شن الرئيس الجديد لحزب التجمع اليمني للاصلاح محمد اليدومي هجوما لاذعا ضد السلطة والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام واصفا إياهم بالطغاة لانهم "بتسييرهم لأمور الدولة والحكومة ومؤسساتها وفي تطبيقهم لبرامجهم الانتخابية المحلية والنيابية والرئاسية أوصلوا البلاد إلى وضع مأزوم وحالة متردية رغم ثرواتها وطموحات وقدرات شعبها-حد تعبيره. اليدومي وفي أول نشاط حزبي له عقب توليه رئاسة حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن )القى محاضرة امام المئات من انصاره مساء الثلاثاء استمرت مايزيد عن ساعة نصف عن الاوضاع الحالية لليمن والتي وصفها بالنفق المظلم مصحوبة برؤية اللقاء المشترك والاصلاح للخروج من هذه الأزمة.قال :" لاتوجد أمام المشترك سوى رؤيتين للخروج من النفق المظلم الذي تعيشه اليمن بسبب سياسات الحزب الحاكم وبرامجه الانتخابية، الأولى تتمثل في العنف والثانية النضال السلمي" وفي الوقت الذي أشار فيه اليدومي إلى أن حزبه ومعه بقية أحزاب المشترك المعارض اختاروا النضال السلمي للوصول الى السلطة أكد اليدومي ان" التاريخ النضالي للشعب اليمني يؤكد في كل سطر من سطور أمجاده أنه ضحى من أجل حريته بالغالي والنفيس وأنه في كل مراحل حياته كان عصيا على الطغاة والمستبدين وانه بقوافل الشهداء قد أعيا خيال المنايا التي كانت تتربص في ساح الوغى لقهر طموحاته، وكسر إرادته وإعاقة قدراته على التصدي لكل أنواع العبودية لغير خالقه ومالكه وسعى بكل وعي وحكمة لتخلص من مخالف الاستبداد التي ما كانت لترى له دورا في الحياة إلا أن يكون ظهيرا للمجرمين". ليعود مره ثانية (اليدومي) في محاضرته التي بدأها باستعرض الحقوق السياسية والاجتماعية والديمقراطية للمواطن ليشير إلى أن النضال السلمي التي اختاره المشترك سيثبت أننا شعب قادر على أنتزاع الحقوق سلمياً وبكل جداره. وقال اليدومي في محاضرته " إن السياسات الخاطئة للسلطة وحزبها لم تنحصر فقط في قضايا غلاء المعيشة وإنما حطمت كل قيم الخير في المجتمع وأعلت من قيم الشر, وأن برنامج الإفقار الشامل الذي تبنته منذ 10 سنوات قد أنتح استحلال المعاصي في بلادنا فصارت الرشوة في ظل حكمهم حلال وتفشت السرقة وانتشرت الرذيلة وارتفعت نسبة البطالة والفقر إلى حد أن ملايين البشر عاطلون عن العمل" وحذر رئيس الهيئة العليا للإصلاح من وصفهم "بالإعلام الخادم للطغيان والاستبداد من جعل قضية الوصول الى السلطة التي كفلها الدستور تهمة" وعبر اليدومي عن أمله في الشعب لإحداث التغيير المطلوب بقوله "ولنا أمل في شعبنا في النهوض لتجاوز آثار الاستعمار والطغيان وتجاوز سياسة الاستعلاء واحتكار السلطة حتى لا نتوارث تلك الصراعات وتلك الأساليب المقززة في حل الخلافات, وتابع بقوله "ويجب أن نعي وندرك أن مرتكز هذا التغيير لن يتم إلا بقناعة لدى المواطن اليمني أينما كان وأينما حل في الداخل أو في الخارج لأنه من ذاق الأمرين في الماضي وهو نفسه من سيذوق الأمرين لا سمح الله إذا لم يع دوره المستقبلي. وفيما استبعد الانزلاق الى متاهات العنف السياسي لأن نتيجته ستكون سلبية على المجتمع اليمن .. مدللاً على ذلك بالقوة التي وجهته به الحكومة الجزئرية جبهة الانقاذ الفائزة وما يحصل حاليا في كينيا الا أنه أكد من جديد أنه الشعب لا يمكن أن يسمح بدهور الأوضاع كما حدث في الصومال. ورغم تأكيده على أن الدستور والقانون قد حدد الوسائل المشروعه سلميا لأنتزاع الحقوق الا أنه اعتبر اللجواء الله والدعاء المستمر على الظالمين في كل وقت أنجع الوسائل. وفيما أنتقد تمسك قيادت الحزب الحاكم باستمرار اللجنة العليا للانتخابات على هذا النحو .. أتهم الأخيرة بتطويع النتائج الانتخابية لصالح الحاكم وتمكينه من الاغلبية المطلوبة والحيلولة دون تحول ديمقراطي حقيقي. وكما حذر من استمرارها بهذه التشكيلة فقد أكد أن رؤية اللقاء المشترك تهدف الى أعادة النظر فيها بعيدا عن هيمنة الاغلبية البرلمانية بالاضافة الى ضمان عدم استغلال امكانات الدولة والاعلام والموارد المالية اثناء الانتخابات. وقال اليدومي " أن النضال السلمي الجاري الآن في المحافظات تعبيرا عن رفض الجماهير لسياسة قيادة المؤتمر الشعبي العام الذي اتهمها بتجهيل الناس بغية السيطرة على عقولهم للعودة بالبلاد الى العهد الشمولي. وفي الوقت الذي أكد استمرار الفعاليات الاحتجاجية للمشترك في جميع المحافظات والمديريات .. دعا الى توزيع الثروة والموارد بشكل عادل على جميع المحافظات وعدم تكديسها في محافظة على حساب أخرى. اليدومي الذي اختارته الهيئة العليا للاصلاح (المكتب السياسي للاخوان المسلمين في اليمن) خلفا للراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيسا لها الاسبوع الماضي أكد في سياق تعليقه على مداخله طرحها أحد المستمعين مشفوعة بالاحترام أن اللقاء المشترك هو من يقود الفعاليات الاحتجاجية في المحافظات الجنوبية الست. وقال أن المجموعة الانفصالية - لم يحددها- كانت لاتستطيع أن تحشد بضع مئات وعندما بداء اللقاء المشترك بتنفيذ برنامج النضال السلمي بداء الناس يخرجون للاحتجاج في الشوارع بالالاف. وأكد "سنستمر في النضال السلمي الذي بدأنا فيه لنصل لكل المحافظات والمديريات والقرى والعزل اليمنية", مشيرا إلى أن هذه المهرجانات والاعتصامات سببها إمساك المؤتمر الشعبي بخناق السلطة.