سليم السعداني - الوسط لا تزال المعاناة مستمرة في عدن ومدن جنوبية أخرى جرى انعدام المشتقات النفطية وغياب كبير في الخدمات الأساسية للمواطنين وعلى رأسها الكهرباء التي تنقطع لساعات طويلة محولة حياة الناس إلى جحيم في ظل درجات الحرارة المرتفعة في المناطق الساحلية. ورغم التفاؤل بالانفراج عقب وصول حكومة بن دغر إلى عدن والإعلان عن وصول كميات كبيرة من المازوت معدات الكهرباء إلى ميناء عدن من الإمارات، إلا الحال لا يزال كما هو والمعاناة مستمرة خصوصاً في ظل الحديث عن فساد كبير وتجارة للمشتقات النفطية في السوق السوداء. وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن فساد كبير في الكهرباء من قبل بعض المسؤولين في الاستيلاء على المعونة السعودية المخصصة لدعم كهرباء عدن. ومن جانب آخر حذر مصدر مسؤول في مصافي عدن من نفاذ كمية المازوت بشكل نهائي خلال 48 ساعة بحلول يوم الاثنين 20 يونيو، في حين لا توجد أي كمية أخرى في ميناء الزيت يمكن الاستعانة بها لإمداد محطات الكهرباء. وقال المصدر ل " الوسط " أن الكمية الموجودة حاليا من مادة المازوت المخصصة لمحطات الكهرباء ستكفي بالكاد ليومين فقط وهو ما سيؤدي الى توقف محطة الحسوة بشكل نهائي كون كل مولداتها تعمل بالمازوت فقط ، اما محطة المنصورة فتعمل مولداتها بالمازوت والديزل الا ان استهلاك المولدات للديزل ضعفي استهلاكها من المازوت. وكانت سفينة تابعة للعيسي قامت اليوم، بإفراغ 4 آلاف طن متري من مادة الديزل إلانها ليست كافية كونها حلول آنية سرعان ما تتوقف. ولفت المصدر الى أن هناك لجنة برئاسة نائب وزير النفط تجتمع يوميا لبحث موضوع نفاذ المازوت في عدن لكنه قال ان الامر يتطلب معالجة سريعة. ودعا المصدر الحكومة المتواجدة بعدن الى تحمل مسؤولياتها والعمل على سرعة توفير مادة المازوت لكهرباء عدن. وراجت تجارة المشتقات النفطية في عدن حيث وصل سعر 20 لتر إلى 20000 الف ريال في السوق السوداء، بسبب التلاعب في الكميات التي تصل من قبل نافذين في السلطة المحلية والمؤسسات المعنية بالكهرباء والنفط. وكانت تقارير طبية أفادت سابقا عن وفاة العشرات في مستشفيات عدن جراء انقطاع الكهرباء واعدام المشتقات النفطية لتشغيل المولدات والأجهزة خصوصا في مراكز القلب والكلى التي توقفت عن العمل. ومنذ ما يقارب العام على تحرير عدن وتواجد القوات الخارجية فيها، تعيش عدن وضعاً مأساوياً في كافة القطاعات بالإضافة لحالات الاعتقال والاغتيالات المستمرة التي باتت تقلق المواطنين وتعرض حياتهم للخطر.
