يُعد سعي المؤتمر والحوثيين إلى إبرام توافق للمضي، بخلق أي شكل من أشكال العلاقة بينهما، إدراكًا لحجم التحديات التي يواجهانها من قبل الداخل والخارج الذي وضعهما في سلة واحدة. ومع أن مراقبين يعتبرون أن مثل هذه العلاقة لن تزيد عن كونها نتاج ضرورة سرعان ما تنفك بسبب الشكوك القائمة بين الطرفين وأزمة الثقة.. علمت "الوسط" من مصادر موثوقة أن لقاءات عدة غير معلنة بين قيادات حوثية ومؤتمرية قد توجت نهاية الأسبوع الماضي بلقاء مقيل في منزل رئيس المؤتمر، حضرته قيادات مؤتمرية وحوثية، منها أبو علي الحاكم ومهدي المشاط، وحمزة الحوثي، ودغسان أحمد دغسان.. وبحسب هذه المصادر فإن الحوثيين أبدوا موافقتهم على أي خيار يراه المؤتمر لنوع العلاقة إن كانت تحالفًا استراتيجيًّا كاملاً أو شراكة كاملة أو جزئية أو تنسيقًا، أو حتى قيام علاقة طيبة دون مشاركة المؤتمر. وبحسب ذات المصادر فإنه، وفيما كانت الأمور تُشير إلى تطور العلاقة بشكل إيجابي، حصل الهجوم على القوات الخاصة فجر الأربعاء، ومحاولة اقتحامه، وهو ما فرض الشكوك حول صدقية طرح الحوثيين من التحالف، وذلك قبل أن يُعلن زعيم "أنصار الله"، في خطابه مساء الجمعة، من أن الحادث عرضي، ولا يستهدف الأشقاء في المؤتمر.. وهو ما استدعى من صالح إرسال وفد كبير من المشايخ يمثلون عددًا من محافظات الجمهورية لمقابلة السيد، السبت الماضي.. وبحسب مصدر كان حاضرًا اللقاء فإن الحوثي أشار إلى أهمية المؤتمر باعتباره حزبًا متحررًا لا ينطلق من أرضية عقائدية أو فكرية متعصبة، كما أنه الوحيد الممتد في كل الأراضي اليمنية، وأنه يصعب الدخول معه بعداء في هذه المرحلة، وأن التحالف معه في هذه الظروف أمر ضروري. وبحسب مصادر "الوسط" فقد تم الاتفاق على تشكيل لجنتين (ميدانية وسياسية)، حيث تهتم الأولى بما يستجد على الأرض من اختراقات من قِبل اللجان ضد ما له علاقة بصالح والمؤتمر وحلها أولاً بأول، بينما تقوم الثانية ببلورة اتفاق التحالف بين المؤتمر والحوثيين. هذا وكان الخبر الذي انفردت به "الوسط" عن إيفاد صالح لنجل شقيقه عمار وعارف الزوكا إلى السعودية قد وتّر العلاقة إلى حدّ أن مهدي المشاط، وفي لقاء جانبي مع نائب رئيس المؤتمر الدكتور أحمد بن دغر والأمين العام المساعد الدكتور أبو بكر القربي، أثناء حضورهم إحدى جلسات الحوار في موفمبيك، قد هدد بمحاكمة هادي وفتح ملفاته والوصول إليه حيثما كان، وهو ما استدعى تدخّل وسطاء لحل الإشكال وتوضيح الملابسات.