مارك كاتز - MIDDELE EAST TIME - في مطلع هذا العام توقع مكتب المراجع السكانية الذي مقره واشنطن أن سكان اليمن سيرتفع من 22,4 مليون في عام 2007 إلى 58 مليون في عام 2050. وهذا يعني أن عدد سكان اليمن سيكون اكبر من عدد سكان المملكة العربية السعودية بكثير وان مشاريع مكتب المراجع السكانية سترتفع من 27,6 مليون دولار في عام 2007 إلى 49,7 مليون دولار في عام 2050. عندئذ ستكون اليمن اكبر بلد في شبه الجزيرة العربية من حيث عدد السكان. فبعض اليمنيون يؤكدون أن بلدهم قد أحرز هذه المركز منذ زمن ويعتقدون أن السعودية تبالغ بأرقام عدد سكانها وان العديد من اليمنيين يعيشون في المملكة وربما الربع . وأيا كان التوازن بين المملكة العربية السعودية واليمن وكذلك بين اليمنيين والسعوديين فالاتجاه في المستقبل واضح . فاليمن بصدد أن يكون عدد سكانه اكبر من عدد سكان المملكة بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين ولكن هل يعني ذلك أن اليمن سوف يزيح المملكة العربية السعودية بوصفها البلد الأكثر تأثيرا في شبه الجزيرة العربية ؟ فحجم السكان وحده بالطبع لا يستطيع أن يحدد ما إذا كان احد البلدان هو الأقوى نفوذا من الآخر فالسعودية تمتلك ربع احتياطي العالم من النفط وهذا يجعل منها دولة غنية ومهمة ويرجح أن تبقى بنفوذ أقوى طويلا فاليمن على العكس من ذلك فهو بلد فقير ومعروف قليلا عند الغربيين ومع ذلك فان الزيادة المتوقعة في عدد السكان سواء على أساس مطلق أو مقارنة بالمملكة العربية السعودية تشير إلى أن السعودية وآخرين سيكون لديهم قلق إزاء اليمن بغض النظر عما يحدث هناك. في حين أن عدد سكان اليمن سينمو بشكل كبير فان اقتصادها في النهاية سيتطور فهو مسالة مفتوحة للنقاش فاليمن لا تمتلك كميات هائلة من النفط كالسعودية التي جعل من مستوى المعيشة عندها مرتفع هو النفط وغيرها من دول الخليج الغنية بالنفط كالإمارات، فهناك الكثير من الأمثلة في آسيا وأماكن أخرى التي تطور اقتصادها بشكل سريع وهي بلدان الاحتياطيات النفطية فيها قليلة أو ربما معدومة.فهل ستسلك اليمن طريق آخر غير الطريق الذي تسلكه الدول المعتمدة على النفط؟ فهذا سيحقق لها نمو اقتصادي سريع مثل الدول الأخرى. من الواضح أن اليمن لديه القدرة على ذلك فهل سيحقق ذلك؟ ممكن! لكن الحقيقة أنها لن تفعل ذلك فهناك شكوك من ذلك. أتخيل انه عندما بدأت بدراسة هذا البلد وقمت بأول زيارة له منذ ربع قرن. هل من الممكن أن يتطور هذا البلد أم لا؟ فإذا تطور فانه سوف يصبح قوة إقليمية جبارة وأتخيل أيضا بتفكيري من أن السعودية حققت الكثير من إمكاناته يمكن انه لن ينمو بهذا الشكل فاليمن لم يبدأ هذا النمو بالفعل. فلننظر إلى الوراء من منظور اليوم اعتقد أنني قللت من قدرة المملكة العربية السعودية لزيادة النمو فالمملكة حققت الكثير من النمو وما تزال تواجه مشكلة غريبة وهي اعتمادها على العمال الأجانب في الوقت نفسه غير قادرة على خلق فرص عمل كافية لمواطنيها. من ناحية أخرى فقد بالغت في آفاق التنمية لليمن صحيح أن مستوى المعيشة قد تحسنت كثيرا في ربع القرن الذي مضى.لكنها مازالت منخفضة بشكل ملحوظ خلافا للبلدان النفطية الفقيرة الأخرى التي حققت تنمية اقتصادية سريعة فاليمن مازال لم يحقق المناخ ألترحيبي اللازم لجذب واستبقاء الاستثمار الأجنبي. فبعض البلدان لديها إمكانيات كبيرة لكن لم يبدوا أبدا أنها حققت ذلك وارجوا مخلصا بان اليمن لن تكون كهذه الدول لكنها للأسف لم تعط ما يدعوا إلى الاعتقاد بخلا ف ذلك. فهناك بالطبع من يفضلون أن تبقى اليمن فقيرة وضعيفة من أن تكون غنية وقوية وبالتالي فالذين يعتمدون على السعودية في غاية القلق من أن تكون اليمن جارة غير مريحة للسعودية لكن المشكلة الكبيرة عندهم من أن تصبح اليمن غنية وقوية لكن ستثبت أنها اكبر من ذلك كله. * أستاذ السياسة في جامعة جورج ماسون * ترجمة / عماد طاهر