وقع السفير الأمريكي بصنعاء في ورطة الاستخفاف الوقح بالسيادة والشعب اليمني حين استبدل الضغوط على الرئيس السابق علي صالح بالرحيل إلى التهديد الفج دون مراعاة لما يمثله من ثقل مازال يحتفظ به في مسار التسوية السياسية ماجعله عرضة لانتقادات حادة شعبية وحزبية وبرلمانية فيما ادخل الرئيس هادي نفسه في مأزق المواجهة العلنية مع حزبه المؤتمر الذي كان من الممكن أن يمثل الرافعة الشعبية لطموحه في الاستمرار بالحكم قبل أن يظهر اعتمادا كليا على الخارج على حساب كل القوى السياسية وليس المؤتمر وحسب وفي هذا الاتجاه اصدر مجلس النواب في جلسته المنعقدة صباح اليوم الخميس برئاسة نائب رئيس المجلس الأخ محمد علي سالم الشدادي عددا من القرارات التي صبت ضد التدخل الأمريكي السافر في الشأن اليمني من خلال سفيرها في اليمن وذلك بناءً على طلب أعضاء المجلس الذين ناقشوا ماتم تداوله إعلاميا من طلب السفير الأمريكي بصنعاء مغادرة الرئيس السابق علي عبد الله صالح البلاد . وعبر البيان الصادر عن المجلس بهذا الخصوص أولاً : الاستنكار الكامل للتدخلات الخارجية في الشئون الداخلية اليمنية السياسية والأمنية والعسكرية وغيرها. ثانياً : يرفض مجلس النواب كل الممارسات والضغوط التي تصدر من قبل السفارة الأمريكية ضد أي مواطن يمني بما في ذلك الرئيس السابق علي عبد الله صالح والمجلس يعتبر ذلك تدخلاً سافراً في الشئون الداخلية اليمنية وانتهاكاً لسيادة البلاد ودستورها والقوانين والأعراف الدولية. ثالثاً : يؤكد مجلس النواب أن على جميع الجهات المختصة وفي مقدمة ذلك الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية تحمل مسئولياتهم الدستورية في الحفاظ على سيادة وأمن واستقرار الوطن وأبنائه. رابعاً : يدعو مجلس النواب كافة الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني الإعلان عن رفضها القاطع لجميع أشكال التدخلات الأجنبية في شئون اليمن الداخلية والوقوف صفاً واحداً في حماية المصالح الوطنية وتحقيق السلم الاجتماعي. وكان لذات السبب قد شن أعضاء في مجلس النواب من مختلف الكتل السياسية هجوماً على السفير الامريكي في اليمن ودعوا رئيس الجمهورية إعلان موقف واضح ضد ماوصفوه بالتدخل السافر للولايات المتحدةالأمريكية في الشئون اليمنية. وقال مساعد رئيس كتلة الاصلاح النائب منصور الزنداني إن البيان ينبغي اشتماله رسالة تفيد بأن السفير الأمريكي لم يعد مرغوباً فيه على الأراضي اليمنية.وأضاف "ليحمل هذا السفير حقائبه ويرحل وليقدم هو وحكومته اعتذاراً لليمنيين". وقال الزنداني إن البرلمان واليمنيين لن يقبلوا تحت يافطة المكايدات السياسية أن تحدد الولاياتالمتحدة مصير حياة أي مواطن يمني مطالباً النواب بمباشرة سلطاتهم الدستورية في حماية اليمنيين. وزاد بأن الخبث خرج من السفارة الامريكية ليس فقط بخصوص الرئيس السابق بل وبمؤامرات إشعال الحروب في اليمن وعلى ذات الاتجاه صعد المؤتمر الشعبي العام في اتجاهين متوازيين ضد هذا القرار ومن يقف خلفه حيث دعا كافة ابناء الشعب إلى الاستجابة لدعوة اللجنة الشعبية للتصدي للهيمنة الأجنبية الخروج يوم الجمعة في مسيرات حاشدة للتعبير وبطرق سلمية حضارية مسئولة عن إدانتهم ورفضهم لكافة أشكال الوصاية والتدخل في الشئون الداخلية اليمنية ورفض المساس بحق أي مواطن يمني في أن يعيش حراً كريماً على أرضه أو معاقبته. ودعا الزنداني إلى ما اسماه اصطفافاً وطنياً حقيقياً دون رعاية دولية يبدأ بالحوثي ويمر بالمؤتمر والمشترك وينتهي بكل المكونات السياسية وفي ذات الوقت وفيما يعتبر نقطة افتراق مع هادي فقد دعت اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام أعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية إلى عقد اجتماع استثنائي يوم السبت القادم في العاصمة صنعاء لتدارس الأوضاع والتداعيات التي تهم الوطن في مثل هذه الظروف الدقيقة والحرجة التي تحدق فيها المخاطر من كل جانب واتخاذ القرارات المناسبة التي تحقق المصلحة الوطنية العليا . يشار أن من صلاحيات اللجنة الدائمة بحسب النظام الداخلي للمؤتمر الشعبي (توجيه الدعوة لانعقاد المؤتمر العام في دوراته العادية والاستثنائية، والتحضير والإعداد لعقد تلك الدورات.) وانتخاب ( الأمناء العامين المساعدين، وأعضاء اللجنة العامة من بين أعضائها ) واقرار مشاريع التقارير المعدة للعرض على المؤتمر العام ومتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر العام . وهو مايجعل الأبواب مفتوحة لاتخاذ قرارات تؤدي إلى استبعاد النائب الأول لرئيس المؤتمر الأمين العام ( هادي ) والنائب الثاني ( الدكتور الإرياني ) الذي يتهم من اللجنة العامة بالتحالف معه ضد المؤتمر ورئيسه