد التزمنا بما اتفقنا عليه في ملتقى الجنوبين التشاوري بصنعاء، وما يريده منا أبناء الجنوب الصابرين في ثورتهم السلمية وشارك غيرنا ووافقوا على تقسيم الجنوب، نحترم قرارهم الشخصي وهم مسئولون عما يترتب عنه فإن كان خيرا ورضي به الأغلبية الجنوبية من جماهير الشعب في الجنوب باركناه، وإن كان والعياذ بالله مزيد من الصراع والتفتت فإن ذممنا بريئة منه لأنه لم يؤخذ برأينا ليس كأشخاص ولكن كمكونات قاطعة الحوار. ولكن العجيب أن يزعل منا بعض الإخوة الأعزاء الجنوبين الذين شاركوا في الحوار لأننا تمسكنا بموقفنا مع وحدة الجنوب وقلنا الإقليم الموحد للجنوب هو الحل الأدنى الذي سيجعل الكثير من قوى استقلال الجنوب يتعاطون إيجابيا مع الدولة الاتحادية على أسس وضمانات تخضع لتصويت أبناء الجنوب وموافقتهم وفق ضوابط تحقق التطلعات لشعب الجنوب الذين بحت أصواتهم وارتفع سقف مطلبهم لاستعادة دولة الجنوب المستقلة وهو حل يمكن له أن يخرج اليمن من استمرار الصراع الذي أرهق البسطاء من الشعب المناضل الصابر على المعاناة منذ ما بعد الوحدة وحرب 94. ومثلما كنا، والله العالم، حريصين على تجنب استمرار الصراع كانت صراحتنا مع إخواننا الجنوبين، قبل الشمالين بصنعاء، تنبع من الحرص على المصالح المشتركة للجميع وتجنب الفشل، وإلا فنحن مع ما يقرره شعبنا الجنوبي فلو رحب بإقليمين أو أكثر سنقول، ألف مبروك، طالما ذلك سيحقق أمانيهم واستقرارهم وقلنا لمن التقينا بهم أو خاطبناهم عبر الصحف والقنوات الفضائية نأمل أن تدعموا مشروع الإقليم الموحد ونحترم إقامة أقاليم عدة في الشمال فالإقليم الموحد مدخل للتقارب مع القوى الجنوبية التي قاطعت الحوار والقوى التي شاركت في الحوار وستصبح جزءا من السلطة والمرحلة الانتقالية القادمة وفق نتائج الحوار لكن لو "من عمل الشيطان" ولم تعد تنفع لأنه لم يسمعنا أحد للأسف حتى أنني، وليعلم الإخوة، حرصت لبذل المساعي قبل إعلان الأقاليم منذ انتهاء الحوار للتواصل مع بعض قيادات السلطة لنقول لهم افتحوا بابا للحوار مع القوى المقاطعة ولا تستعجلوا بإعلان الأقاليم الجنوبية. وفعلا تفاعل مع دعوتنا الاخ الرئيس هادي، كما بلغني من الشيخ محمد الشدادي الذي أبلغني استعداد الرئيس للقاء بالراغبين من ممثلي قوى الحراك وطلب مني التواصل معهم وما هو رأيهم؟ فقلت له أنا لست ناطقا باسم الحراك ولكنني سأبلغ الطلب للمجلس الأعلى للحراك و المجلس الأعلى للثورة السلمية واللجنة التحضرية للمؤتمر الجنوبي الجامع والبرلمان الجنوبي وهيئة الاستقلال والمجلس الوطني وبعض ممن نرى أنهم سيجلسون مع بقية القادة ويبحثون الفكرة لأنني لا أستطيع أن أتواصل مع الكل وهناك في هيئات ستبلغهم ويجلسون مع زملائهم ولكني طلبت من العزيز محمد الشدادي وبلغت بعض الذين لهم تواصل مع الرئيس أن يؤجلوا إعلان الأقاليم حتى لا يغلقوا الباب، وتحدثت مع المستشار السياسي بالسفارة الامريكية ديفيد درير لطلب تواصلهم مع الرئيس لدعم أي حوار مع القوى التي قاطعته، وكان التشاور ولايزال جاريا ولكن تم يوم أمس إعلان الأقاليم مما، للأسف، أغلق الباب لان الحوار سيكون تحصيل حاصل لقرار نافذ لا أعتقد أنه سينجح ولا نجد غير الدعاء بأن يخرج شعبنا من وضعه الحالي وبانتظار ما يقرره قادة الجنوب تجاه المستجدات ولن نألوا جهدا في مواصلة أية مساعي إذا كان هذا سيخدم الاستقرار وسيحقق تطلعات ابناء الجنوب، فنحن نحب الخير للجميع وسنظل إن شاء الله مع الإجماع الجنوبي بحده الأدنى داعين قادة الحراك لتفعيل التشاور وتوحيد الصف وعدم الاندفاع لأية ردة فعل لا تخدم الجنوب ودراسة المستجدات بحكمة وندعو الأخ الرئيس والسلطة ومن شاركوا في الحوار لأخذ المطالب الجنوبية بعين الاعتبار وتجنب أي استفزاز للشعب في الجنوب ومواصلة المساعي من قبل السفير جمال بن عمر حتى يخرج الجميع إلى بر الامان وإنهاء نقاط التباعد بين مشروع مؤتمر الحوار ومشروع الجنوب الواحد. والله من وراء القصد.