تستميت بعض القوى السياسية في المطالبة بتدخل خارجي إلى حدّ أنها لم تعد تكتفي بالضغوط السياسية، وصارت تطالب بمواقف أقوى، فيما يُعد شرعنة للتدخل الخارجي بعد أن يصبح بناء على طلب رسمي وحزبي. وأشار القيادي الإصلاحي محمد قحطان - رئيس وفد الحزب في المفاوضات الجارية في حوار موفمبيك - إلى إمكانية الاتفاق على مخرج للأزمة اليمنية بعيدًا عن طاولة بنعمر، إلا أنه اشترط مشاركة طرف خارجي، وتحديدًا ممثل لدول مجلس التعاون الخليجي، أما انتظار حلول "يمنية يمنية" فهذا أمر مستبعد. وكشف في لقاء مع "عكاظ": حاولنا كإصلاحيين عقد لقاءات مع بعض الأطراف خارج اليمن، وبعيدًا عن هذه التوترات، ولكن المشكلة أن قياديين في الحزب وُضعوا على قائمة الممنوعين من السفر. موضحًا أن مزيدًا من التنازلات سيقود إلى نتائج كارثية، وسيدفع الشعب اليمني ثمنها بمزيد من الفوضى والتمزق.. معتبرًا أن الحل ينحصر في قيام الدول الراعية باتخاذ مواقف لقبول جميع اليمنيين وتفاعلهم مع مبادرتهم. وقال: إن المملكة ودول المجلس في الآونة الأخيرة اتخذت إجراءات قوية جدا أخلت بتوازن الحوثيين، ولكن اليمن يحتاج إلى موقف موحد بين دول المجلس وأمين عام الأممالمتحدة؛ لأن من شأن ذلك وضع رؤية واضحة للحلول الآمنة، وما عدا ذلك فاليمن مهدد بالانهيار، وقد يتكرر المشهد الصومالي. وأوضح بأن النتائج ستكون أفضل بكثير من تركه دون ضغوط.. وأكد: نحن أقرب إلى المخاوف منّا إلى التفاؤل. وفي أول تعريض بحيادية المبعوث ألأممي استبعد قحطان أن يلجأ الحوثي إلى إفشال مهمة المبعوث الأممي واضطراره لمغادرة اليمن؛ لأن الحوثيين لم يتضرروا من المبعوث الأممي، منذ أن باشر مهامه في اليمن.. ويبدو لي (وهذا استنتاج شخصي)، أن جمال بنعمر اتفق مع عبدالملك الحوثي زعيم المتمردين على قبول الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسًا لمجلس الرئاسة، وليس رئيسًا لليمن؛ لأن بنعمر يحرص على أن يمسك العصا من المنتصف. وفي تودد للملكة تحدث - نيابة عن الشعب اليمني بالقول: - الشعب اليمني يظل متمسكًا بالمملكة قيادةً وشعبًا، وأملنا كبير في إيجاد حلول جذرية للأزمة اليمنية، والخروج باتفاقات تُعيد الأمن والاستقرار لبلد ابتُلي بعنجهية طرف واحد يسعى للتفرد بالحكم والهيمنة على الشعب بقوة السلاح. وعلى ذات السياق الداعي للتدخل الخليجي، وعلى وجه الخصوص السعودية، في مقابل هجوم على إيران.. أكد القيادي الإصلاحي، والمتحدث باسم الحكومة اليمنية المستقيلة، راجح بادي - في حوار مع "الجزيرة نت" - أن دول الخليج حريصة على أمن واستقرار اليمن منذ العام 2011، على عكس طهران التي تسعى لتحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمية، والسيطرة على البلاد. وأوضح: من يريد الصراع في اليمن هي إيران، أما الأشقاء الخليجيون فهم حريصون على الأمن والاستقرار في البلاد، وهذا ما لمسناه منذ أحداث 2011 عندما تقدمت هذه الدول بالمبادرة الخليجية التي توافقت عليها كل المكونات السياسية، وكانت تُشكل مخرجًا آمنًا لليمن، لكن - للأسف - هناك من سعى لإفشال هذه المبادرة لكي لا تنجح العملية الانتقالية، وهناك جهود حثيثة تُبذل من قِبل دول مجلس التعاون لإنجاحها. ورحب الناطق الرسمي باسم التجمع اليمني للإصلاح سعيد شمسان، بموافقة المملكة العربية السعودية الشقيقة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على عقد الحوار في الرياض، بناء على رسالة الرئيس عبدربه منصور هادي بهذا الشأن.. وأشاد شمسان - في تصريح ل "موقع الإصلاح" - بموافقة دول مجلس التعاون الخليجي على عقد مؤتمر الحوار الوطني بين الأطراف والمكونات اليمنية في العاصمة السعودية الرياض .. واعتبر هذا الموقف يعكس حرص المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي المستمر، على أمن واستقرار ووحدة اليمن، ونجاح عملية الانتقال السياسي، مؤكداً حرص الإصلاح على نجاح الحوار، كخيار وحيد للخروج باليمن إلى بر الأمان. وفي تناغم إصلاحي، نحو فشل أي حوار، والتبشير بالأسوأ، تنبّأ راجح بأن السيناريو الليبي هو الأقرب لليمن في حال فشلت القوى السياسية في التوصل لاتفاق يعيد العملية السياسية لمسارها الصحيح. وفي هذا السياق أعلنت المملكة العربية السعودية ترحيبها واستجابتها لمناشدة الرئيس عبدربه منصور هادي بعقد مؤتمر تحضره كافة الأطياف السياسية اليمنية الراغبين بالمحافظة على أمن واستقرار اليمن، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي بمدينة الرياض. وكان أكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأميركي، أن بلاده موافقة على دعوة الرئيس عبدربه منصور هادي بنقل الحوار إلى العاصمة السعودية الرياض. وقال الفيصل: إن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي رفضوا ما وصفه بالانقلاب الحوثي والإعلان الصادر عنهم.. وأكدوا دعمهم للرئيس هادي.. مشددًا على أهمية استكمال العملية السياسية في اليمن، وفق المبادرة الخليجية. وفي سياق تصريحه أكد أن هناك اتفاقًا دوليًّا تامًّا بالرفض المطلق للانقلاب الحوثي على الشرعية، ومحاولات فرض الواقع بالقوة، ورفض كل ما يترتب على هذا الانقلاب من إجراءات، بما في ذلك ما يُسمى الإعلان الدستوري للمليشيات الحوثية. وقال في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري: إن المجتمع الدولي عبّر عن دعمه الكامل للحكومة الشرعية في اليمن بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وهذا الأمر عكسته بشكل واضح البيانات الصادرة عن كل من مجلس التعاون، وجامعة الدول العربية، ومجلس الأمن الدولي". من جانبه أكد سفير مصر لدى اليمن الدكتور يوسف أحمد الشرقاوي، أن مضيق باب المندب بالنسبة لمصر يرتبط بالأمن القومى لمصر واليمن بالخليج والبحر الأحمر، وأي تهديد لباب المندب هو "خط أحمر" لمصر، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف فى اليمن أكدوا تفهمهم للمضيق، وأن نحو 38 في المائة من التجارة العالمية تمر من خلال مضيق باب المندب. وأضاف: أن أية قوى مُحبة للسلام لن تقبل تهديد باب المندب من جانب أية قوى داخل اليمن. وعن قرار إغلاق السفارة المصرية باليمن قال الدكتور شرقاوي: إن قرار إغلاق السفارة المصرية باليمن بجانب المكتب الثقافى والإعلامى والعسكري والطبي طبقًا لقرار السلطة المختصة بمصر، لا يعني قطع العلاقات المصرية مع اليمن، وهذا قرار حكيم. وأضاف سفير مصر لدى اليمن، خلال حواره مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، مقدم برنامج "حوار القاهرة"، المذاع عبر شاشة "سكاي نيوز عربية": أن اليمن شهدت حالة جديدة من الناحية السياسية والأمنية والاقتصادية، بدءاً من 21 سبتمبر، مطالبًا بجداول زمنية معينة لحل المفاوضات في صنعاء حتى لا تحدث أية عواقب كارثية. وفي ما له علاقة بأقلمة الأزمة اليمنية، قال مستشار قائد الثورة الإسلامية في الشؤون الدولية: إن أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لليمن من قِبل أية دولة سيؤدي إلى زعزعة الأمن، ويفاقم التوتر، ويزيد من عدم الاستقرار في اليمن والمنطقة. وأكد علي أكبر ولايتي، خلال استقباله رئيس الوفد اليمني الحوثي الذي زار طهران، وفقًا لوكالة «فارس» الإيرانية، على دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمطالب الشعب اليمني. وعلى ذات السياق أعرب رئيس مركز الأبحاث الاستراتيجية بمجمع تشخيص مصلحة النظام، عن استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتطوير مجالات التعاون الثنائي.. وأضاف: «أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لليمن من قِبل أية دولة سيؤدي إلى زيادة انعدام الأمن والتوتر وزيادة انعدام الاستقرار في اليمن والمنطقة، معربًا عن أمله بأن تتجنب دول المنطقة والمجتمع الدولي في هذه البرهة الحساسة، ومن خلال درايتها والتزامها بمراعاة حقوق الشعب اليمني والسلام والاستقرار العالميين، أن تتجنب إثارة أية حساسية، أو اتخاذ إجراءات غير مسؤولة تنتهك سيادة اليمن». وأعلنت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، دعم بلادها أي اتفاق يحظى بدعم وموافقة الأطراف اليمنية.. مؤكدةً رفضها "أي تدخل أجنبي في اليمن". وأعربت المسؤولة الإيرانية - خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، الأربعاء - عن أملها في حل الأزمة القائمة في اليمن، اعتمادًا على الطاقات الذاتية. وفي ذات الإطار من القلق الخارجي الذي تعدى دول الخليج إلى إسرائيل، أبلغت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كل شركات السفن الإسرائيلية بالتعامل مع سواحل اليمن بوصفها سواحل دولة معادية، ما يفرض عليها اتخاذ إجراءات متشددة على مستوى الحماية والتأهب عند عبورها مضيق باب المندب. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن ثمة خشية سائدة داخل المؤسسة الأمنية في إسرائيل «من أن يحاول الإيرانيون الذين سيطروا على أجزاء واسعة من اليمن، إغلاق المضيق أو التعرض للسفن الإسرائيلية بواسطة صواريخ تطلق من الساحل». ويمثّل مضيق باب المندب مسارًا بحريًّا رئيسيًّا بالنسبة إلى الأسطول التجاري الإسرائيلي، إذ يُعد بوابة الدخول إلى البحر الأحمر، الذي يمثل معبرًا حيويًّا للسفن في طريقها من الشرق الأقصى إلى «ميناء إيلات» أو قناة السويس. وأشارت الصحيفة إلى أنّ التحذير الذي أوعزت به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لشركات السفن التابعة لدولة الاحتلال يعني - أيضًا - أن على هذه السفن استخدام المسارات الملاحية الأكثر بُعدًا عن الساحل اليمني.. وبذلك تُصبح وضعية هذا الساحل مثل وضعية السواحل المعادية الأخرى بالنسبة لإسرائيل، كسواحل السودان والصومال، إلا أن «يديعوت» أوضحت أن ساحل اليمن ينطوي على إشكالية تجعله مختلفًا عن تلك السواحل، لجهة أن هناك مسافة واسعة داخل البحر الأحمر تفصل سواحل السوادن والصومال عن عمق البحر، ما يسمح للسفن بالابتعاد عنها، فيما يبلغ عرض مضيق باب المندب، المقابل للساحل اليمني، عند النقطة الأضيق 25 كلم، ما يعني أن إمكانية الابتعاد عن الساحل محدودة جدًّا. وبحسب الصحيفة، فإن «إسرائيل تتعامل مع اليمن منذ أن سيطر الحوثيون، بمساعدة الحرس الثوري الإيراني، على أجزاء واسعة منه كأرض إيرانية تمامًا».. وقال التقرير - الذي نشرته «يديعوت آحرونوت» - إن ميناء الحديدةاليمني، الذي يُعد من الموانئ الكبرى على مستوى الشرق الأوسط، يخضع للسيطرة الكاملة للحوثيين والحرس الثوري الإيراني، «وعن طريق هذا الميناء تنقل إيران التجهيزات العسكرية للحوثيين، كما أنها، بحسب مصادر أجنبية، تنظم عشرات الرحلات الجوية - أسبوعيًّا - بين طهرانوصنعاء تحمل عبرها خبراء وعتادًا عسكريًّا إيرانيًّا للحوثيين». وأشار تقرير الصحيفة إلى أن الجهات المعنية في إسرائيل تقدّر بأن «المسألة مسألة وقت فقط حتى ينصب الإيرانيون منظومة صواريخ "بر بحر" يهددون بها حرية الملاحة في منطقة باب المندب.. وثمة قناعة في إسرائيل بأن أيّة أزمة تكون إيران جزءًا منها ستؤدي إلى أن يحاول الإيرانيون تقييد حرية الملاحة في هذه النقطة الاستراتيجية».. إلا أنه، وفقًا ل «يديعوت»، ليست هذه المشكلة الوحيدة بالنسبة إلى إسرائيل. «فلسيطرة الحوثيين على اليمن، وفقًا للتقديرات الإسرائيلية، تأثير فوري في حجم تهريب السلاح الإيراني إلى مصر وغزة.. وإذا كان السودان مثّل في السابق مسارًا لنقل السلاح الإيراني المهرّب إلى سيناء عبر قناة السويس أو عبر مصر، فإن المحطة اليمنية تحت سيطرة إيرانية كاملة». وذكرّت الصحيفة بتعرض «محطة تهريب السلاح الإيراني في السودان» لهجوم في الماضي «أدى إلى أن توقف حكومة السودان عمليات النقل عبر أراضيها.. أما في اليمن، فالإيرانيون لا يحتاجون إلى إذن من أي أحد». وبحسب الصحيفة، فإنّ كلاً من السعودية ومصر تخشى من «سيطرة إيران على اليمن»، الأمر الذي دفع الأخيرة للمسارعة إلى شراء سفن حربية متطورة من فرنسا لمواجهة احتمال أن تغلق إيران مسار الملاحة المؤدي إلى قناة السويس. في مقابل ذلك، لا يزال الأميركيون والأوروبيون، وفقًا ل «يديعوت»، بعيدين عن الانشغال بهذا التهديد، ويركزون اهتمامهم على مكافحة القراصنة الصوماليين في منطقة خليج عدن. هذا وتستمر الصحف السعودية بتناولها للشأن اليمني عبر افتتاحياتها بتطورات الوضع في اليمن، وبالذات ما له علاقة بنجاح فرار اللواء الصبيحي إلى عدن. وقالت صحيفة "الوطن": إنه مع وصول وزير الدفاع اليمني إلى عدن بعد أن تمكن من كسر الحصار الحوثي المفروض على منزله في صنعاء، يتضح للجميع هشاشة القدرات الحوثية، وأنهم غير قادرين على ضبط المواقع التي يسيطرون عليها، الأمر الذي يعني حتمية نهاية الفوضى التي أنتجوها في اليمن إن عاجلًا أو آجلًا. ورأت أن وجود الرئيس اليمنى في عدن مع عدد من الوزراء والمسؤولين وممارستهم لمهماتهم الوظيفية منها، يجعل عدن مدينة مركزية في الوقت الراهن، ما يشير إلى أنها، وإنْ لم تُعلن رسميًّا، عاصمة مؤقتة، فهي كذلك إلى أن تنتهي الأزمة. وقالت: إن تمكّن المسؤولين اليمنيين المحاصرين من قِبل الحوثيين من كسر الحصار الواحد تلو الآخر، مؤشر على عدم امتلاك الحوثيين إمكانات أمنية، الأمر الذي يقود بالضرورة إلى أن نهايتهم لن تكون بعيدة، وسيأتي اليوم الذي يلفظهم فيه أبناء اليمن، وحينها لن تنفعهم طهران وأسلحتها. وتحت عنوان "الحوار اليمني.. الأسس والمرجعية" قالت صحيفة "عكاظ": إنه عندما نتحدث عن الحوار اليمني المرتقب فمن الأهمية بمكان الحديث عن أسس ومرجعيات الحوار، وضرورة أن يتوافق مع مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات الشرعية الدولية. وأكدت أن المرحلة الحالية التي تمر بها اليمن تتطلب دعم جهود كافة القوى اليمنية دون استخدام العنف والتهديد؛ لاستئناف العملية السياسية ودعم وإسناد المؤسسات الدستورية القائمة والعمل على التئامها في أجواء آمنة لتمكينها من القيام بمهامها الدستورية لكي ينعم الشعب اليمني بالأمن والأمان، ويتغلب على الكابوس الحوثي الذي احتل صنعاء بالقوة.