تعثر أمس توقيع اتفاق إنهاء الأزمة في العاصمة صنعاء. وكان المبعوث الأممي جمال بنعمر والقياديان في حزب المؤتمر الشعبي العام الدكتور عبدالكريم الإرياني، وعبدالقادر هلال قد توصلوا إلى اتفاق وافقت عليه- مبدئياً- أطراف الصراع (الحوثيون- الإصلاح- الرئاسة) وعلى أن يتم توقيعه أمس الجمعة، وهو ما لم يتم. وتقضي أساسيات الاتفاق إسقاط قيمة 500 ريال أخرى من أسعار المشتقات النفطية، بحيث تصبح الدبة البترول ب3000 ريال، والديزل ب2900 ريال. وتقضي النقطة الثانية بإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإشراك الحوثيين في صنع القرار، والثالثة سحب مسلحي الحوثيين من صنعاء ورفع الخيام. وعلمت "اليمن اليوم" أن اللجنة المشار إليها فشلت، أمس، في إقناع الأطراف المشار إليها على توقيع الاتفاق بسبب البند المتعلق برفع الاعتصامات، ومعايير اختيار الكفاءات لشغل الحقائب الوزارية، وكذلك حصة الرئيس وتحديد آلية للتحقيق في جريمة ساحة مجلس الوزراء. وبحسب المصدر فإن جماعة الحوثي طرحت نقطة رفع الاعتصامات على مرحلتين: الأولى عقب التوقيع على الاتفاق، وتخص الاعتصامات داخل أمانة العاصمة، وتبقى الاعتصامات في محيط العاصمة لمرحلة ثانية، وهو ما قوبل برفض من الرئيس هادي، والذي طالب برفع الاعتصامات فور توقيع الاتفاق. وذكر للصحيفة مصدر مطلع آخر أن هناك نقاطاً خلافية أكثر أهمية من مسألة رفع الخيام وتتعلق بكيفية (إشراك الحوثيين في صنع القرار). وأشار المصدر إلى أن الاتفاق حدد هوية رئيس الوزراء بأن يكون من أبناء المحافظات الشمالية، لافتاً إلى أن الرئيس كان قد طرح اسم أحمد بن مبارك، ولكونه من أبناء المحافظات الجنوبية تم استبعاده. إلى ذلك، أكد ل"اليمن اليوم" مسئول في مكتب المبعوث الأممي جمال بنعمر عدم وجود اتفاق نهائي لحل الأزمة حتى اللحظة (منتصف ليل أمس). وأضاف المصدر أن المفاوضات مستمرة، وأنها ستتواصل، اليوم وغداً، رافضاً التطرق إلى التفاصيل. من جهته أكد المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، أنه لم يتم التوقيع على أي اتفاق مع السلطات، موضحاً أن "التواصل والمفاوضات بيننا وبين الرئاسة مستمرة عبر ممثل عنا وممثل عنهم، وهناك وجهات نظر بشأن نقاط يتم تعديلها ويجري الأخذ والرد فيها". وأوضح عبدالسلام في تصريح ل"السياسة الكويتية" أن النقاط التي يجري التفاوض بشأنها هي إصدار قرار بإلغاء رفع أسعار المشتقات النفطية على خطوات، حيث يتم إعداد آلية لتنفيذ ذلك من قبل لجنة اقتصادية تدرس الخيارات البديلة، أما في ما يخص تشكيل الحكومة من ذوي الكفاءات والشخصيات النزيهة وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار فهناك توافق على كثير من النقاط حولها". وأكد عبدالسلام أنه "إذا حصل اتفاق بهذا الشأن فسيقابلها من جانبنا خطوات متزامنة أمام كل خطوة يقدمها الطرف الآخر"، في إشارة إلى رفع مخيمات الاعتصام من وسط وأطراف صنعاء.