تتجه أنظار اليمنيين إلى محافظة مأرب، وما ستتوصل إليه اللجنة الرئاسية المكلفة بنزع فتيل الاحتراب الذي سينعكس على اليمن بكامله بسبب المخاوف من ضرب المنشآت الاقتصادية المتمثلة بالبنزين والغاز والكهرباء، التي كلها تتواجد في عبيدة، التي منها مطارح نخلاء والسحيل، التي تتجمع فيها مجاميع قبلية مناهضة للحوثيين، من بينهم إصلاح وقاعدة وسلفيين، وهو ما يجعل محافظة مأرب على برميل من البارود بانتظار ما ستفضي إليه اللجنة الرئاسية، التي وصلت يوم أمس، بعد أن تأخر تشكيلها حتى هدد رئيس مكتب "أنصار الله" الرئاسة والأحزاب بتدخل الشعب اليمني لحرب الإرهابيين. إلى ذلك علمت "الوسط" من مصدر عسكري موثوق أن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي التقى - الأحد الماضي - مشايخ المؤتمر في مأرب، وهم: عبدالله بن معيلي, حمد بن جلال، محمد بن عبدالعزيز الأمير، قبل أن تلتقي بهم اللجنة الأمنية بكامل عددها قبل يوم أمس الاثنين. وبحسب المصدر فإن اللقاء كان بغرض الاستماع لموقفهم من التوترات المتصاعدة في المحافظة، والذي جاء عقب قرار الرئيس بتشكيل لجنة نزع فتيل التوتر برئاسته وعضوية وزيري الداخلية والإدارة المحلية، وممثل عن مكتب رئيس الجمهورية. وقال المصدر ل"الوسط": إن المشايخ المؤتمرين أوضحوا للجنة العسكرية الأمنية العليا عن رفضهم الاصطفاف مع أي من طرفي الصراع في المحافظة.. مؤكدين موقفهم الثابت مع القوات المسلحة والأمن لحماية المنشآت الاقتصادية.. مبينين أنه، وفي حال دخلت القوات المسلحة ولوحدها في حرب مع أي طرف فإنهم سيقاتلون معها، بشرط إقالة محافظ مأرب أولاً، كمقدمة لإخراج كافة المسلحين الوافدين من خارج المحافظة. وفي هذا السياق أكدت المصادر عن تفهّم اللجنة الأمنية برئاسة وزير الدفاع مطلب كهذا، وهو ما يعني إمكانية نزع فتيل الاحتراب فيما لو أصدر رئيس الجمهورية قرارًا بإقالة المحافظ الإصلاحي سلطان العرادة، وتنفيذ ما نص عليه البند الخامس من الملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة الذي أكد على "وقف جميع أعمال القتال ووقف إطلاق النار في محافظتي الجوفومأرب فوراً، وانسحاب جميع المجموعات المسلحة القادمة من خارج المحافظتين، مع ترتيب الوضع الإداري والأمني والعسكري، وتؤسس الأطراف آلية تنفيذ حازمة ومشتركة ومحايدة من أجل المراقبة والتحقق.. وتشرح وثيقة مكملة تفاصيل وقف إطلاق النار والآلية المشتركة، وتضع جدولاً زمنياً صارماً.. وتقوم الحكومة الجديدة بترتيب وضع محافظتي الجوفومأرب إدارياً وأمنياً وعسكرياً، بما يكفل تحقيق الأمن والاستقرار والشراكة الوطنية.. وتقوم القوات المسلحة والأمنية التابعة للدولة بمهامها في ضمان أمن المحافظتين واستقرارهما". إلى ذلك وفيما يتوافق مشايخ الأشراف على تحييد مركز المحافظة بإبعادها عن الصراع؛ باعتبارها ضمن منطقتهم، يتداول مشايخ عن قيام المملكة بدعم الجبهة المناهضة للحوثيين بخمسين مليون تم توزيعها على المقاتلين كدفعة أولى، في وقت ما زال توافد مسلحي الطرفين مستمرًا رغم وصول اللجنة الرئاسية، الذي من المنتظر أن تلتقي بمختلف الأطراف يومنا هذا.. حيث تستقبل مطارح نخلا والسحيل المسلحين المحسوبين على الإصلاح من أكثر من محافظة، وكان من هؤلاء محافظ الجوف السابق محمد بن عبود الشريف مع مجاميع مسلحة من محافظة الجوف، الذين تم إخراجهم منها، كما تتمركز المجاميع المسلحة من الحوثيين على مداخل المحافظة بمنطقة حريب القراميش ومفرق الجوف. وكانت اجتمعت اللجنة الرئاسية باللجنة الأمنية بالمحافظة فور وصولها، حيث جددت اللجنة تحذيرها بالتأكيد على استعادة الأسلحة والمعدات المنهوبة فوراً ودون تلكؤ أو تسويف، وبما يجنّب المنطقة إجراءات عسكرية رادعة الكل يحرص على عدم اللجوء إليها؛ حفاظاً على أمن واستقرار المحافظة وتجنيبها المزيد من التدهور للحالة الأمنية المؤثرة سلباً على عوامل الاستقرار والبناء والتنمية. وبحسب وكالة "سبأ" الرسمية فإن اللجنة ستواصل مهامها في ضوء ما أسندت إليها من مهام، وبما يخدم تنفيذ التوجيهات، وما نص عليه اتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني، وهو ما يعني تبنّيها لمسألة إقالة المحافظ الذي سيعد بمثابة العودة إلى الحوار في حال ما لم يفجّر الإصلاحيون الموقف رفضًا للقرار. وفي إطار التهدئة أكد مصدر مؤتمري عن إجراء رئيس المؤتمر اتصالاً هاتفيًّا برئيس فرع مؤتمر مأرب عبدالواحد نمران، وطلب منه، كمؤتمري، ومن قبيلته، أن يقفوا مع القوات المسلحة في حال دخلت بحرب منفردة مع أي طرف. يشار إلى أن عبدالواحد، هو نجل الشيخ علي القبلي نمران، الذي يعد مراغة مراد، بمعنى أنه مرجعية ومنهى القبائل، ويعد حكمه نافذًا في حال ما نطق بالحكم القبلي. هذا وتؤجج وسائل الإعلام السعودية من حِدّة الصراع بنشر تصريحات لمشايخ محسوبة على الإصلاح تسعى إلى تفجير الوضع. ونقلت "عكاظ" عن شيخ قبيلة عبيدة حمد صالح وهيط قوله: نحن جاهزون لأي طارئ ومتواجدون في المواقع الحساسة، ولن نسمح للحوثي بقتل أبنائنا أو نهب مناطقنا، مؤكدًا أن مؤيدي الحوثي قليلو العدد، وأن قبائل الأشراف لا يؤيدون الحوثي، ويقفون في حلف القبائل المأربية. من جهته أكد رئيس حزب "الإصلاح" (إخوان اليمن) مبخوت الشريف)، في تصريحات نشرتها صحيفة "السياسة" الكويتية، أن نحو 30 ألف مسلح من قبائل مراد والجدعان وبني جبر وعبيدة جاهزون للقتال.. وتعهد الشريف أن تكون مأرب مقبرة لمسلحي الحوثي وهزيمتهم، وهزيمة كل من يفكر في غزوها, وهدد باستهداف المنشآت الاقتصادية. وفي إطار تهديدات باستهداف المنشآت الاقتصادية، اعتبر أن مصير النفط والغاز في مأرب هو مصير كل أبناء مأرب, قائلاً: "إنْ هجم الحوثي وقبرناه في أرض مأرب فكل شيء سيصلح، وإن حدث عكس ذلك وتعرضنا لمؤامرات تمكنه منا فلن نترك شيئًا خلفنا ليهنأ به". وكشف عن وجود معسكرات تدريب رجال القبائل على مختلف الأسلحة الثقيلة، وشكلوا كتائب مسلحة بمختلف الأسلحة, من بينها راجمات صواريخ كاتيوشا اشتروها من السوق السوداء, إضافة إلى أسلحة الكتيبة العسكرية التي سيطروا عليها قبل أيام، وتضم عددًا من الدبابات". وأكد رفضه تسليم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها عقب تقطعهم لكتيبة تتبع اللواء 62 الاحتياط.. مشيرًا إلى أن "أسلحة هذه الكتيبة ستظل في يد رجال القبائل لحماية الثروات النفطية والكهرباء ومؤسسات الدولة, وسنقاتل الحوثيين بهذه الأسلحة، وعندما ننتصر عليهم سنردها كلها للدولة, كما سنسترد حتى الأسلحة التي نهبها الحوثيون من معسكرات عمران وصنعاء وغيرها ونعيدها للدولة". وعلى ذات الاتجاه من تسعير الحرب وجّه الشيخ عبدالله بن هذال إلى رئيس الجمهوريه وأعضاء اللجنة الرئاسية المكلفة بحل قضايا محافظتي مأربوالجوف، وجّه رسالة سخر فيها من تشكيل اللجنة الرئاسية باعتبار ما قال: إن لجانكم يا سيادة الرئيس لم تحرك ساكنًا، ولم تحل قضيه منذ أن عرفناكم. وزاد على صفحته في الفيس بوك: كان المفروض أن تُشكّل اللجنة برئاسة وزير الدفاع لإخراج المليشيات من شوارع المدن اليمنية، واستعادة هيبة الدولة، وبسط سيطرتها؛ لأن أهل مأرب لم يرتكبوا أية جريمة سوى أنهم رفضوا تواجد المليشيات في بلادهم. يشار إلى أن الهذال كان قد هدد بتفجير أنابيب النفط في حال خذلتهم الدولة في صد اقتحام الحوثيين لمحافظته.. وهو ما ينقله الإعلام عن مشايخ آخرين دون تسميتهم، وهو ما كان الشيخ عبدالوهاب نمران - من قبائل مراد - هدد به من أن النفط والغاز والكهرباء ستكون عرضة للتدمير والتخريب إذا صمم الحوثي على دخول مأرب.