عدّ أول غياب لحيدر العطاس عن فعالية جنوبية مهمة كالتي أقيمت في المكلا في ذكرى الحرب على الجنوب تأكيدًا لِما تم تداوله عن تغير في موقفه الداعي لفيدرالية من إقليمين عقب التقائه مع الرئيس هادي في الكويت على هامش انعقاد القمة العربية وتأييده لمخرجات الحوار.. وبهذا الخصوص وصف رئيس الوزراء اليمني الأسبق حيدر أبوبكر العطاس نتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل في ب«المتاح الممكن»، وقال: إن هناك إمكانية للبناء على تلك النتائج مستقبلاً، بحسب ما نقلته صحيفة اليوم السابع المصرية الأحد.والتقى العطاس بالأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، وبحث معه قضايا يمنية لا يُستبعد أنها تمت بضوء أخضر من السلطات اليمنية.. ونقل موقع الصحيفة قوله: «إذا سلمت نوايا الأطراف السياسية بالعمل الجاد على تلك المخرجات نستطيع حل كل الأزمات التي تعصف باليمن، خاصة القضية الجنوبية».. مشيرًا إلى «إن هناك أطرافًا تظهر الالتزام، لكنها فى الحقيقة غير ملتزمة».وهو تطور لافت في خطابه بعد أن كان يصرّح من أن الحوار الوطني لايهم الجنوب، ولا علاقة له به.. ونسب موقع «اليوم السابع» عن العطاس قوله: إن لقاءه بالأمين العام للجامعة العربية «يأتي كواصلة للقاءات سابقة، خاصة بعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في العاصمة اليمنيةصنعاء، وأيضًا بعد انتهاء القمة العربية بالكويت الشهر الماضي».وقال رئيس الوزراء اليمني الأسبق: إن لقاءه بالعربي يأتي - أيضًا - ضمن العمل المشترك بين اليمن والجامعة العربية لبذل مزيد من الجهود من أجل إخراج البلاد من احتمالات الانزلاق فى الفوضى»، مشيرًا إلى أنه وجد فى حديث الأمين العام اهتمامًا كبيرًا بالشأن اليمنى شمالاً وجنوباً.إلى ذلك كشف نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض عن وجود مؤشرات على تغيير المواقف الدولية تجاه الجنوبيين.. داعيًا أبناء الجنوب للزحف يوم 21 من شهر مايو القادم إلى مدينة عدن.وشدد البيض - في الفعالية التي أحياها، حضرها عشرات الآلاف من مختلف المحافظات الجنوبية في مدينتي المكلاوعدن - شدد على ضرورة استعادة ما أسماه الدولة الجنوبية التي قال: إنها ستكون دولة فيدرالية جديدة.ودعا الرئيس البيض، والذي كان يتحدث عبر الهاتف، أبناء الجنوب إلى الزحف الثوري في الحادي والعشرين من مايو المقبل إلى العاصمة عدن، وهي الدعوة التي أكد عليها الزعيم حسن باعوم.وأكد أن استمرار النضال الثوري التحرير السلمي لأبناء الجنوب سيكون كفيلًا بإحداث تغيير على المواقف الدولية تجاه قضية شعبنا، مبشرًا بأن العديد من المؤشرات والبشائر باتت تلوح في الأفق.من جهته وأمام حشود لم يسبق لمدينة المكلا أن شهدتها هاجم الزعيم حسن أحمد باعوم - رئيس مجلس الحراك السلمي - الأقاليم ومخرجات الحوار الوطني، وقال باعوم - في كلمته التي القاها أمام الجماهير: إن إعلان الحرب على الجنوب في 27 أبريل 1994م المقامة بمدينة المكلا، والتي شارك فيها الآلاف من أبناء الجنوب، قال بأن مسألة الأقاليم هي أخطر المشاريع على قضيتنا، واصفًا إياه بالمشروع الشيطاني، ودعا باعوم أبناء الجنوب للاصطفاف صفًّا واحدًّا، والوقوف وقفة رجل واحد في وجه المؤامرات، التي وصفها بالوضيعة، التي يحيكها من وصفه بالمحتل - حد وصفه.وقال باعوم: ستظل حضرموت حضنًا وحصنًا لكل أبناء الجنوب والتواقين للتحرير والاستقلال، وسدًّا منيعًا يقف في وجه المشاريع الرخيصة والصغيرة التي تعبّر عن إرادته العظيمة المتمثلة في تحرير الأرض والإنسان واستعادة الهوية وإقامة دولته الحديثة، وأكد أن أساليب البطش والقمع لم ولن تثني أبناء الجنوب عن الاستمرار في نضالهم حتى تحرير أرض الجنوب.كما دعا الجماهير إلى الوقوف في وجه كافة المشاريع الصغيرة التي ولدت من رحم إسقاط النظام اليمني، وقال: إن أخطر هذه المشاريع على قضيتنا هو ذلك المشروع الشيطاني المسمى ب (الأقاليم)، وأكد بأن أي مشاريع ما دون التحرير والاستقلال واستعادة الهوية لا تعني الجنوب والجنوبيين، وسنقف ضدها حتى النفس الأخير، وأوصى باعوم الجماهير بحمل مشعل النضال حال وفاته، قائلًا: "إذا وافتنا المنية فإنني أحمّلكم - جميعًا - أمانة حمل مشعل النضال والاستمرار حتى تحرير الأرض وطرد المحتل".وفي ذات الاتجاه هاجم عبدالرحمن علي بن محمد الجفري - رئيس حزب رابطة الجنوب العربي - الصمت الدولي.. مشيراً إلى أن الصمت الدولي لن يزيد شعب الجنوب إلا تصميمًا على استعادة دولته، وطالب القيادات الجنوبية بالتوحد، ودعا إلى الاتحاد، وتنسيق الجهود في إطار وحدة وطنية جنوبية ومصالحة وطنية شاملة لدفن كل سوءات الماضي. وفي ميدان الشهيد مدرم بمحافظة عدن دعا القيادي في الحراك الجنوبي شلال علي شائع الجنوبيين إلى إفشال أية مخططات تريد صنعاء أن تنفذها في أرض الجنوب، ومنها تقسيم الجنوب، كما تعهد بإفشال التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت والانتخابات القادمة. وعلى الرغم من ظهور بوادر انشقاق في ذكرى الحرب على الجنوب بين القيادات الجنوبية، ومنها مخاطبة الرئيس البيض أنصاره في محافظة عدن، واستثناؤه من ذلك ساحة المكلا التي تواجد فيها الزعيم باعوم، وتنظيم فعاليتين بعكس ما أكده القيادي في تيار البيض أحمد بامعلم بأن الفعالية ستكون فعالية لا فعاليتين، أصدر اللجنة التنظيمية لمليونية الهوية الجنوبية في المكلا بيانًا مشتركًا مع فعالية العاصمة عدن، أشار إلى أن مليونية الهوية الجنوبية التي أحياها شعب الجنوب أرّخت لانطلاق المارد الثوري الجنوبي، ولم تزدها حملات التقتيل والتنكيل والبطش إلا اشتعالًا، وأكد البيان رفض أبناء الجنوب لمخرجات حوار قوى صنعاء، وفي مقدمتها مشروع تقسيم الجنوب إلى إقليمين يمنيين، وتوعد البيان بإفشال ما وصفها بالمؤامرات الهادفة تصفية قضيته وتأبيد الاحتلال وفرض المشاريع الهزيلة.وحيا البيان ثبات الرئيس علي سالم البيض والزعيم حسن أحمد باعوم على مواقفهما الثابتة مع شعبنا الجنوبي، كما حيا حلف قبائل حضرموت وهبته المباركة التي أطلقها في العشرين من ديسمبر 2013م وجدد التأييد والنصرة للحلف لانتزاع الحقوق من براثن قوى الفيد والنهب المحتلةلحضرموت وللجنوب عمومًا، وللبسط على الأرض والثروة باتجاه الخلاص. ودعا البيان إلى الإفراج الفوري عن أسرى الجنوب القابعين في سجون الاحتلال لنشاطهم السياسي، وفي مقدمتهم احمد عمر المرقشي والناشط نادر مقديشو والناشط محمد سالم باراسين المرشدي، الذي تم ترحيله في جنح الظلام إلى صنعاء دون أية جريمة.وفي سياق متصل تظاهر العشرات من أبناء الجالية الجنوبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية - أمس الأول الاثنين - أمام مقر الكونجرس الأمريكي للمطالبة بدعم جهود الجنوبيين في استقلال بلادهم عن الشمال، ونظمت الفعالية بمدينة "بافلوا" أمام مبنى الكونجرس الأمريكي، وشارك فيها العشرات من أفراد الجالية الجنوب بالولاياتالمتحدةالأمريكية، ورفع المشاركون في الفعالية أعلام دولة الجنوب وصور عدد من شهداء الثورة السلمية في الجنوب، وطالبوا المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب مطالب أبناء الجنوب، وجاءت هذه التظاهرة عقب 3 أيام من تظاهرة سابقة نظمتها الجالية الجنوبية في أمريكا دعمًا لاستقلال الجنوب.