سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصدر دبلوماسي يكشف عدم نية الغرب توصيف الإعلان الدستوري بالانقلاب.. واستقبال الحوثي لوفد روسي السيد يواجه تهديدات الخليج بالتلويح باستخدام باب المندب فيما انقطعت الاتصالات عن محيطه
علمت "الوسط" من مصدر دبلوماسي رفيع أن الاتحاد الأوروبي هدد المكونات السياسية من أنه بمجموع دوله سيغلقون سفاراتهم ويغادرون البلد في حال لم تتوصل هذه المكونات إلى حل لأزمة انتقال السلطة خلال 72 ساعة. وفي هذا السياق بذل السفير الفرنسي والسفير البريطانية جهودًا كبيرة - يوم أمس - لإقناع حكومتيهما بعدم ضرورة إغلاق السفارتين والمغادرة بسبب تطور الأزمة، إلا أن مصادر "الوسط" لا تعلم إنْ كانت حكومتيهما قد وافقت. وفي هذا السياق أكد مصدر موثوق ل"الوسط" أن السفارة الأميركية أنهت خدمات الموظفين اليمنيين الذين يعملون معها بشكل نهائي.. وبحسب المصدر الموثوق فإن السفير أنهى كل المتعلقات الخاصة بعمله، كما قام بإحراق الوثائق الخاصة بعمل السفارة، وتدمير عدد من الأجهزة الألكترونية؛ خوفًا من الاستيلاء عليها. ووجهت السلطات الأميركية - ليل أمس، بشكل عاجل - بسرعة مغادرة طاقم السفارة وكل العاملين فيها، بما فيها جنود المارينز بالمغادرة من مطار صنعاء عبر طائرات أمريكية خاصة، وصلت لتقلهم بعد أن كان من المنتظر مغادرتهم اليوم الأربعاء. وفي هذا السياق كشف مصدر عسكري ل"الوسط" عن انقطاع تام ومفاجئ للاتصالات في منطقة باب المندب، بما فيها جزيرتي ذباب وميون لمدة ساعة ونصف بما في ذلك الاتصالات اللاسلكية داخل المعسكرات ابتداءً من الساعة السابعة وحتى الثامنة والنصف دون معرفة السبب مع ما يرجح عن وصول بوارج حربية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ، جينيفر بساكي، أمس الثلاثاء: إن الولاياتالمتحدة ستواصل التحرك في اليمن لتعطيل التهديدات الوشيكة للأمن الأمريكي. وأكدت بساكي: أن الولاياتالمتحدة ستواصل جهودها مع الأحزاب السياسية اليمنية، بمن فيهم الحوثيين، وذلك للخروج من الأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد. وعلى ذات الاتجاه أكد ل"الوسط" دبلوماسي غربي عن عدم وجود توجه للاتحاد الأوروبي، وعلى وجه الخصوص بريطانيا، باعتبار الإعلان الدستوري انقلابًا على الشرعية. مشيرًا إلى أن توصيفًا كهذا يعني قطع كل العلاقات مع الجمهورية اليمنية، بما في ذلك المساعدات، وهو ما لا يُمكن في الوضع الراهن. وقال الدبلوماسي: إن روسيا تقف مع "أنصار الله" بقوة، ومن أنها ستعرقل أي قرار يمكن أن يصدر من مجلس الأمن ضدهم. وكشف ل"الوسط" عن استقبال السيد عبدالملك لوفد حكومي روسي غير معلن، ومن أنه تم وعدهم بمنحهم امتيازات اقنصادية في حال حدد الغرب موقفًا معاديًا لهم.. وأضاف: أن الغرب لا يمكن أن يغامر بفقدانه لمصالح شركاته في اليمن، بالإضافة إلى كون "أنصار الله" قد أصبحوا أمرًا واقعًا يمسكون بدولة تطل على أهم الممرات المائية، وهو باب المندب. إلى ذلك، وعلى خلاف ما كان يتوقع من أن كلمة السيد عبدالملك الحوثي ستكون باتجاه التهدئة استباقًا لجلسة مجلس الأمن الذي من المنتظر أن تعقد اليوم لمناقشة الأزمة اليمنية، فقد صعّد من لهجته إزاء الخارج والداخل، وهدد - ضمنًا - بخطورة أي ضرب للاقتصاد اليمني لانعكاسه على المصالح الاقتصادية الدولية. وعلى ذات الاتجاه، وفيما كشف مصدر دبلوماسي ل"الوسط" أن السفير الروسي أوصل رسالة ناصحة إلى السيد، يحثه فيها على التهدئة وإظهار قدر كبير من المرونة في خطابه، وهو ما لم يلتزم به، إذ ورغم ذلك، فقد شن هجومًا كاسحًا على قوى الداخل والخارج التي يمكن أن تتلاعب بالاقتصاد اليمني. وذكر قوى الخارج، وحدد منها دول مجلس التعاون الخليجي، وأميركا وفرنسا وبريطانيا بأن لديها مصالح في اليمن، وليس من مصلحتها تدهور الاقتصاد اليمني. وهدد - ضمنيًّا - بإمكانية استخدام باب المندب كسلاح في مواجهة أي اعتداء. مشيرًا إلى أهمية الموقع الجغرافي الاستراتيجي المهم الذي تمتلكه اليمن، قائلاً: فمن مصلحة كل القوى في الداخل والخارج أن يستقر هذا البلد، وأيّة محاولات لإثارة الفوضى أو للإضرار باقتصاده سيكون لها انعكاساتها على مصالح تلك القوى. وردًّا على مخاوف السفراء قال الحوثي: هنا من يحاول إخافة البعثات الدبلوماسية في العاصمة صنعاء لدفعها إلى الهروب من هذا البلد، مع أنها جربت وأدركت أنها تعيش وضعًا أمنيًّا مستقرًا لا يستدعي هذه المخاوف بفضل تعاون الجيش واللجان الشعبية. ويأتي تصعيد الحوثي في ظل استمرار الضغوط الدولية والإقليمية باتجاه "أنصار الله" لإرغامه على التراجع عن الخطوات المنفردة التي اتخذها، والمتمثلة بالإعلان الدستوري وإحكام سيطرة الحوثيين على السلطة. وفي هذا الاتجاه بدأت - الاثنين الماضي - فعاليات المناورة البحرية المصرية السعودية المشتركة، التي تجريها وحدات من القوات البحرية في البلدين، وتستمر لعدة أيام بنطاق البحر الأحمر بالسعودية. وبحسب العميد محمد سمير - المتحدث باسم الجيش المصري - في بيان نشره عبر صفحته الرسمية بموقعه "فيسبوك" - فإن "المناورة البحرية المصرية السعودية المشتركة "مرجان 15″، انطلقت الأحد، بمشاركة وحدات بحرية مصرية وسعودية، والتى تستمر لعدة أيام (لم يحدد عددها) بنطاق البحر الأحمر بالسعودية". وفي هذا السياق أكدت السعودية، أن الأحداث التي تشهدها اليمن "تُعد تهديدًا لأمن اليمن والمنطقة واستقرارها ومصالح شعوبها". وجاء التأكيد السعودي، خلال الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء في البلاد، التي رأسها الملك السعودي، سلمان بن عبدالعزيز، وهذا الموقف يأتي بالتوازي مع جلسة لوزراء خارجية مجلس التعاون، الذي قال مصدر دبلوماسي للخليج الإماراتية من أنه سيتم فرض عقوبات على جماعة الحوثي، على رأسها رفض الاعتراف بأي ترتيبات لوضع السلطة في اليمن بموجب الإعلان الدستوري، بما في ذلك عزل سياسي لليمن بعد إغلاق سفارتي السعودية والإمارات.