كشف مصدر موثوق ل"الوسط" عن مسار غير معلن للحوار لحل أزمة انتقال السلطة، كان يجري خارج اجتماعات موفمبيك بين ممثلين عن المؤتمر، هم: الدكتور أحمد بن دغر وعارف الزوكا وياسر العواضي.. وعن الحوثيين: صالح الصماد, مهدي المشاط, ومسفر الصوفي، تمخض عن بنود اتفاق متوازنة وشاملة، اطلع عليها الإصلاح من خلال ممثله محمد قحطان، الذي اقترح إدخال ملاحظات تم استيعابها وإدراجها ضمن الاتفاق. وبحسب المصدر فإن الاتفاق كان وافق عليه زعيم "أنصار الله" السيد عبدالملك الحوثي حين عرضه عليه - بشكله النهائي - أمين عام المؤتمر عارف الزوكا في زيارته الثانية غير المعلنة إلى مران، قبل أسبوع، بعد أن كان تم التفاوض عليها في جلسات عدة في منزل الزوكا والأمين العام المساعد ياسر العواضي، وكذا في منزل عضو اللجنة العامة أمين العاصمة عبدالقادر هلال، وتم التوقيع عليه - أخيرًا - من قِبل الزوكا والصماد، بعد أن تم مناقشة أدق التفاصيل، واحتفظ كل منهما بنسخة تم التعهد بعدم إعلانه في حال تم عرقلته، وهو ما حصل حين تراجع عن التوقيع عليه، وطلب العودة إلى حزبه، وهو ذات الموقف الذي اتخذه في موفمبيك. وعلى ذات السياق علمت "الوسط" - من مصدر دبلوماسي موثوق - أن مغادرة المبعوث الأممي إلى المملكة كان بغرض عرض الاتفاق الذي كان تم التوقيع عليه بين المؤتمر والحوثيين والإصلاح قبل أن ينقلب عليه الأخير الخميس الماضي. وأكد ذات المصدر أن بن عمر أكد لسياسيين ودبلوماسيين أنه قابل الملك سلمان وولي العهد وولي ولي العهد، وعرض عليهم الاتفاق الشامل. وبحسب ما قاله بن عمر فإن قادة المملكة وافقوا عليه، ومن أنهم أكدوا أن المملكة ستدعم الاتفاق، والذي تتمثل أهم بنوده - بحسب ما اطلعت عليه "الوسط" - بالآتي: خروج اللجان الشعبية واللجان الثورية مقابل تجنيد 20 ألف حوثي. تشكيل مجلس رئاسة من خمسة أشخاص، بحيث يتم التوافق بين المكونات على الرئيس، ويحدَّد عضو لكل من المشترك والمؤتمر والحراك والحوثيين، وبحيث يتم اتخاذ القرارات المصيرية في المجلس بالتوافق التام، بينما القرارات الأخرى بالأغلبية. يتم تعيين رئيس الحكومة بالتوافق، وتشكل من (34) وزيرًا، بحيث توزع الحقائب (8) للمؤتمر، و(8) للمشترك، و(5) للحوثيين، و(4) للحراك، ووزير لكل من الأحزاب الصغيرة الموقعة. الإبقاء على البرلمان، ويقوم بالمصادقة على ما تم الاتفاق عليه، والبت باستقالة هادي، وأن يتم حلف اليمين الدستورية للمجلس الرئاسي أمامه. توسعة مجلس الشورى إلى 300 عضو، يتم استيعاب مَنْ لم يُمثّل فيه، وفيما يثير التساؤل عن مغزى عرقلة مثل هذا الاتفاق، الذي جاء على حساب الطرف المنتصر، وهم جماعة "أنصار الله".. استغرب مصدر سياسي، ل"الوسط" من رفض ممثل الإصلاح التوقيع عليه، رغم أنه قد اطلع عليه مسبقًا.. مشيرًا إلى أنه وحين تم التوافق بين المكونات على التوقيع، وإن بدون الإصلاح، تم الاتفاق على تشكيل لجنتين لصياغة بنود الاتفاق، وتمديد الاجتماع لساعتين قبل أن يحتد بن عمر ويرفض التوقيع بشدة.. مهددًا بالانسحاب، قائلاً: (تريدون أن تصيغوا وثيقة خارج الأممالمتحدة)، وهو ما أفشل آخر فرصة للخروج من الأزمة. وبحسب دبلوماسي ل"الوسط" فإن عرقلة بن عمر للاتفاق يرجع إلى أن الاتفاق لم يُعرض بعد على قيادة المملكة التي كانت رافضة تشكيل المجلس الرئاسي. وفي هذا الاتجاه كان قام عبدالقادر هلال بمحاولة لتهدئة الموقف، مساء الجمعة، بالتواصل مع رئيس هيئة الإصلاح محمد اليدومي، الذي وعده بالتوقيع على الاتفاق السبت أو الأحد، بالتوافق مع المشترك، وهو ما أبلغ به هلال جمال بن عمر والأطراف في موفمبيك، ومنهم الحوثيين الذي طلب منهم تأجيل الإعلان الدستوري (48) ساعة، إلا أنهم رفضوه.. متهمين الإصلاح بتضييع الوقت وإطالة عمر الفراغ الدستوري، وهو ما انتهى بإشهار الحوثيين الإعلان الدستوري. إلى ذلك، وعلى الرغم مما كان يبدو من حالة انسداد سياسي، إلا أن اللقاءات بين قيادات المؤتمر والحوثيين لم تنقطع رغم تفردهم بالإعلان الدستوري بغرض التوصل إلى حلول توفيقية في حال ما فضّل الإصلاح اتخاذ موقف معرقل للحوار.. وتخللت اللقاءات دعوات متبادلة على مأدبة غداء في منزل عارف الزوكا وأبو علي الحاكم الذي حضرها بن دغر وأحمد الكحلاني وعبده الجندي بداية هذا الأسبوع. وكان اللافت أن أبو علي الحاكم كان حادًّا في النقاش؛ حيث اعتبر أن من ضمن الوسائل لحماية الثورة حل الأحزاب واعتقال قياداتها، وهو ما رسم أكثر من تساؤل لدى قيادات المؤتمر. وفي تطور لافت التقى - الأحد الماضي - الرئيس السابق، رئيس المؤتمر، القيادي الحوثي يوسف الفيشي (أبو مالك)، حيث تم في اللقاء النقاش حول الأزمة التي تصاعدت عقب انفراد الحوثيين بالإعلان الدستوري، وكيفية التنسيق، وتحديد نسبة مشاركة المؤتمر في السلطة بكافة مفاصلها، وبالذات ما له علاقة بالإبقاء على مجلس النواب، وتوسعة الشورى، إلا أن اللافت أنه، ومنذ الأحد، انقطعت اجتماعات المؤتمر وممثلي جماعة "أنصار الله" رغم ما كان مقرر لها بسبب اعتذارهم.