أضحى الإهمال واللا مبالاة هو ديدن طيران اليمنية مع الأسف الشديد، وهذا ما انعكس سلبًا على إحجام اليمنيين وغيرهم عن استخدام (اليمنية) في أي سفرة لهم سواء على المستوى المحلي - الرحلات الداخلية - أو على المستوى الخارجي، وبالتالي بالتأكيد أن هذا الناقل الوطني في طريقه للموت السريري - وقد بدأ بالفعل - حيث تم إغلاق مكتب اليمنية في مدينة (قوانزو الصينية)، وتلا ذلك إغلاق مكتب اليمنية بمملكة البحرين، وعما قريب في بقية دول الخليج حتى يصل ذلك إلى إغلاقها داخليًّا بفضل الإدارة السيئة والأيادي العابثة في هذا الطيران الذي كان عملاقًا في زمن مضى..!! كنا نشتكي تردي الخدمات وتأخير المواعيد إبان قيادة الكابتن عبدالخالق القاضي، وللأسف تبيّن - مؤخرًا - أنه كان أفضل بكثير من القيادة الجديدة - ممثلة بالكابتن (المتقاعد أحمد العلواني)، التي جاءت بها ثورة الستين، التي أرجعت اليمن ستين عامًا إلى الوراء، وأصبحنا اليوم نقول: كانت اليمنية بالأمس مع رداءة خدماتها أفضل من اليوم..!! ولا داعي هنا لسرد ما يعانيه المسافر على متن اليمنية التي أضحت أردأ ناقل على وجه الأرض بلا استثناء. وهنا نضع بين يدي كابتن ثورة الستين العلواني أسئلة: ما سبب إغلاق مكتب اليمنية في مملكة البحرين مع أن الجالية اليمنية أكبر الجاليات العربية هناك؟، ثم لماذا أضحى طيران اليمنية أسوأ طيران على الإطلاق، مع أن اليمن يزخر بأمهر الطيارين احترافيًّا وفنيًّا؟، ثم لماذا ترك الكثير من الطيارين اليمنيين طيران اليمنية وتوجهوا للعمل في أماكن أخرى؟.. أسئلة نطرحها لمكتب الكابتن - المتقاعد سابقًا - العلواني؛ لكي نكون على بصيرة، ونعرف سر الانحطاط السريع والسقوط المدوي لناقل كان عملاقًا..!! ثم هنا نسأل الكابتن ذاته: لماذا يتم التضييق على الكوادر الوطنية المؤهلة، وبالذات الذين ينتمون إلى المحافظات الشمالية؟، ولماذا - أيضًا - يتم تعيين مديري المحطات في الخارج من مناطق معينة فقط (الجنوب)؟!! وهنا أسرد مثالاً بسيطًا لفخامة الكابتن المتقاعد سابقًا - العامل حاليًّا، في الإمارات العربية المتحدة توجد محطة في دبي، وأخرى في أبوظبي، وكان أحد المشرفين في مكتب أبوظبي من الجنسية الهندية (قاسم) وبعد أن قدم استقالته (وجمع تحويشة العمر) تم اقتراح اسم الموظف نبيل العنسي - ليكون مشرفًا بديلاً عن قاسم الهند - ولكونه (العنسي) يعمل في ذات المكتب منذ فترة ليست بالقصيرة، وكونه كذلك مقيمًا في أبوظبي منذ سنين، ولديه خبرة طويله في مجال عمله في مكتب اليمنية، وبعد وصول القيادة المتقاعدة (العلواني) إلى رئاسة اليمنية أمرت بقطع راتب الموظف العنسي ليس لأنه هندي أو لأنه جنوبي، أو أنه لا يفقه من عمله سوى اسم المكتب الذي يعمل فيه، لكن لأنه ينتمي إلى المحافظات الشمالية، ولأنه يمتلك خبرة كبيرة في عالم السفر، والأسوأ من ذلك كله أنه عرض مشكلته شخصيًّا على رئيس حكومة الفشل الوطني - عفوًا - أقصد الوفاق الوطني - السيد محمد باسندوة لعله يجد له حلاًّ من ظلم القيادة الجديدة، وبالفعل تم التوجيه للعلواني، وكان الرد: كل شيء مقبول إلا بقاء العنسي !!، وهنا نتذكر جزءًا من أغنية الفنان أبو بكر سالم - عافاه الله وكتب له الصحة والسلامة - كل شيء مقبول إلا فراقك - يا جنوب (ياعدن)، والظاهر أن الكابتن العلواني أصابه مرض المناطقية التي كان الجنوبيون يصمون آذان العالم من المناطقية التي يعاملهم بها الشماليون..!!، وهاهم اليوم يجرعون الشماليين الأمرّين (التفرقة والملاحة)، وإلا فما سر توقيف راتب مواطن يعمل بكل إخلاص ومعرفة، ويتم قطع مرتبه دون وجه حق؟، إلا إذا كان وراء ذلك تضييق وتطفيش (الشمالي) لترك عمله، وبالتالي يتم تعيين شخص - من (العكفة الجنوبية) بدلاً من ذات الجهة، وأتمنى أن نجد ردًّا شافيًا من السيد العلواني، ومن السيد محمد باسندوة الذي لا يمتلك قرارًا، فضلاً عن تنفيذه. وللحديث بقية..