سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السيد يدعو إلى شراكة وطنية ويمد يده للإصلاح ويلمّح إلى بقاء المليشيات مع الجيش والأمن لحفظ الاستقرار الرئيس يعيد تقديم نفسه بصفته القائد الضرورة.. ويقدّم تبريرات باهتة لسقوط صنعاء.. ويستعيد توصيفات صالح
لم يشر رئيس الجمهورية في كلمة له - يوم أمس - أمام رؤساء وأعضاء مجالس النواب والوزراء والنواب في القاعة الكبرى بدار الرئاسة إلى تسليم أنصار الله الأسلحة التي تتهمهم الدولة بالاستيلاء عليها، كما لم يأتِ على ذكر خروجهم من عمران وتسليم مؤسساتها، مكتفيًا بدعوتهم لتسليم المؤسسات في العاصمة صنعاء.. و"جدد هادي، في اجتماع لتدارس الموقف الراهن من مختلف الجوانب في ضوء وثيقة السلم والشراكة، التزام الدولة بكل الالتزامات الواردة في الاتفاق، وحرصها على أن تجعله بوابة للسلم والأمن, ومدخلاً حقيقيًّا للحفاظ على التماسك الاجتماعي بين كل اليمنيين، وبأنه لن يكون هناك تمييز بين أيّ من أبناء اليمن أيًّا كان موقفه أثناء الأزمة. وأورد هادي - في كلمته - تبريرات باهتة لسقوط العاصمة بهذه السرعة غير المسبوقة في أول كلمة له، حيث قال: تشعرون بالصدمة مما حدث ومن تسليم بعض مؤسسات الدولة ووحدات الجيش بالصورة التي شاهدناها, ولكن عليكم أن تعرفوا أيضًا أن المؤامرة قد كانت فوق التصور, وأننا "طُعنّا وغدرنا"، وأنها مؤامرة تعدت حدود الوطن، تحالفت فيها قوى عديدة من أصحاب المصالح التي فقدت أو من الذين جعلتهم ثأراتهم الشخصية يثأرون من الوطن قبل ثأرهم من الأشخاص, ومن الانتهازيين الذين نراهم في كل فاجعة يأكلون من كبد هذا الوطن, وفيما كرر قوله من أنه عندما استلم البلاد عام 2012 لم يستلم إلا شبه دولة لسلطة متفككة ومؤسسات متغولة في الفساد وجيش مقسم الولاءات ومحافظات عدة خارج سيطرة الدولة.. إلا أنه لم يشر إلى أن الدولة اليوم لم تعد قائمة، ومن أنها قد فقدت العاصمة نفسها، ومن أن الجيش قد صار مدمرًا ومفككًا، وبلا معنويات ولا يدين بأي ولاء لقيادته العليا، كما أن الفساد الذي يقوده نجله جلال قد فاق كل تصور إلى ذلك، فقد أعاد الاسطوانة المشروخة التي كان يقولها سلفه من أن الكرسي الذي يجلس عليه هو كرسي من نار، ومع ذلك ما زال يبحث عن تمديد أو توافق لإعادته رئيسًا، وبهذا الخصوص ما زال يقدّم نفسه كقائد ضرورة، حيث قال: أتعهد أمام الله وأمامكم بأنه رغم كل هذه التحديات فإنني لن أتهرب من مسئولياتي والتزاماتي تجاهكم، خاصة في هذا الظرف الصعب، فأنا مصمم على ما عاهدتكم عليه منذ البدء، وسأتحمل مسئوليتي في تحقيق الأمن والاستقرار وإعادة الأمور لنصابها، والسعي لتحقيق مخرجات الحوار الوطني.. وعلى ذات السياق من التخبط، وفيما استكمل المسلحون الحوثيون الذين يسمون باللجان الشعبية استلامهم مع الحراسات الأمنية كافة مؤسسات الدولة الأمنية والحكومية بما فيها مقر القيادة العسكرية والأمن العام ورئاسة الحكومة ومجلسي الشورى والنواب، كما نصبوا نقاط تفتيش أمنية في شوارع العاصمة.. أكد هادي: أقول لكم: إن صنعاء لم تسقط, ولا يمكن لها أن تسقط, فصنعاء مدينة كل اليمنيين، إلا أنه وفي تناقض كامل دعا في الوقت ذاته الحوثيين لتسليم مؤسسات الدولة التي استولوا عليها في صنعاء للسلطات اليمنية المختصة. وزاد: وأعدكم ببذل كل الجهود والإجراءات التي تحافظ على هيبة الدولة ومؤسساتها، وتحمى المواطن في كل مكان, وبأن الأيام القادمة ستكون أفضل, وبأن الأمور ستتغير للأحسن, رغم الصعوبات وقتامة الصورة. إلى ذلك، وفي المقابل ألقى زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي خطابًا بمناسبة انتصار الثورة، بدا تصالحيًّا ومتبنيًا للمشاركة بعد سيطرة أنصاره على العاصمة.. حيث أشار في خطابه إلى أن هناك جملة من العوامل التي تساعد على التغلب على التحديات، منها الإيمان بمبدأ الشراكة باعتبارها تجسد العدالة؛ لأنه لا يمكن أن يأتي طرف ما ليفرض نفسه على الشعب اليمني، ويجب حل أية مشكلة قادمة بالحوار. وبهذا الخصوص قال: نمد أيدينا للإخاء والسلام والتعاون لحزب الإصلاح، وإنه حزب يمكن أن يعيد لُحمته بناء على مبدأ الشراكة الوطنية، إلا أنه هدد من أنهم سيواجهون في المرحلة القادمة من يقفون أمام تنفيذ اتفاق التسوية والمتضررين من اتفاق الشراكة، معتبرًا أن المرحلة هي مرحلة بناء دولة عادلة، وهذا يتطلب تعاون الجميع، فأصحاب منهج الإقصاء هم من يحرصون على مصادرة حقوق الآخرين. وأشار إلى أن من الإنجازات المهمة لهذه الثورة أنها أزالت عقبة كبيرة وعائقاً من أخطر العوائق التي كانت تحول دون بناء دولة عادلة، ذلك العائق كان متمثلاً في أكبر وأخطر قوى النفوذ المتغلغلة في مؤسسات الدولة بقيادة علي محسن الأحمر الذي كان يسعى لفرض إرادته فوق إرادة الشعب، ويتحالف مع بعض القوى الخارجية بغية الإخضاع لهذا الشعب والهيمنة على قراره. مشيرًا إلى أنه اليوم بات بالإمكان أن تتحول الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة مع استرضاء الملاك الحقيقيين، والاسم اللائق بها هو حديقة ال21 من سبتمبر. وامتدح الجيش، وقال: إنه جيش وطني، وأثبت بأنه جيش عظيم، ورفض ارتكاب الجرائم، ووقف مع الثورة والشعب. وحذّر عبدالملك الحوثي مما وصفها ب"المؤامرة" التي تستهدف المؤسسة العسكرية في محافظات الجمهورية، ومنها مأربوالبيضاء، وقال: «نشم في البيضاء مؤامرة ضد الألوية العسكرية هناك وتسليمها لعناصر الإجرام». وتابع: ويتبقى أمام شعبنا أيضًا التحدي الأمني المتمثل في تنظيم القاعدة غربية الصنع وأتباعه، ومن أسقطته الثورة، وهذا يتطلب تضافر الجهود الشعبية، وفي سياق الواقع الأمني يمكن للجان الشعبية أن تكون جنبًا إلى جنب مع الأمن والجيش في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وهو ما اعتبر تصميمًا منه على بقاء المسلحين في العاصمة.